منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 17 - 01 - 2013, 10:10 AM
 
the lion of christianity Male
سراج مضئ | الفرح المسيحى

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  the lion of christianity غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1024
تـاريخ التسجيـل : Jan 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : U.S.A
المشاركـــــــات : 753


محاذير في خدمة البعيدين

الأنبا رافائيل

ما لا يجب على خادم البعيدين أن يفعله

في غمرة حماسنا الروحي لخدمة البعيدين، قد نقع في أخطاء عفوية، لكنها مُدمرة لخدمتها ولنفسيات مَنْ نخدمهم.. لذلك اسمحوا لي أن أنبّه ذهني وأذهانكم النقية أن نحترس من هذه السقطات.

? ما لا يجب على خادم البعيدين أن يفعله:



(1) معاملة المخدومين على أنهم حالات خاصة:

كل إنسان لا يرغب في أن يكون (حالة)، بل هو إنسان تحت أي ظرف، وكما أننا نتعامل طبيعيًا في المجتمع مع فئات عديدة من الناس دون الشعور بأنهم فئات خاصة (العامل والسايس والزبال والكمساري والدكتور والمحامي والمدرس..)، كذلك يجب أن نتعامل مع هؤلاء معاملة طبيعية بدون حساسية، أو أن نشعرهم أنهم فئات خاصة في الكنيسة.

أنا نفسي لي أخطائي وعيوبي وخطاياي وسلبياتي ونقائصي، وإن كانت بصورة أخرى.. وليس كل القريبين من الكنيسة أنقى أو أعظم من البعيدين.

كل إنسان له ظروفه وقناعاته وقدراته الذهنية التي تُحدِّد مساره في الحياة، ويجب علينا أن نحترم هذه الخصوصية وهذه المفاهيم.

هذا الاحترام والتقدير العميق سيفتح لك أبواب القلب ليسمع صوت المسيح ويقبله.. إن أنت قبلت المخدوم كما هو سيقبل هو كلامك ويستجيب.



(2) إدانة أعمالهم في الضمير:

عندما أدينهم أو أحتقر تصرفاتهم، أو حتى أستغرب ما يعملونه.. سيرفضون تدخلي لخدمتهم، ومهما حاول الخادم أن يغطي على انفعالاته واستغرابه، سيظهر في ملامح وجهه ونبرات صوته وطريقة كلامه.. الخادم الناجح يتوقع الخطأ ولا يفاجأ به، ويعالجه بحكمة وهدوء واستيعاب، لئلا تفشل النفوس التي يعالجها.

تخيل معي طبيبًا انزعج عندما رأى المريض أو قرأ فحوصاته.. ماذا تكون حالة المريض نفسه؟ إن الطبيب الماهر يشيع الطمأنينة في نفس المريض تمهيدًا لشفائه الكامل.



+ لقد تصرف السيد المسيح بكل وداعة مع المرأة التي أُمسكت في ذات الفعل، وقال لها: "يا امرأةُ، أين هُم أولئكَ المُشتَكونَ علَيكِ؟ أما دانَكِ أحَدٌ؟ فقالتْ: لا أحَدَ، ياسيدُ! فقالَ لها يَسوعُ: ولا أنا أَدينُكِ. اذهَبي ولا تُخطِئي أيضًا" (يو8: 10، 11).

+ وتصرف السيد المسيح بكل هدوء مع المرأة نازفة الدم (المعتبرة في نظر الناموس نجسة)، وقال لها: "ثِقي يا ابنَةُ، إيمانُكِ قد شَفاكِ، اِذهَبي بسَلامٍ" (لو8: 48).

+ وكذلك تكلم السيد المسيح مع المرأة السامرية بكل احترام وتقدير، حتى عندما كشف لها عيوبها وأخطاءها تكلم بطريقة غير جارحة.. "حَسَنًا قُلتِ: ليس لي زَوْجٌ، لأنَّهُ كانَ لكِ خَمسَةُ أزواجٍ، والذي لكِ الآنَ ليس هو زَوْجَكِ. هذا قُلتِ بالصدقِ" (يو4: 17، 18).



