|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات وقراءات فى الميلاد العجيب الجزء التاسع والأخير تأملات وقراءات فى الميلاد العجيب متى 1: 18- 25 , 2: 1- 15 لوقا 1: 26- 56 , 2: 1- 39 الجزء التاسع والأخير مقدمة لم يظهر نبى رسمى بين اليهود من بعد ملاخى يعنى قبل ميلاد يسوع المسيح بنحو 400 سنة ,ولكن لم ينقطع عمل الروح القدس فالمحتمل أنه كان يحل بعض الأوقات على بعض أشخاص ويقودهم إلى التكلم بكلام مناسب للحال ولكن ليس لأجل الفائدة العمومية ككلام الأنبياء القدماء الذين تبرهنوا بأن لهم الوظيفة النبوية ,فكانت حنة بنت فنوئيل معروفه كنبية بالمعنى الثانوى لهذا اللفظ ,فكانت قد ترملت من زمن بعيد ,إذ فقدت زوجها بعد أن عاشت معه سبع سنوات فقط فكانت حالتها كحالة أسرائيل تماما من جهة الترمل لأن الرب قد هاجرهم من وقت سبيهم فى بابل ولم يعاملهم حسب نسبتهم القديمة بل تركهم تحت أسيادهم الأجنبيين وإنما أعتنى بهم أعتناء عام ولكنهم لم يشعروا بحالتهم كما يجب وأما حنة فكانت لها الصفات الدالة على الأرملة الحقيقية وكانت وحيدة وقد ألقت رجاءها على الله وتواظب على الطلبات ليلا ونهارا فكان قلبها المترمل قد أختبر وحشة حالة أسرائيل,فلم تكف عن الصلاة من أجلهم نظير المنتظرين فداء فى أورشليم , فما أحلى ترتيبات الله وإرشادات روحه الصالح فنرى كل واحد من أتقيائه فى الموضع المعين فى الوقت المناسب ,فنرى سمعان دخل الهيكل بقيادة الرب حتى يلاقى الصبى يسوع هناك وكانت أيضا هناك حنة لتسمع كلامه فأمتلأت تسبيحا ووقفت تسبح الرب ويتضح أيضا أنها كانت تعرف أيضا الأتقياء الآخرين المقيمين فى أورشليم فشهدت لهم شهادتها للمسيح ,وكان الله قد أبقى لنفسه سبعة آلاف من الأتقياء فى زمان إيليا النبى وكان يحب أن النبى يعرفهم أيضا ولكنه لم يعرفهم وأما حنة فعرفت جميع الذين هم مثلها وهذا مما يبرهن أننا سالكون مع الرب فى وقت ما إذ نعرف الروحيين ونفوز بالشركة معهم ,الحقيقة الكنيسة ليست مترملة ولكنها باتت فترة من زمان حياتها فى حالة التشويش ومشاكلة العالم الرافض سيدها ,فمن ثم نرى مشابهة بين حالتها الآن وحالة أسرائيل فى أيام حنة النبية التقية, أن تقوى حنة النبية وغيرتها على إفادة جميع المنتظرين فداء فى أورشليم ليدفعنا ونحن نعلم أن سيرتنا هى فى السماوات ونحن منتظرون مخلصنا من هناك لا فى أورشليم ولكن التقوى هى هى فى كل حين ,فهذا يدفعنا أن نسلك بالتقوى ونظهرها بإشتراكنا فى أفكار الله وإنتظارنا تتميم مواعيده ,فكما كان الأتقياء وقتئذ ينتظرون مجىء المسيح أولا هكذا نحن منتظرون مجيئه ثانية لأن الليل قد أنتصف وصار الصراخ هوذا العريس مقبل فأخرجن للقائه فطوبى للذين ينتظرونه ,وكانت حنة من سبط أشير ومعنى كلمة أشير سعيد أو مبارك وما أجمل البركة التى بارك بيها يعقوب أشير تكوين 49: 20 20أَشِيرُ خُبْزُهُ سَمِينٌ وَهُوَ يُعْطِي لَذَّاتِ مُلُوكٍ. وبارك موسى أيضا أشير التثنية 33: 24- 25 24وَلأَشِيرَ قَال: «مُبَارَكٌ مِنَ البَنِينَ أَشِيرُ. لِيَكُنْ مَقْبُولاً مِنْ إِخْوَتِهِ وَيَغْمِسْ فِي الزَّيْتِ رِجْلهُ. 