![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لمحات من كتاب تجسد الكلمة
![]() ![]() لمحات من كتاب تجسد الكلمة + لقد كان في علم الله السابق إمكانية سقوط الإنسان و نتائجه كذلك أيضا عملية التجسد و حتميتها لهذا كان لائقا بصلاح الله أن يتدخل لاصلاح ما أفسده الإنسان. + و كما انه عندما يدخل أحد الملوك العظام إلى مدينة عظيمة و يسكن في أحد بيوتها فان المدينة كلها تكرمه اعظم تكريم و لا يجرؤ أي عدو أو عصابة أن تدخل إليها أو تحطمها بل علي العكس تكون جديرة بكل عناية و اهتمام بسبب سكني الملك في أحد من بيوتها هكذا كان الحال مع ملك الكل + و الآن لأنه قد جاء إلى عالمنا و سكن في جسد مماثل لأجسادنا فقد بطلت منذ ذلك الحين كل مؤامرة العدو ضد البشر و ابطل فساد الموت الذي كان سائدا عليهم من قبل لأن الجنس البشرى كان سيهلك بالتمام لو لم يكن رب الكل و مخلص الجميع ابن الله قد جاء ليضع حدا للموت +و في الحقيقة فان هذا العمل العظيم هو لائق بدرجة فائقة بصلاح الله لأنه إذا أسس ملك منزلا أو مدينة ثم بسبب إهمال سكانها حاربها اللصوص فأنة لا يهملها قط بل ينتقم من اللصوص و يخلصها لأنها صنعة يديه و هو غير ناظر إلى إهمال سكانها بل إلى ما يليق به هو ذاته + هكذا و بالأكثر جدا فان كلمة الأب كلي الصلاح لم يتخل عن الجنس البشرى الذي خلق بواسطته و لم يتركه ينحدر إلى الفناء بل ابطل الموت الذي حدث نتيجة التعدي بتقديم جسده الخاص ثم قوم إهمالهم بتعاليمه و بقوته الخاصة اصلح كل أحوال البشر + و لأن إهمال البشر انحدر قليلا قليلا نحو السفليات فقد اعد الله مرة أخرى علاجا لضعفهم هذا فأرسل لهم ناموسا و أنبياء معروفين لديهم حتى انهم إذا لم يرفعوا عيونهم إلى السماء ليعرفوا الخالق استطاعوا أن يتعلموا ممن يعيشون بينهم + و إذ صار البشر هكذا كالحيوانات غير العاقلة و سادت غواية الشيطان في كل مكان حتى حجبت معرفة الإله الحقيقي فما الذي كان علي الله أن يفعله ؟ أيصمت أمام هذا الضلال العظيم و يدع البشر يضلون بتأثير الشيطان و لا يعرفون الله ؟ +و ما هي الفائدة من خلق الإنسان أصلا علي صورة الله ؟ كان من الأفضل له لو انه خلق مثل مخلوق غير عاقل من أن يخلق عاقلا ثم يعيش كالحيوانات غير العاقلة + لهذا كان من اللائق أن يأخذ جسدا قابلا للموت حتى يمكن أن يبيد فيه الموت و يجدد خلقة البشر الذي خلقوا علي صورته + و كما أن المعلم الصالح الذي يعتني بتلاميذه إذ يري أن بعضا منهم لا يستفيد من العلوم التي تسموا فوق إدراكهم فأنة يتنازل إلى مستواهم و يعلمهم أمورا ابسط هكذا فعل كلمة الله كما يقول بولس [ إذ كان العالم في حكمة الله لم يعرف الله بالحكمة استحسن الله ان يخلص المؤمنين بجهالة الكرازة ] + و لأن البشر قد تركوا التأمل في الله و انحطت نظراتهم إلى اسفل كأنهم قد غاصوا في الأعماق باحثين عن الله في عالم الحسيات صانعين لأنفسهم آلهة من البشر المائتين و من الشياطين لهذا فان محب البشر و مخلص الجميع كلمة الله اخذ لنفسه جسدا و مشي بين البشر + لأنه أن كانت الشمس التي خلقها هو و التي نراها و هي تدور في السماء لا تتدنس عندما تلمس أشعتها الأجسام الأرضية و لا تفقد نورها بسبب ظلمة هذه الأجسام لكنها بالعكس تنيرها و تطهرها أيضا فبالأولي جدا كلمة الله كلي القداسة خالق الشمس و ربها لا يتدنس بمجيئه في الجسد بل بالعكس فلكونه عديم الفساد فقد أحيا الجسد المائت و وطهره فهو الذي كتب عنه [ الذي لم يفعل خطية و لا وجد في فمه مكر ] + فلو أن الإله أهمل و لم يبال بهلاك صنعته لأظهر إهماله هذا ضعفه و ليس صلاحه و لو أن الله خلق الإنسان ثم أهمله لكان هذا ضعفا اكثر مما لو لنه لم يخلقه أصلا + لأنه كان هو وحده القادر أن يأتي بالفاسد إلى عدم الفساد و أيضا أن يصون صدق الأب من جهة الجميع و حيث انه هو كلمة الأب و يفوق الكل كان هو وحده القادر أن يعيد خلق كل شيء و أن يتألم عوض الجميع و أن يكون شفيعا عن الكل لدي الأب + و كما أن المصارع النبيل العظيم في المهارة و الشجاعة لا يختار خصومة بنفسه لئلا يشك انه يخشي مواجهة بعض منهم بل يترك الأمر لأختيار المشرفين علي المباراة لا سيما لو كانوا أعداء له حتى أن أي مصارع يضعونه هم أمامه ينتصر عليه و بهذا يؤمنون بأنه فاق الجميع هكذا الحال أيضا مع ربنا و مخلصنا المسيح حياة الكل فانه لم يختر لجسده موتا معينا لكي لا يبدو و كأنه يخشي شكلا آخر للموت فالموت الذي قبله و احتمله علي الصليب قد أوقعه علية آخرون اللذين هم اعداؤة ظانين أن هذا الموت مرعب و مهين و لا يمكن احتماله لكن المسيح أباد هذا الموت فامن الجميع انه هو الحياة الذي به تتم ابادة سلطان الموت كلية |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
![]() |
![]() شكرا مارى لموضوعك الجميل
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() شكرا على المرور |
||||
![]() |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تجسد الكلمة |
من كتاب تجسد الكلمة للقديس اثناسيوس الرسولى |
تجسد الرب الكلمة |
عندما تجسد الكلمة .. |
تجسد الكلمة |