(3) التحدث بأسرار المخدومين:

أحيانًا في فرحتنا بعودتهم، أو انشغالنا بخلاصهم.. لا نستطيع أن نمنع أنفسنا من التكلم بمشاكلهم وضعفاتهم.. "فلانة تزوجت عرفيًا"، "فلان عرفنا أنه مدمن"، وقد تكون هذه الأحاديث خاصة جدًا بين الخدام، وبحجة أننا نتشاور لخدمتهم، هنا يصرخ في وجهنا مُعلِّمنا يعقوب الرسول: "لا يَذُمَّ بَعضُكُمْ بَعضًا أيُّها الإخوَةُ. الذي يَذُمُّ أخاهُ ويَدينُ أخاهُ يَذُمُّ النّاموسَ ويَدينُ النّاموسَ. وإنْ كُنتَ تدينُ النّاموسَ، فلستَ عامِلاً بالنّاموسِ، بل دَيّانًا لهُ" (يع4: 11).

قد يكون هذا الحديث علامة كبرياء وافتخار باطل.. "أنك تريد أن تقول إنك مخلص العالم، أنا باخدم البعيدين، وتسببت في خلاص كثيرين من الهالكين".

اتضع يا أخي لأنك وأنا وكلنا لا نستطيع أن نقدم إنسانًا خطوة واحدة، إلاَّ بعمل ربنا يسوع المسيح والروح القدس. إن الكلام عن أسرار الناس يدخل في باب الغيبة والذم والنميمة والشائعات، ولا تدري مَنْ يسمعك هل يحفظ السر أن ينشره، أم يضيف عليه من عندياته، والكلام سيصل إلى مَنْ تكلمت في حقه، وسيرفض الكنيسة التي كشفته وفضحته، وأهانت سيرته.. طوبى لمَنْ "يَستُرُ كثرَةً مِنَ الخطايا" (يع5: 20). تذكروا في هذا قصة (أبو مقار)، عندما ستر الراهب المخطئ، فتسبب في توبته.



(4) التبسط معهم لدرجة المشاركة في أخطائهم:

هل مسموح لخادم أن يجلس مع هؤلاء الأحباء في القهوة، ويدخن معهم الشيشة، أو يشاهد معهم الأفلام القبيحة حتى يجذبهم للمسيح؟

يجب أن نجالسهم ونتبسط معهم ونجاريهم إلاَّ في الخطية والسلبيات، وإذا نجح الخادم في أن يكون محبوبًا عندهم ومحترمًا في نظرهم.. سيسمعون له ويتخلون عن سلبياتهم ولو بالتدريج.

مطلوب أن تنزل إليهم لترفعهم، وليس لأن يستمروا في أخطائهم بدون تقدم.. "فنَزَلتُ لأُنقِذَهُمْ مِنْ أيدي المِصريينَ، وأُصعِدَهُمْ مِنْ تِلكَ الأرضِ" (خر3: 8).



(5) الاستغراق في النشاط الاجتماعي والرياضي:

+ قد يحتاجون أن نجتذبهم إلى المسيح والكنيسة ببعض الأنشطة الاجتماعية والرياضية، ولكن فلننتبه أنه لا يجب أن نقف عند هذا الحد.. بل ليكن النشاط مجالاً لإلقاء كلمة عابرة عن محبة المسيح.

+ ويجب ان يبدأ النشاط بصلاة قصيرة، وكذلك نختم لقاءنا بصلاة قصيرة.

+ قد يكون من المناسب أن يحفظوا آية صغيرة كلما التقينا.

+ أو نتفق على زيارة كنائس أثرية أو أديرة تثير فيهم الحنين للروحيات.

+ قد نعطيهم المعلومة الروحية في صورة مسابقة وأسئلة مثيرة للشهية الروحية.

المهم ألا يقف عملنا معهم على تجمعهم لللعب فقط، بل فلتكن هذه بداية لعمل روحي عميق يقودهم للتوبة والخلاص والثبات في المسيح.