25حَدِيدٌ وَنُحَاسٌ مَزَالِيجُكَ وَكَأَيَّامِكَ رَاحَتُكَ. وإذ لازمت حنة الهيكل بأصوام وطلبات ليلا ونهارا كان لها الدسم والغنى فى الله وكانت تشهد لكلمته ,وأن كل ما تعلمته حنة خلال هذه السنين الطويلة وتطلعت أليه من خلال أختباراتها وجدته فى هذا الطفل المقدس لذلك تكلمت عنه معهم ووجدوا فى كلامها شبعا لنفوسهم (خبز سمين) ولا شك أن كل تحركات وأقوال حنة كانت بالروح القدس مستخدما ما لديها من إختبارات ,أن قوة الشهادة ترى عندما يستخدم الروح القدس ما لدينا من أختبارات ,ففى سمعان وهو يحمل بين ذراعيه الطفل يسوع نرى المؤمن وهو يمسك بكل بركات الله ومواعيده ,أما فى حنة فنرى الشهادة للذين ينتظرون الفداء ,كان فى أورشليم أشخاص لهم فكر السماء ولهؤلاء أعطاهم الرب أقوالا جميلة عن الرب يسوع ,أن الروح الذى عمل فى حنة هو معنا الآن فى الكنيسة وهو باق ما دامت الكنيسة هنا ,ورأينا أولا أن يوسف ومريم توجها إلى الناصرة حالا بعد حدوث ما ذكر هنا ولم يرجعا إلى بيت لحم ولكنهما كانا معتادين أن يصعدا إلى أورشليم كل سنة ويتضح من الأصحاح الثانى فى أنجيل متى أنهما كانا فى بيت لحم وقت حضور المجوس والمرجح أن ذلك حدث فى السنة الثانية من عمر يسوع المسيح ومن هناك هربا إلى مصر وأما معلمنا لوقا لم يذكر شيئا مما ورد فى أنجيل متى ,وتعرفنا على المجوس وكيف عرفوا ميعاد ميلاد رب المجد ولماذا جاءوا وتكبدوا كل مشاق الرحلة والسفر من أجل أن يسجدوا سجود العبادة للرب يسوع ملك اليهود ,ونواصل الحديث. زيارة المجوس 2: جمع هيرودس كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب وقالوا له أن المولود سيولد فى بيت لحم اليهودية كما هو مكتوب بالنبى القائل وهو ميخا النبى 5: 2 2«أَمَّا أَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمَِ أَفْرَاتَةَ وَأَنْتِ صَغِيرَةٌ أَنْ تَكُونِي بَيْنَ أُلُوفِ يَهُوذَا فَمِنْكِ يَخْرُجُ لِي الَّذِي يَكُونُ مُتَسَلِّطاً عَلَى إِسْرَائِيلَ وَمَخَارِجُهُ مُنْذُ الْقَدِيمِ مُنْذُ أَيَّامِ الأَزَلِ».وهذه عادة القديس متى أنه بيحقق بين النبوات اللى جائت فى العهد القديم وبين حدوثها فى شخص المسيح ,وهيرودس أحضر الكتبة على أساس أنهم بينسخوا العهد القديم وهم اللى بيكتبوه وبالطبع سيكون هم اللى عارفين والكهنة اللى هم مسؤولين عن تعليم الشريعة وتعاليم كل الكتاب المقدس فقالوا له أحنا عندنا النبوات بتقول كده ,والحقيقة هنا سؤالين حلويين نقدر نفكر فيهم ونأخذهم كحاجة عملية لينا: 1- أين يولد المسيح؟يا ترى المسيح يتولد فين؟والحقيقة ناس كتيره لسه بتبحث عن المسيح والعجيب أنه كان فى ثلاث مواقف مختلفة (1)هيرودس بيسأل على المسيح وبيبحث عنه علشان يقتله وهو موقف المعاداه أو بيعادى المسيح ومش عاوزه يبقى موجود لأنه فكر فى قلبه لأن لو المسيح موجود حيحرمنى من ذاتى ومن شهواتى ومن ملكى ومن أمكانياتى ,والحقيقة فى ناس ساعات بتأخذ موقف المعاداة الواضحة أو الظاهرة أو الجامده قوى وأنها بتعادى ومش عايزة المسيح وبتخنق المسيح وبتموته ,وفى كل مرة أنا بأحاول أخنق هذا الصوت أو أن أنا أنهى هذا الصوت ,وأموت وجود المسيح لأنى عارف أن المسيح