القيامة والتعييد معًا
فرحة القيامة والتعييد معًا.. شرقًا وغربًا، إنها نعمة كبيرة في سنة 2011، أن يُعيِّد كل المسيحيين في العالم، يعيدون القيامة معًا معًا معًا وسط كل الصعوبات والتحديات - قيامة الوحدة ووحدة القيامة - (في المسيح سيَحْيَا الجميع (1كو22:15) لأن مسيحنا قام وصار باكورة الراقدين، قام الرأس ليُقيم معه بقية الأعضاء. إيماننا ليس باطلاً، (لأني عالم بمَنْ أيقنتُ، ومُوقِن أنه قادر أن يحفظ وديعتي إلى ذلك اليوم (2 تي 12:1).
فقد أعلن قيامته ببراهين لا تُقاوَم وأظهر القيامة بقيامته.. فلنُمسك بقدميه ونسجد له جميعًا كي يقيمنا وكي يوحِّدنا وينزع كل ألم وكل شدة، هو رئيس الحياة ورئيس الإيمان ومكمِّله وهو باكورة البدء ثم نحن الذين له عند مجيئه، وهو لن يترك نفوسنا في الجحيم ولا يدَعُ قديسيه يرون فسادًا...
يوم أمس صُلِبنا معه واليوم نتمجد بقيامته المجيدة.. لأنه أنعم لنا بالحياة الأبدية وبالرجاء الحي، وهو يقيمنا فنحيا أمامه (هوشع 2:6) غير مصدقين من الفرح (لو 36:24) تلك الرحمة الجزيلة التي للميراث الذي لا يَفنىَ ولا يتدنس ولا يضمحِلُّ، المحفوظ في السموات لأجلنا، بالزرع الذي لا يفنى... مستترين مع المسيح حتى متى أظهر المسيح حياتنا، نظهر نحن أيضًا معه في المجد "في معيته".. الآن قام المسيح وتمجد وارتفع، فلنوجِّه حَنوطنا وأطيابنا وكل ما لنا إلى هناك، إلى فوق، نهتم بما فوق ونطلب ما فوق، لأننا بجلدته شُفينا وبنزوله إلى جحيمنا نزل ليس إلى الأرض فقط، بل إلى ما تحت الأرض ليرفعنا ويصنع بنا عَجَبًا.
إن ليلة قيامته أكثر ضياءًا من النور وأكثر لمعانًا من الشمس وأكثر بياضًا من السحاب وأكثر بهاء من المصابيح، تطرد كل ضعف وموت ونَتَن وظلمة ومخاوف.. مرعبة للشياطين ولأتباع الشياطين.. فلنعِش قيامتنا ونشهد لها ونتَّحد معًا، مستعدين دائمًا لمجاوبة كل من يسألنا عن سبب الرجاء الذي فينا... (لمجاوبة لا لمحاربة) بوداعة وخوف وضمير صالح، حتى يخزىَ الذين يفترون علينا شرًا، لأن هذه هي الخميرة الإنجيلية التي تخمِّر عجين البشرية كلها، وتشفيها من العدم واللا معنى والانفلات والكراهية والإرهاب والمخدرات والضلال.. فالكنيسة لم توجد لذَاتِها بل لخلاص العالم، والروحانية الخصبة ليست منطوية بل عاملة في شهادة وحوار بين إعلان القيامة من ناحية وبين عالم شديد التعقيد من ناحية أخرى.
ينبغي علينا أن لا نستحي بإنجيل المسيح.. وأن نشهد لمسيحنا الحي، إننا أبناء القيامة، إنها شجاعة الوجود من أجل بنيان ملكوت الله، ومن أجل معالجة الانهيار العصبي والأخلاقي الذي استشرىَ في عالمنا.. وما نزول المسيح الظافر إلى الجحيم (جحيم الإنسانية وجحيم كل واحد منّا) إلا لخلاصنا ولحياتنا ولشفائنا ولقيامتنا كلنا، فالجحيم الحقيقي هو غياب الله.. في المسيح القائم تنقشع كل الغيوم وتتشدد كل الأيادي وتتقوى كل الضعفات وتستتر كل العيوب وتضيء الوجوه بضياء الجلد ونمضي من بدايات إلى بدايات جديدة بلا نهاية، تلك هي آية الحضور الإلهي والقيامة وجِدَّة الحياة.