صرخة الألـــم
إلهي إلهي: لماذا تركتنـي؟(مز 22: 1 )
اقتُبست هذه الآية في العهد الجديد في كل من إنجيل متى27: 46؛ مرقس15: 34 حيث نطق بها المسيح من فوق الصليب بعد ساعات الظلمة الثلاث.
والمسيح من فوق الصليب نطق بسبع عبارات: الثلاث الأولى منها قبل ساعات الظلمة، والأربعة الأخيرة بعد انتهاء ساعات الظلمة. وهذه العبارات هي:
1 ـ كلمات الغفران: "يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لو 23: 33 ،34)
2 ـ كلمات الترفق: "يا امرأة هوذا ابنك ... هوذا أمك" (يو 19: 27 ).
3 ـ كلمات التعزية: "الحق أقول لك: إنك اليوم تكون معي في الفردوس"(لو 23: 43 ).
4 ـ كلمات الهجر: "إيلي إيلي لِما تركتني؟ (مت 27: 46 ؛ مر15: 34).
5 ـ كلمات الألم: "أنا عطشان" (يو 19: 29 ).
6 ـ كلمات الانتصار: "قد أُكمل" (يو 19: 30 ).
7 ـ كلمات التسليم: "يا أبتاه في يديك أستودع روحي" (لو 23: 46 ).
وصرخة المسيح الرابعة، لها بين العبارات السبع وضعها الفريد لِما يلي:
أولاً: هي بين العبارات السبع تشغل مكان الوسط: يسبقها ثلاث عبارات، ويليها ثلاث عبارات.
ثانياً: هي العبارة الوحيدة من بين عبارات المسيح التي وردت في أكثر من إنجيل واحد.
ثالثاً: إنها اقتُبست بنصها من أهم المزامير المسياوية.
رابعاً: إن كلا البشيرين متى ومرقس نقل إلينا العبارة باللغة الأرامية، وبذات الألفاظ التي خرجت من فم المتألم القدوس، قبل أن يكتبا معناها باليونانية.
ونلاحظ أن المسيح في هذه الصرخة، لم يوجّه صلاته إلى الآب، كما كان معتاداً أن يفعل في كل حياته، بل إن هذه الصرخة في ختام ساعات الظلام صدرها بالقول: "إلهي إلهي"، وذلك لأن المسيح في هذا الموقف كان ممثلاً للإنسان أمام الله ديان كل الأرض. نحن هنا، وفي هذا السؤال، نفهم شيئاً من معاني الكفارة.