ساعات يوبخنى وساعات يفضح جوايا حاجات غلط والمسيح لو موجود حايحرمنى من حاجات أنا بأحبها ومش عاوزه يتولد ,وممكن أسأل أين يولد ولكن مش عاوزه يتولد وهؤلاء الناس اللى أخذوا موقف المعاداة ورفضوا المسيح ولكن الأوحش منهم موقف (2) الكتبة والكهنة اللى بالرغم من أنهم شافوا ناس قادمة أليهم من بعيد وبتقول لهم أن النبوة تمت وأحنا رأينا نجمه وجايين نسجد له , ولكن محدش من رؤساء الكهنة ولا من الكهنة ولا من الكتبة ولا من الشعب كان كلف خاطره أنه يخرج مع المجوس ويبحث عن المسيح ,العجيب أنهم كانوا عارفين لكن لم يهتموا أنهم يجدوه وهو موقف اللا مبالاه وأعتقد أن احنا فى أوقات كثيرة بنبقى هذا الموقف ,وهو موقف العارفين ولكن عندنا لا مبالاه وعدم أهتمام ,ناس عجيبة جدا ,طيب أنتم ماكانش ليكم أشتياق أنكم تشوفوا الشخص اللى أتكلمت عنه النبوات وتجدوه وتذهبوا وتجلسوا معه وتسجدوا له وتروه وتفرحوا بيه ,دول كانوا عارفين وحددوا المكان بالضبط ولكن لم يكن لهم حياة الأختبار أنهم يبحثوا عنه ,وهذا حالنا دائما فى أوقات كثيرة بنعرف عن المسيح وبنسمع كثير عن المسيح ولكن لا يوجد لنا الأشتياق الحقيقى أننا نراه بينما موقف (3) المجوس اللى كان ليهم أشتياق جارف جدا أنهم يجدوا المسيح علشان يسجدوله ويقدموا له العبادة وبالرغم أن المسيح مش ملك عليهم لكن أخذوه ملك ليهم وعايزينه يملك عليهم ,كم مرة أحنا سمعنا قصة هؤلاء المجوس وكم مرة أحنا قرأنا هذه النبوة وكم مرة أحنا قرأنا هذا الكلام , وهنا يأتى السؤال التانى 2- لكن كم مرة أحنا أخترنا المسيح كمدبر لينا ؟ ولكى تتمتع بيسوع المخلص لابد أن تختاره أن يكون صاحب التدبير فى حياتك ,ولابد أن نعطيه أن هو يدبر وكلمة يدبر تعنى أنه بيرسم الخطة لك وما عليك أنت إلا انك تطيع مدبرك ,أحنا بنتمنى يسوع مخلص ولكن ليس مدبر لأننا بنحب ندبر لنفسينا بآرائنا الشخصية بفلسفاتنا وبرغباتنا وبتعصبنا لناس معينة أو ميلنا لناس معينة ! لكن مش عاوزين المسيح يكون مدبر وللأسف لن تستطيع أن تتمتع بالمسيح مخلص إلا أذا كان هو مدبر لحياتك وإلا أذا كلمة ربنا ليها سلطان وليها خضوع وليك أشتياق ليها وأنك تريدها ,والشق الثانى بعد كلمة مدبر هى يرعى ,ولو عايز تتمتع بالرعاية لازم تخضع للتدبير , هؤلاء المجوس كان لهم أشتياق حلو وتحملوا سفر وأخطار ومتاعب ومؤامرات بالرغم أنهم لم يكن لهم أى مواعيد! بينما بتوع أورشليم محدش منهم كلف خاطره أنه يطلع ويبحث معاهم عن هذا المولود ,ولذلك القديس متى بيقدم لنا شخص المسيح المدبر من أجل أن يستطيع أن يخلص ,ومايقدرش يخلصك لو لم تعطيه التدبير لأنه كيف يخلص أذا ماكانش هو المدبر,وتقول طيب يعنى حايدبر حياتى أزاى ؟