|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في الصوم فضيلة الصمت
هي من الفضائل التي يمكن أن نتدرب عليها خلال الصوم المقدس. فنحن متفقين على صوم اللسان والحواس قبل صوم باقي الجسد فاللسان مرآة القلب ومن القلب تخرج المشاعر الحب والكره ود وغيرها ففضيلة الصمت تُهذب اللسان ويمكن أن لا يصبح مرآة للقلب وما في القلب يموت إن صلينا لتموت فينا جميع الأحاسيس غير المرغوبة يحل روح الرب الروح القدس ذو الفاعلية العظمى في التنقية الداخلية إلى التمام. ونجد فضيلة الصمت كثيرا في الكتاب المقدس فأبونا إبراهيم كان صامتا ويا ليتنا نتأمل حياته في سفر التكوين ونلاحظ كيف كان صامتا. حتى في اللحظات القاسية التي مرت به وهو ينفذ أمر الرب الذي أمره بتقديم ابن شيخوخته إسحق كمحرقة كان صامتا لم يتكلم وليس أمام وجهه غير هدف واحد وهو تنفيذ أمر الرب هل نستطيع أن نتأمل كيف كانت المشاعر تتلاطم في بحر قلبه أثناء الطريق ؟ لكنه استمر ماشيا وصامتا حتى وعندما سأله إسحق عن ذبيحة المحرقة أجابه جوابا مقتضبا الله يدبر الذبيحة وفي النهاية نال البركة والنعمة من لدن الرب وعاد بابنه سالما. نرى يوسف العفيف يصمت على مكر إخوته وبيعهم له بمنتهى القسوة كعبد للمصريين صمت ولم يتكلم وفي بيت سيده فوطيفار دبر جميع الأمور بحكمة وصمت حتى أُعجب به الجميع وأحبته زوجة سيده حبا لا يوصف لدرجة أنها راودته ليمارس ام وأجاب الإجابة الشهيرة ( كيف أفعل هذا الشر العظيم وأخطي إلى الله ) . اتهمته زورا وبهتانا اتهاما مخلوطا بالكذب الشنيع ولم يدافع عن نفسه وتم سجنه ظلما لسنوات وسنوات ونسيه الناس في السجن وكان صامتا لم يصرخ من قسوة الظلم وشريعة الظالمين . وتمت مكافأة يوسف على صبره وصمته لأنه كان صبرا مقدسا بل وصمتا مقدسا وأصبح عظيم مصر بعد فرعون يتحكم في غذاء العالم حوله وأصبح السيد المُطاع بلا منازع ورد الرب له كرامته كرامات في عيون فرعون والمصريين بل وإخوته وأهله جميعا. ونرى صمت الكهنة الذين هم شاول الملك في العهد القديم لأنهم أضافوا داود وأعطوه خبزا صمتوا ولم يقاوموا. وفي العهد الجديد نرى يوحنا المعمدان لم يسكت عمن سأله النعمة وكان كالأسد الزائر في البرية وعندما قبض عليه هيرودس لم يدافع عن نفسه بل صمت بعد أن أعلن حق الشريعة ( لا يحل لك أن تأخذ امرأة أخيك ) صمت ولم يدافع عن نفسه ويرفع دعواه أمام قيصر كان صمتا مقدسا فاستحق لقبا عظيما من لدن المسيح له المجد ( لم تلد النساء أعظم من يوحنا المعمدان ) ونرى أمنا الدائمة البتولية مريم أم الرب وأم الكنيسة المقدسة تصمت وتتفكر في قلبها في حوادث الميلاد وطفولة يسوع ولو تكلمت لتم تسجيل الكتب التي يصعب حصرها لكنها اقتنت فضيلة الصمت المقدس فاقتنت كنزا ثمينا استحقت أن ينقلها ابنها وإلهها بالنفس والجسد نحو السماء. وأعظم الصامتين كان رب المجد يسوع المسيح الله الظاهر بالجسد سار طريق المحاكمات الهزلية وطريق الآلام وثقل الصليب وعاره صامتا كما أورد أشعيا عنه أصحاح 53 لم يدافع عن نفسه وكان يمكن أن يفنيهم بكلمة أو حتى إشارة من يده أو نظرة من عينه لكنه صمت كشاة تساق إلى ال لم يفتح فاه. وبعد. هل أدركنا فضيلة الصمت المقدس وبركاته العظيمة ؟ لنحاول سوية تدريب أنفسنا خلال هذا الصوم المقدس على أن نتدرب عليها رويدا رويدا وفي فترة الصمت لنردد بعض الصلوات القصيرة مرة تلو المرة أو نتأمل في مشهد من الكتاب المقدس أو بعد قداس الأحد لا نكثر من الكلام خصوصا إن تناولنا جسد الرب ودمه الكريمين. فإن تدربنا وأتقنا هذه الفضيلة فقد نلنا في هذا الصوم بركة عظيمة تسير معنا حتى خارج الصوم ونوال فرح القيامة المقدسة والنعمة مع جميعكم. آمين |
19 - 01 - 2013, 07:43 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: في الصوم فضيلة الصمت
شكرا على المشاركة المثمرة
ربنا يفرح قلبك |
||||
19 - 01 - 2013, 03:01 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: في الصوم فضيلة الصمت
شكرا على المرور
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ليس الكلام ولا الصمت فضيلة في ذاتهما ولا رذيلة |
ما أجمل فضيلة الصمت حين تكون بحكمة ومن أجل الله |
الصمت فضيلة لما يكون الكلام خطية |
كيف أتدرب على فضيلة الصمت؟ |
هل الصمت فضيلة؟ (من كتاب خبرات في الحياة) |