|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
كيف المسيح إبن الله الإجابة: # المسيح إبن الله لحقيقتين: * الأولى: المسيح أصلاً هو كلمة الله المولود من الله منذ الأزل وقبل خلق العالمين. وحيث أن كل مولود هو إبن لِمَنْ ولده، فيكون المسيح هو إبن الله. لذلك كل من يؤمن أن المسيح كلمة الله فبالضرورة يؤمن أنه ابن الله. أما حقيقة أن المسيح كلمة الله فترجع إلى أن أول صفة تؤكد ألوهية الله هو أنه الخالق. وإذا لم يكن الله خالقاً ما استحق أن يكون إلهاً للكون! لأن إله الكون بالضرورة هو خالقه. والخلق لا يصدر إلا من قوة عاقلة والقوة العاقلة تخلق بالكلمة. إذاً الله كخالق هو قوة عاقلة وله كلمة هو قدرته الخالقة الصانعة. وكلمة الله قدرته الصانعة قائم في ذات الله ومولود منه منذ الأزل، وبه خلق الخلق وبع تعامل مع الأنبياء وبه بتجسده فدى العالم. فإن كان المسيح حسب إعتقاد الكل أنه هو كلمة الله فيكون مولوداً من الله، ومن ثم هو ابن الله بالضرورة. وهذه الحقيقة يؤكدها ويوضحها الانجيل المقدس "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله. كل شيء به كان والكلمة صار جسداً. الله لم يره أحد قط، الإبن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خَبَّر" (إنجيل يوحنا 1: 1-18). * والحقيقة الثانية: إنه لما جاء الوقت المناسب لخلاص العالم، نزل الكلمة من السماء وحلَّ في بطن العذراء مريم وولدته من غير أب بشري، فلذلك تُنْسَب بنوّته لله. إذاً المسيح هو إبن الله الأزلي بالطبيعة والجوهر ككلمة الله. وهو إبن الله المتجسد في الزمان من القديسة مريم. ونستنتج من هذا أن ابن الله ليس ولداً ولده الله من زوجة أو امرأة كما يظن البعض. الأمر الذي لا يقول به ولا يعتقد به أبسط المسيحيين معرفة بدينه. لأن الله كلما قلنا جوهرٌ روحي وكلمته جوهر روحي أيضاً. ولذلك ولادته ولادة روحية، وهي ولادة أزلية. أما تجسده من القديسة مريم وظهوره لنا في شخص المسيح فهو أمر حادث في الزمن بغرض قيام الله كما سبق وقلنا برسالة معينة هي خلاص العالم. إذاً المسيح وُجد في الزمن بتجسده، ولكنه هو السابق على الزمن في جوهره الروحي كابن الله الأزلي. وبنوة المسيح لله هذه إنما هي بنوة فريدة من نوعها ولا تضاهيها أو تناظرها بنوة أخرى في الوجود. لذلك يسمى المسيح كلمة الله "الإبن الوحيد الجنس" ولا أحد من البشر يملك أن يدَّعي لنفسه ما هو للمسيح في أزليته وبنوّته لله. لأن جميع البشر حادثون في الزمن لأنهم مخلوقون من أب وأم بشريين، ولا تنطبق على أحد منهم صفة البنوة لله أو صفة الأزلية أو أنه موجود قبل الخلق. وإن صار ادعاء بوجود مثل هذا الإنسان لصار المؤمنون يؤلِّهونه، ومن ثم يصيرون مشركون بالله. وفي الاعتراف بالمسيح ابناً لله مجد وغنى عظيم. فقد أعلن لنا الكتاب أن "من اعترف بيسوع المسيح هو ابن الله، فالله يثبت فيه وهو في الله" (1يو15: 4). كما أعلن أيضاً "كل مَنْ ينكر الابن ليس له الآب أيضاً. ومن يعترف بالإبن فله الآب أيضاً" (رسالة يوحنا الأولى 23: 2). وهذا يعني أن من يؤمن بابن الله فإنه ينال عطية أبوة الله. ومن لا يؤمن بابن الله فسيخسر أبوة الله له وهي خسارة عظيمة. لأنه فرق كبير بين إيماني بالله كخالق فقط وسيد كل الخليقة فلا أعدو بإيماني هذا أكثر من أن أكون أحد مخلوقاته مثل البحر والجبل والشجرة والبهيمة، وبين إيماني به كأب يمتعني بأبوته لي. لأنه إن كان الله أبي فأنا إبنه. وإن كنت إبناً لله فأنا أعظم وأغنى من كل أبناء رؤساء وملوك الأرض. ولكن ليس غنى وعظمة أرضيين إنما غِنى ميراث أبدي لا يفنى ولا يتدنَّس ولا يضمحل محفوظٌ لي في السماء (رسالة بطرس الرسول الأولي 4: 1). |
|