الحقيقة حايدبر حياتك بحاجات كتيرة وبكل كلمة هو بيعلنها ليك وبخضوعك للكلمة بتاعته ,وكانت حكمة المجوس أنهم كانوا عاكفين على دراسة الكلمة والتمسك بالوعود وعلشان كده أستطاعوا أنهم يوصلوا ليه ,ولكن لو أحنا لا نعطى لربنا وكلمته حقها وخضوعنا لهذا التدبير لن نستطيع أن نصل إلى هذا المخلص الذى سيجعلهم يفرحوا فرحا عظيما جدا ,وبعدين هيرودس أجتمع بالمجوس سرا وأظهر لهم أنهم لو وجدوا المولود أن يخبروه لكى يذهب ويسجد له هو أيضا وواصل المجوس رحلتهم وكان النجم يتقدمهم ولما شافوه فرحوا فرحا عظيما جدا ,والحقيقة لما الأنسان يستطيع أن يتمتع برؤية واضحة لربنا بيبقى شايف علامات واضحة فى طريقة وحياته الروحية ويشوف ربنا وهو بيعطيه دلائل ويقول له خذوا أنتم مش ماشيين والكلام الى أنتم مؤمنين بيه ومقتنعين بيه أنا بأعطيكم علامات على صحته وعلشان كده لما شافوا النجم تانى فرحوا فرحا عظيما وقالوا أننا مش ماشيين وراء أوهام أو خيال وكان ممكن يقولوا أحنا قولنا الكلام ده للناس وما شفناش أى حد جاء ومشى معانا وكان ممكن يشكوا ,ويقولوا هو الموضوع أيه شوية كلام وخلاص وكان ممكن الأنسان ييأس كده ويقول هو يعنى أنا لوحدى اللى حأدور على المسيح ما هو ماحدش عايز يدور عليه معانا ,ونقول معاهم ساعات لا اللى فى البيت عايزين ييجوا معايا ولا اللى فى الشغل ولا حتى اللى فى الكنيسة عايزين يمشوا معايا وراء المسيح صح وساعات الأنسان يشك فى نفسه وفى طريقه ويقول يا ترى اللى انا بأعمله صح أو لأ ,حتى لو كنت زى المجوس وحدك ولا يوجد أحد يشجعك ولا يوجد أحد بيقول لك تعالى ندور عليه ونلاقيه ونعيش معاه وخللى مبدأك واضح وهدفك واضح وماتقولش محدش بييجى القداسات ومحدش بيحضر الأجتماعات ,لكن خللى عندك أيمان وثقة وشوف ربنا حايؤكدلك أزاى أنك مش ماشى وراء أوهام ولا وراء خيال لكن أنت ماشى وراء حقيقة وعلشان كده كان فرحهم فرح كبير جدا لما شافوا النجم مرة تانية وأن النجم بييجى ويقف لهم لحد مكان المسيح ,وفى وقت معين سيظهر النجم وحاتتأكد منه ولابد أن تظهر علامة واضحة وربنا يؤكدلك ذاته لو أنت ليك أشتياق ولم تتأثر بالناس اللى حواليك وظليت مصمم أنك تتبعه حتى اللحظة الأخيرة وصممت أنك توصل علشان تسجد ليه وتقدم له العبادة والأكرام وأنك تختاره كمدبر وتمشى حسب كلمته وحسب تدبيره وتتمتع برعايته وتتمتع بالخلاص اللى صنعه والمهم أتوا ألى البيت ورأوا الصبى ويعنى بكلمة الصبى هنا أنه كبر وأصبح عنده سنتان ولم يقل الطفل ,وهنا خروا وسجدوا له ,وفى أوقات كثيرة بأسأل سؤال ياترى أحنا بنقدم عبادة لربنا أو لأ وبنقدم له عبادة حقيقية أو لا نقدم له شيئا فى سجودنا وفى صلواتنا وفى أصوامنا وفى حضورنا للكنيسة وفى كل شىء ,ياترى فعلا نحن نقدم له هذا السجود وهذه العبادة مثل ما كانت بقلب مشتاق من هؤلاء المجوس اللى هم ناس غرباء الجنس أو ممكن نيجى الكنيسة ونقف نصلى ونصوم وبعدين نكتشف فى الآخر أننا لم نقدم عبادة له ؟ لم نسجد له ولم نلتقى بشخصه ,ويكون سؤالك هو شخصه ده حاجة كبيرة ؟أقولك نعم هو حاجة كبيرة بدليل أنهم أحتملوا السفر والمشقات والمؤامرات اللى كانت بتجرى حولهم لكى يصلوا لهذه النقطة لكى يسجدوا له ,والجميل أنهم كان لازم يسجدوا أولا قبل ما يقدموا الهدايا ,وأوعى تفتكر أن ربنا بيفرح بشوية هدايا ليس ورائها سجود حقيقى ,قبل ما يقدموا الذهب واللبان والمر قدموا عبادة حقيقية ولذلك قبلت هداياهم ,لكن كل حاجة أحنا بنقدمها لربنا من غير سجود وعبادة حقيقية لا تقبل لأن ربنا لا يهمة اللى أنت بتدفعه سواء كان فلوس أو عطايا مادية أو شوية مجهود فى