(6) توقع النتائج السريعة:

قد يرى خدام التربية الكنسية نتائج سريعة في مخدوميهم، حيث يقبلون على حفظ الألحان والتسابيح والآيات، والاشتراك في النشاطات الروحية.. لكن خادم النفوس البعيدة عليه أن يتمهل، فليست النتائج السريعة علامة النجاح، بل فليكن المَثَل الذي قاله السيد المسيح مُرشدًا لنا: "هكذا ملكوتُ اللهِ: كأنَّ إنسانًا يُلقي البِذارَ علَى الأرضِ، ويَنامُ ويَقومُ ليلاً ونهارًا، والبِذارُ يَطلُعُ ويَنمو، وهو لا يَعلَمُ كيفَ، لأنَّ الأرضَ مِنْ ذاتِها تأتي بثَمَرٍ. أوَّلاً نَباتًا، ثُمَّ سُنبُلاً، ثُمَّ قمحًا مَلآنَ في السُّنبُلِ. وأمّا مَتَى أدرَكَ الثَّمَرُ، فللوقتِ يُرسِلُ المِنجَلَ لأنَّ الحَصادَ قد حَضَرَ" (مر4: 26-29). هذا الأمر يحتاج وقتًا وطول أناة.. "المَحَبَّةُ تتأنَّى وترفُقُ" (1كو13: 4).

وهناك عيوب فينا – نحن الخدام – تحتاج وقت للإصلاح والإقلاع عنها، فلماذا نتوقع في مخدومينا ما لا نستطيع نحن أن نعمله؟ لماذا يقال عنا: "يَحزِمونَ أحمالاً ثَقيلَةً عَسِرَةَ الحَملِ ويَضَعونَها علَى أكتافِ الناسِ، وهُم لا يُريدونَ أنْ يُحَركوها بإصبِعِهِمْ" (مت23: 4)؟

إن الإدمان على المخدرات أو على الجنس، أو أي نوع من الخطايا.. يحتاج صبرًا ووقتًا للشفاء منه.



(7) التعلُق العاطفي:

قد يتعلق المخدومين بخادمهم الأمين الذي اجتذبهم من هوة الضياع، وأعطاهم مكانًا في الكنيسة ورجاء في الأبدية.. حسن هذا الحب لأنه "لن يخلُص بسببك إلا مَنْ أحبك"، ولكن يجب ألاَّ يقف الموضوع عند هذا الحد، بل يجب أن ترفع أنظارهم إلى السيد المسيح، وكذلك يجب أن يتعرفوا على آباء وخدام آخرين، بحيث يتوزع الحب، ويصير طبيعيًا بدون مخاطر.



(8) الطغيان في التوجيه:

بعض الخدام يميلون إلى إملاء آرائهم الخاصة وتوجيهاتهم على مخدوميهم، فإن استجابوا يصيرون صورة كربونية للخادم.. هذه طريقة فاشلة في التوجيه الروحي.. يجب أن أمسك بيد المخدوم، دون أن ألغي خصوصيته وتفرده وشخصيته.

اقتحام الشخص عمل مدمر.. يجب أن يعتمد على نفسه ويتخذك معينًا وليس بديلاً.. كذلك يجب التوجيه لأب الاعتراف في مواضيع الخطايا، لئلا يسترسل المخدوم في الحديث معك في خطاياه، فينكشف أمامك ثم يكرهك.



محاذير في خدمة البعيدين

مَنْ هم البعيدين؟

+ "أقولُ للشَّمالِ: أعطِ، وللجَنوبِ: لا تمنَعْ. ايتِ ببَنيَّ مِنْ بَعيدٍ، وببَناتي مِنْ أقصَى الأرضِ" (إش43: 6).

+ "فيَرفَعُ رايَةً للأُمَمِ مِنْ بَعيدٍ، ويَصفِرُ لهُمْ مِنْ أقصَى الأرضِ، فإذا هُم بالعَجَلَةِ يأتونَ سريعًا" (إش5: 26).

+ "هؤُلاءِ مِنْ بَعيدٍ يأتونَ، وهؤُلاءِ مِنَ الشَّمالِ ومِنَ المَغرِبِ، وهؤُلاءِ مِنْ أرضِ سينيمَ" (إش49: 12).

+ "سلامٌ سلامٌ للبَعيدِ وللقريبِ، قالَ الرَّبُّ، وسأشفيهِ" (إش57: 19).

+ "اِرفَعي عَينَيكِ حَوالَيكِ وانظُري. قد اجتَمَعوا كُلُّهُمْ. جاءوا إلَيكِ. يأتي بَنوكِ مِنْ بَعيدٍ وتُحمَلُ بَناتُكِ علَى الأيدي" (إش60: 4).

