"كنتم قبلا ظلمة أما الآن فنور في الرب.
أسلكوا كأولاد نور "
(أفسس ٥ : ٨).
هل أنت ظلمة أم نور في الرب؟
في حضرة الله ومحبته الطاهرة،
ينحسر القناع عن أنانية الناس ونجاستهم،
ويظهر خزي عريهم.
ولا ريب قي أنهم بدون المسيح،
يكونون مستعبدين لنوعين من الخطايا الفظيعة،
الزنا والطمع.
فالرسول لم يكتف بالنهي عنهما،
بل زاد على ذلك أن نهى عن مجرد ذكرهما،
كأنهما ينجسان الشفتين.
أما المؤمن بالمسيح،
فيجب أن يسر، لأن الله اختاره للقداسة.
وأحسن طريق لإظهار مسرته،
هو الشكر، المشبع بنعمه، والذي يليق بأناس عرفوا الله،
والله تبناهم،
فصار لهم نصيب في ملكوت الله.
بعكس أهل الظلام،
الذين ليس لهم ميراث في ملكوت المسيح والله،
هذا هو مصير كل من يغلق باب قلبه
عن روح المسيح،
إنه يقطع نصيبه من الحياة.
يصف بولس الناس بدون المسيح بأبناء المعصية،
الذين تحت تأثير برهم الذاتي،
أصروا على العصيان،
فبلغت الظلمة باطن نفوسهم،
حتى صاروا هم أنفسهم ظلمة.
أما المؤمنون،
فقد نقلهم المسيح من الظلمة إلى النور.
ولا غرو بذلك فالمسيح هو نور العالم،
ومن يؤمن به يصير من أبناء النور.
أو كما قال له المجد،
لا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة.
ويحذر بولس المؤمنين من محاولات أهل الظلام
للتغرير بهم بالكلام الخادع،
لكي يشتركوا في أعمالهم المظلمة.
لأن من يفعل هذا،
يعرّض نفسه لغضب الله.
وأخيراً يوصي الرسول المؤمنين أن يسلكوا كأولاد نور،
كمن نظروا إلى يسوع،
واستناروا ووجوههم لم تخجل،
وهذا السلوك،
يستلزم أن يكونوا أطهاراً،
باطناً وظاهراً.
وأن يتمثلوا بالله أبي الأنوار،
وأن يحبوا الحق،
وأن يكونوا أنواراً لغيرهم.
دع المجال لروح الله،
لكي يقودك إلى الحياة في النور،
واحفظ الوصايا في المحبة،
كما فسرها المسيح في عظته على الجبل
(انجيل متّى ٥ – ٧)
أيها الآب السماوي عشنا طويلاً في الظلمة،
ولكنك أنرتنا بشمس البر يسوع المسيح وطهرتنا.
احفظنا في نورك المخلّص،
واجعل هذا النور أن يشرق على كثيرين
حتى يتحرر الجميع من سلطان الظلمة.
ويعرفوا طريقك طريق الخلاص أمين