سبعة شهداء أبرار
اغتالتهم يد غاشمة في نجع حمادي
أبانوب كمال ناشد..
أيمن حامد هاشم..
رفيق رفعت وليم..
أيمن زكريا لوقا..
بولا عاطف جرجيوس..
مينا حلمي سعيد..
بيشوي فريد لبيب..
سبعة شهداء أبرار اغتالتهم يد غاشمة في نجع حمادي، عشية احتفالات الأقباط بعيد الميلاد المجيد عام 2010. ورغم مرور ثلاث سنوات على رحيلهم، إلا أن أهالي الشهداء صنعوا أيقونات تزينها آيات من الكتاب المقدس، في محاولة منهم للتعزي في وفاة ذويهم، ونسيان آلام الفراق التي تتجدد عشية عيد الميلاد من كل عام.
وبدأ كمال ناشد درياس حديثه لـ"الوطن"، موضحا أنه "مع اقتراب عيد الميلاد أتذكر الليلة التي أخذ فيها ابني سيارتي ليحتفل بالعيد بصحبة أصدقائه، فأصابته رصاصات غاشمة ودَّع بها عالمنا الأرضي وانتقل إلى الأمجاد السماوية"، مشيرا إلى أنه كان يتمنى أن يتم مسائلة اللواء حبيب العادلي، وزير الداخلية الأسبق، فكانت إرادة الله القصاص من مبارك ونظامه".
وعن الصور كبيرة الحجم التي تزين مدخل منزله وصولا لباب شقته، قال درياس إن "أبانوب غالي عليَّا قوي، وماقدرش على فراقه، وأنا باخد رأيه في كل حاجة بعملها"، مبديا استياءه من أن "المحكمة الأرضية لم تعطنا حقوقنا، ولم تعطِ أي مواطن قبطي حقه، لأنها تميزت بالقسوة في القضايا المتعلقة بالشأن الطائفي".
فيما يروي عاطف جرجيوس، والد الشهيد بولا عاطف، شفاعته بابنه حال وقوعه في أزمة، لكونه ببساطة سبقهم إلى السماء بمكانة مميزة بين الشهداء والقديسين.
وأشار جيجيوس إلى أن ابنه كان يحب المرح ويهوى دراسة الحاسب الآلي، ويتمنى إنشاء مشروع لصيانة أجهزة الحاسب الآلي، لافتا إلى حضوره قداس عيد الميلاد مساء الأحد المقبل، لشعوره أن حزنه ووالدته على ابنه يصيب الشهيد بالضيق، الذي يحتسبه في عداد القديسين، ويضع صورا متوسطة وكبيرة الحجم في أرجاء شقته.
وتمنى الخير للمصريين في السنوات المقبلة، مضيفا: "ربنا هيكرم المصريين كلهم، ونعيش الأيام اللي جايَّة بمحبة"، مشيدا بمساندة أصدقاء مسلمين له في محنته خلال الأيام الأولى لرحيل نجله.
وبدأ زكريا توما نان (65 عاما، صاحب ورشة خراطة) حديثه دامعا فور أن تذكر فراق ابنه أيمن: "ربنا يرحمه.. كنت عايش في ظله، وكنت بقول له (يا أخويا)، لأنه كان يمثل لي أبا وأخا وابنا".
وتمالك نفسه ثم أردف: "في الأيام دي كل سنة بيوحشني قوي علشان فراقه صعب. أنا برتاح لمَّا بطبع نتائج للعام الجديد عليها صورته"، لافتا إلى أنه يلقي السلام على ابنه الشهيد من خلال عدة صور وضعها في منزله، ومؤكدا أن المسلمين الذين حزنوا على ابنه أكثر من الأقباط، لأنه كان يتميز بالشهامة والرجولة، داعيا بالرحمة لحمام الكموني، المتهم الرئيسي في الواقعة، الذي نُفِّذَ بحقه حكم الإعدام، ومشددا على معاناة الأقباط من تعرضهم للاضطهاد على يد "جهلاء لا يعرفون السلام والمحبة التي جاء بها الإسلام".
وتعذر على "الوطن" لقاء بقية أسر الشهداء، لرفضهم الخوض في الحديث عن الواقعة لأنها تذكرهم بآلام فراق ذويهم، فيما أكد بعضهم في تصريحات مقتضبة اعتذارهم لأن "إحنا مش هنقدر نتكلم في الموضوع ده، لأنه يفتح جروحا التأمت بعض الشيء".
وفي سياق متصل، تقيم مطرانية نجع حمادي للأقباط الأرثوذكس عقب انتهاء احتفالات عيد الميلاد قداسا، يترأسه الأنبا كيرلس، أسقف نجع حمادي، بدير الأنبا بضابا الواقع على أطراف مدينة نجع حمادي، بمناسبة مرور الذكرى السنوية الثالثة على شهداء المذبحة.