|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
يوم تأكل منها موتاً تموت قال الرب لأبينا آدم "وأما شجرة معرفة الخير والشر، فلا تأكل منها. لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت (تك 2: 17). فلماذا لم يمت آدم ولم تمت حواء فى نفس يوم أكلهما من الشجرة؟ الرد: يبدو أن صاحب السؤال، يركز على الموت الجسدى وحده. بينما هناك أنواع من الموت ماتها أبوانا يوم أكلهما من الشجرة. 1- فهناك الموت الأدبى الذى فيه فقد أبوانا الصورة الإلهية التى كانت لهما على شبه لله ومثاله (تك 1: 26، 27). وإذا الله يخاطب آدم بعد الخطية فيقول له "أنك تراب إلى التراب تعود" (تك 3: 19). وهكذا صار تراباً بعد أن كان صورة الله. ومن ظاهر هذا الموت الأدبى طرده من الفردوس (تك 3: 23). وفى هذا الموت الأدبى فقد نقاوته وبراءته التى كانت له قبل أن يأكل من الشجرة. صار عارفاً للشر. وعرف أنه عريان (تك 3: 11). 2- ومات أيضاً الموت الروحى، الذى هو الإنفصال عن الله. وصار يخاف من الله، ويختبئ منه. ويقف أمامه كمذنب وخاطئ. والخطية هى موت، كما قال الأب عن إبنه الضال "إبنى هذا كان ميتاً" (لو 15). وكما قال الرسول عن الأرملة المتنعمة أنها "ماتت وهى الحية" (1 تى 5: 6). وهكذا لما سقط آدم، الخطية انطبقت عليه العبارة التى قيلت لملاك كنيسة ساردس فيما بعد " إن لك إسماً أنك حى، وأنت ميت " (رؤ 3: 1). إنه ليس ميتاً هذا الموت الجسدى، إنما الموت روحى كما قيل عن الأرملة المتنعمة. 3- ووقع آدم وحواء أيضاً تحت حكم الموت الأبدى ولذلك منع أن يأكل من شجرة الحياة (تك 3: 22). ولما مات ذهب إلى الجحيم. وانتظر هناك خلاص المسيح. 4- أما الموت الجسدى، فبدأ يعمل فيه. وصارت طبيعته مائتة. صارت طبيعته مائتة من لحظة أكله من الشجرة. وكما نقول فى القداس الإلهى "الموت الذى دخل إلى العالم بحسد إبليس". ولكن هذا الموت تأجل لأسباب وهى: لو ما فى نفس الوقت، لانقرض جنس الإنسان كله، وما كانت هناك بشرية، ولا كنا نحن ولا كان صاحب هذا السؤال يسأل سؤاله بينما الرب كان قد بارك آدم وحواء وقال لهما " اثمروا واكثروا واملأوا الأرض وأخضعوها " (تك 1: 28). وكان لا بد لبركة كثرة النسل أن تتم. ذلك لأن الله أمين فى مواعيده، حتى لو كان الإنسان غير أمين. ثم إن إعطاء فرصة لمجئ هذا النسل، سيعطى فرصة أنه من نسل آدم وحواء تأتى العذراء، منها يولد المسيح، الذى به يكون الخلاص، وبه تتبارك جميع قبائل الأرض (تك 3: 15، 22: 18). فتأجيل الموت كان لاوماً لمجئ المسيح وإتمام الخلاص. ولكن هذا التأجيل لا يمنع أن حكم الموت قد نفذ تماماً، وفى الوقت، فى كل النقاط التى سبق شرحها. |
|