+ "وأنتَ فلا تخَفْ يا عَبدي يعقوبُ، ولا ترتَعِبْ يا إسرائيلُ، لأني هأنذا أُخَلصُكَ مِنْ بَعيدٍ، ونَسلكَ مِنْ أرضِ سبيِهِمْ، فيَرجِعُ يعقوبُ ويَطمَئنُّ ويَستَريحُ ولا مُخيفٌ" (إر46: 27).

+ "والبَعيدونَ يأتونَ ويَبنونَ في هيكلِ الرَّب، فتعلَمونَ أنَّ رَبَّ الجُنودِ أرسَلَني إلَيكُمْ. ويكونُ، إذا سمِعتُمْ سمَعًا صوتَ الرَّب إلهِكُمْ" (زك6: 15).

+ "ولكن الآنَ في المَسيحِ يَسوعَ، أنتُمُ الذينَ كنتُم قَبلاً بَعيدينَ، صِرتُمْ قريبينَ بدَمِ المَسيحِ" (أف2: 13).



+ مَنْ هم البعيدين؟

يجب أن ننتبه – الاكليروس والخدام – إلى أنه بالرغم من وجود أعداد ضخمة جدًا من الناس والشباب يملأون الكنائس في القداسات والاجتماعات.. إلاَّ أنه يوجد أعداد أخرى ضخمة جدًا غير متواجدة وغير متمتعة بعمل المسيح فيها.

+ هؤلاء البعيدين يمكن أن نُصنفهم إلى عدة فئات، حتى نتفكر معًا في طريقة خدمتهم:



(1) شباب لم يتعود على الكنيسة:

بسبب المسافات الطويلة بين سكنه وأقرب كنيسة، أو بسبب عدم اهتمام الأسرة منذ الطفولة المبكرة، أو بسبب انشغاله بأموره الخاصة منذ حداثته، أو بسبب عدم افتقاده من الكنيسة.



(2) شباب مُعثر:

قد يتصرف بعضنا – الاكليروس والخدام – تصرفات تعثر الأطفال أو الكبار، فيهجرون الكنيسة إلى الأبد، ولا يُريدون أن يأتوا مرة أخرى.



(3) شباب عقلاني:

بعض الناس يحتقرون الدين والتدين ورجال الدين، ويعتبرونه خرافات وغيبيات ورغبة في الانتفاع، وبالتالي يجحم عن المجئ للكنيسة. وقد تكون هذه الفئة من شباب محترمين جادين في حياتهم الدراسية والاجتماعية والعملية، ولكن ليس لهم عشرة مع السيد المسيح.



(4) شباب انجرف لتيارات الخطية:

كالإدمان أوالجريمة أو النجاسات أو الضياع بأي أنواعه. وفي أعماقه لا يرغب في العودة إلى الكنيسة، لأنه يحتقر نفسه، ويعتبر أنه غير أهل لذلك.



(5) شباب مستهتر:

يعيش كيفما اتفق، دون خطة أو هدف، وأيضًا دون وعي روحي أو أمل في المستقبل الأبدي.



(6) شباب بعيدون وهم داخل الكنيسة:

لا يعرفون من الكنيسة إلاَّ الفناء الخارجي، يجتمعون طوال الوقت ولكنهم لم يندمجوا في الحياة الكنيسة، وهناك فئة أخرى لها نشاط كنسي ولكن ليس لها عمق العلاقة مع مسيحنا القدوس.



(7) فئات أخرى قد تتعرف عليها خلال خدمتك للشباب.



+ ما هو دورنا بالنسبة لهم؟

إنهم نفوس غالية جدًا على المسيح والكنيسة، ولا يمكن التغاضى عن خدمتهم واحضارهم للمسيح، مُتذكرين كلمات مُعلِّمنا بولس الرسول.. "مُنذِرينَ كُلَّ إنسانٍ، ومُعَلمينَ كُلَّ إنسانٍ، بكُل حِكمَةٍ، لكَيْ نُحضِرَ كُلَّ إنسانٍ كامِلاً في المَسيحِ يَسوعَ" (كو1: 28).



