ومن هنا يطلب السيد المسيح من أولاده (القطيع الصغير) ألا يخاف لأن الله قد سر أن يعطيهم الملكوت.. (لوقا 12: 32) إذا فأية ضيقة هنا.. وأية مشكلة.. وأي مرض وأي خسارة يمكن الاستخفاف بها إذا ما قيست بالملكوت... ويمتليء الكتاب المقدس كله بتلك الوعود: لا تخف.. لا تخافوا.. لا تضطرب قلوبكم . آمنوا بي .. لذلك يقول المرتل " أيضا إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شراً لأنك أنت معي". علينا التمسك بمواعيد الله.. كل كلمة وكل وصية وكل وعد يحمل قوة قائله والقدرة علي الحياة به وإلاّ لما قيل ... وقد قيل عن ظل الموت أنه ظل (مثل ظل الاسد لا يفترس وظل السيف لا يقتل، ومادام هناك ظل فهناك نور مختفٍ يجب أن نتعلق به.. وقد عبر السيد المسيح من فبلنا ظل الموت وقام حيًا... وقال الرب ليشوع "لا تخف كما كنت مع موسي أكون معك.. لا أهملك ولا أتركك تشدد وتشجع" (يشوع 6،5:1). ألم الله ينقذ شعبه من عبودية فرعون.. ألم يدخل بهم إلي أرض الموعد.. هزم ملوكا لأجلهم جعل الجبال العالية تصير سهلاً أمامهم .. إن الرب ترك لنا رصيدا من السلام نسحب منه، لا ينضب ولا ينتهي.