+ لماذا نخدمهم ونهتم بهم.. بالرغم أنهم منصرفون عن خلاص أنفسهم؟

(1) لأن البعيد هو أيضًا إنسان:

"إذ هو أيضًا ابنُ إبراهيمَ" (لو19: 9). مهما كان بعيدًا أو شاردًا أو حتى رافضًا لله، أو جاحدًا لنعمته ولخدمة الكنيسة.. فهو مازال إنسانًا يحمل صورة الله ومثاله. إنه غالي ومهم عند الله، وعند أسرته، وعند الكنيسة.. الله لا يعرفنا بالعدد بل بالشخص وبالاسم..

+ "والخِرافُ تسمَعُ صوتهُ، فيَدعو خِرافَهُ الخاصَّةَ بأسماءٍ ويُخرِجُها" (يو10: 3).

+ "لا تخَفْ لأني فدَيتُكَ. دَعَوْتُكَ باسمِكَ. أنتَ لي" (إش43: 1).

+ "وأُعطيكَ ذَخائرَ الظُّلمَةِ وكُنوزَ المَخابِئ، لكَيْ تعرِفَ أني أنا الرَّبُّ الذي يَدعوكَ باسمِكَ، إلهُ إسرائيلَ" (إش45: 3).

فكل واحد منا له مكانة خاصة عند المسيح إلهنا، لأنه أب ونحن أبناء، وليس سيد مع عبيد.

لقد كان حزن أبينا يعقوب شديدًا جدًا على ابنه المفقود "يوسف"، بالرغم أنه كان لديه أحد عشر ابنًا أُخر، فقال: "إني أنزِلُ إلَى ابني نائحًا إلَى الهاويَةِ" (تك37: 36). وعندما أرادوا أن يأخذوا منه بنيامين أيضًا بكى قائلاً: "أعدَمتُموني الأولادَ. يوسُفُ مَفقودٌ، وشِمعونُ مَفقودٌ، وبَنيامينُ تأخُذونَهُ. صارَ كُلُّ هذا علَيَّ" (تك42: 36). إن وجود اثنى عشر ابنًا ليعقوب لم يخفف من غلاوة كل واحد منهم في قلبه.



(2) الأخ البعيد هو أيضًا عضو في جسد المسيح:

لقد منحتنا المعمودية عضوية دائمة في جسد المسيح "لأنَّنا جميعَنا بروحٍ واحِدٍ أيضًا اعتَمَدنا إلَى جَسَدٍ واحِدٍ، يَهودًا كُنّا أم يونانيينَ، عَبيدًا أم أحرارًا، وجميعُنا سُقينا روحًا واحِدًا" (1كو12: 13). وقد عبّر السيد المسيح عن هذه العضوية الحقيقية بقوله: "اُثبُتوا فيَّ وأنا فيكُم. كما أنَّ الغُصنَ لا يَقدِرُ أنْ يأتيَ بثَمَرٍ مِنْ ذاتِهِ إنْ لم يَثبُتْ في الكَرمَةِ، كذلكَ أنتُمْ أيضًا إنْ لم تثبُتوا فيَّ. أنا الكَرمَةُ وأنتُمُ الأغصانُ. الذي يَثبُتُ فيَّ وأنا فيهِ هذا يأتي بثَمَرٍ كثيرٍ، لأنَّكُمْ بدوني لا تقدِرونَ أنْ تفعَلوا شَيئًا" (يو15: 4، 5).



فغلاوة كل أخ من البعيدين هي غلاوة جزء من جسد ربنا يسوع المسيح، وهناك خطورة على كل إنسان لا يثبت في المسيح..

+ "كُلُّ غُصنٍ فيَّ لا يأتي بثَمَرٍ يَنزِعُهُ" (يو15: 2).

+ "إنْ كانَ أحَدٌ لا يَثبُتُ فيَّ يُطرَحُ خارِجًا كالغُصنِ، فيَجِفُّ ويَجمَعونَهُ ويَطرَحونَهُ في النّارِ، فيَحتَرِقُ" (يو15: 6).

والخادم الناري لا يحتمل أن يرى أعضاء من المسيح يهلكون، بل يصرخ مع معلمنا بولس الرسول: "مَنْ يَضعُفُ وأنا لا أضعُفُ؟ مَنْ يَعثُرُ وأنا لا ألتَهِبُ؟" (2كو11: 29).



(3) الخاطئ والبعيد هو مريض وليس مجرمًا:

والمريض يحتاج العناية والعلاج والاهتمام، وليس الازدراء والاحتقار والاهمال.. وقد تعلمنا هذا من رب المجد نفسه حينما قال: "لا يَحتاجُ الأصِحّاءُ إلَى طَبيبٍ بل المَرضَى. لم آتِ لأدعوَ أبرارًا بل خُطاةً إلَى التَّوْبَةِ" (مر2: 17).

وقد عاتب الله الخدام الذين أهملوا رعاية الشعب بقوله: "المَريضُ لم تُقَوّوهُ، والمَجروحُ لم تعصِبوهُ، والمَكسورُ لم تجبُروهُ، والمَطرودُ لم تستَرِدّوهُ، والضّالُّ لم تطلُبوهُ، بل بشِدَّةٍ وبعُنفٍ تسَلَّطتُمْ علَيهِمْ" (حز34: 4)، وأخشى أن يتكلم هذا البعيد مع الله قائلاً: "يا سيدُ، ليس لي إنسانٌ" (يو5: 7).

إن الاهتمام والرعاية والحب والتقدير كلها كفيلة برد الخاطئ عن طريق ضلاله "فليَعلَمْ أنَّ مَنْ رَدَّ خاطِئًا عن ضَلالِ طريقِهِ، يُخَلصُ نَفسًا مِنَ الموتِ، ويَستُرُ كثرَةً مِنَ الخطايا" (يع5: 20).

ويجب أن تكون تعاملاتنا مع هؤلاء الإخوة المرضى بروح الحب والتقدير، وليس بروح الاستعلاء والشفقة، لئلا نتعب نفسياتهم المرهفة، ونسقط نحن في الكبرياء والاحساس بالتميز.



(4) لأن الأخ البعيد هو طاقة وإضافة:

قد تكون طاقات هذا الأخ مهدرة وضائعة من جهة الوقت والمجهود والمال، بل قد يكون سببًا في تدمير طاقات أخرى حوله بإعثار الآخرين أو استدراجهم للخطية.. فلماذا لا تستخدم طاقاته في خدمة المسيح وبناء الملكوت؟

لقد كانت طاقات شاول الطرسوسي موجهة لهدم الكنيسة ومحاربة المسيحية، وبعودته صار سبب خلاص للكثيرين حتى اليوم. وكانت طاقات موسى الأسود مبددة في الشر والإجرام، ولكنه عاد وصارت طاقاته مكرسة لخدمة الرهبنة وإرشاد الرهبان.

مَنْ أدراك.. ما عسى أن يكون هذا الأخ؟ لعله يصير قائدًا للشباب ومعلمًا للأطفال.. لعله يصير عمودًا في هيكل إلهي!!



(5) الأخ البعيد هو موضوع خدمتنا:

الله لم يرسلنا لخدمة الأبرار والقديسين والمنتظمين، لأنه حقًا "لا يَحتاجُ الأصِحّاءُ إلَى طَبيبٍ بل المَرضَى" (مر2: 17).

لقد التفت السيد المسيح إلى زكا والسامرية والامرأة الخاطئة والمجدلية ولاوي العشار والمرضى والمحتاجين.. بينما كانت تلتف حوله الجموع بالآلاف.

إن البعيد والخاطئ هو موضوع خدمة الكنيسة.. وكلما ازدادت الخطية كلما برز احتياج الشخص للكنيسة والخدمة "حَيثُ كثُرَتِ الخَطيَّةُ ازدادَتِ النعمَةُ جِدًّا" (رو5: 20).

نستطيع أن نقيس نجاح الكنيسة عمومًا ونجاح الخادم خاصة.. بكم رد إلى الرب من هذه النفوس الضائعة.. وكم تحول من مخدوميه إلى العمق والشركة الحقيقية مع السيد المسيح، وكم تحول البعيد إلى خادم يجذب الآخرين لمعرفة الله قائلاً: "ذوقوا وانظُروا ما أطيَبَ الرَّبَّ" (مز34: 8).

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
للهربانين منه، و البعيدين عنه
المبادرة في خدمة البعيدين
البعيدين عنك قربهم
ابحث عن البعيدين
البعيدين والخدمة


الساعة الآن 11:50 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024