الخدمة أو شوية مشاعر بتقدمها فى الصلاة أو أى حاجة ,ولو لم تكن هذه العطايا التى نقدمها لربنا وشاعرين أننا بنقدم شوية هدايا لربنا وراها سجود وعبادة حقيقية لن يكون لها أى قبول ,ولكن لما سجدوا له فى أشتياقهم لهذا المخلص ولهذا المولود ,بالرغم أنهم لما دخلوا لم يجدوه فى قصر ولا كانت الظروف تشير إلى أى شىء أنه صاحب مجد وسلطان وقوة وغيره ,لكن وجدوه صبى صغير مع أمه ,ولكن بالرغم أن هذا الأتضاع أو هذه الظروف الضعيفة لم تحجب رؤية اللاهوت اللى كان مختفى فيه عنهم مثل اللص اليمين ,فظهور المسيح على الصليب بهذا الضعف لم يستطيع أن يخفى لاهوته عن اللص اليمين ,واللص اليمين آمن بالسيد المسيح فى أحلك الظروف وأصعبها وكان كل شىء حوله يقول له لأ ده ولا حاجة ,تماما مثل هؤلاء المجوس رغم أنهم وصلوا وكانوا يتوقعوا أنهم يجدوه فى قصر فيه خدم وحشم وشغلانه كبيرة ولكن بالرغم من حكمتهم وعظمتهم وغناهم إلا أن حكمتهم وعظمتهم وغناهم لم يستطيعوا أن يمنعوهم عن بساطة هذا الصبى الصغير اللى فى حضن أمه , ثم فتحوا كنوزهم وقدموا لهم ذهبا ولبانا ومرا ! وكلنا نعرف طبعا الأشارات الكبيرة لهذه الثلاث هدايا , الذهب رمز أنه ملك ,واللبان رمز أنه اللإله لأن اللبان هو البخور الرائحة المتصاعده لله اللى بتشتم ,والمر علامة على الألم الذى سيجوزه فى حياته ,والحقيقة هم قدموا هذه الثلاث هدايا وهم يمكن مش فاهمين بيقدموا أيه ,ذهب كملك ولبان كإله ومر كمتألم يقبل الصليب ,ولكن قدموا له معانيه لأنه هو جاء كملك لليهود وجاء كإله يقبل البخور وجاء كمتألم يقبل الصليب عن كل الخليقة ,والحقيقة محدش يقول أنا ماحيلتيش حاجة أقدمها له ,لأ انت عندك الثلاث حاجات تقدر تقدمهم ولو نفتكر قصة المرأة الخاطئة اللى دخلت وأخذت تبكى وتبلل أرجله بدموعها وتمسحها بشعر رأسها وبعدين سكبت عليه طيب ,وبعدين المسيح قال لأنها أحبت كثيرا يغفر لها كثيرا ,ولو نلاحظ هنا أن هذه المرأة الخاطئة قدمت الثلاثة هدايا اللى قدمها المجوس ,وهذه الثلاث هدايا هم اللى لازم كل أنسان يقدمهم لربنا ,طيب كيف قدمت هذه المرأة الثلاثة هدايا ؟ أولا الدموع زى المر أو مرارة التوبة يعنى قدمت له دموع توبة وفى مرارة بسبب الخطية ,والطيب اللى رائحته حلوة مثل البخور المتصاعد رائحة طيبة ,والذهب مثل الفلوس الكثيرة التى دفعتها فى الطيب وقد تكلفت الكثير لدرجة فى مرة من المرات قالوا كان ممكن يتباع ب300 دينار ويعطى للفقراء يعنى هى قدمت الذهب واللبان والمر وعلشان كده كل واحد فينا يقدر يقدم الثلاث هدايا ,وأذا كان الذهب يرمز بأستمرار للحب فهو لا يصدأ ولا يتفاعل مع العوامل الجوية يعنى عايزين يقولوا أن هذا الحب ثابت ولا يتغير و لا يتأثر بالظروف فالذهب دائما رمز للحب النقى الذى لا يتغير بتغير الظروف وعلشان كده هذا الحب ثمنه غالى ومش رخيص ولا يستطيع أحد أن يحب هذا الحب بسهولة وحتى سليمان الملك قال فى نشيد الأنشاد 8: 7 7مِيَاهٌ كَثِيرَةٌ لاَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُطْفِئَ الْمَحَبَّةَ وَالسُّيُولُ لاَ تَغْمُرُهَا. إِنْ أَعْطَى الإِنْسَانُ كُلَّ ثَرْوَةِ بَيْتِهِ بَدَلَ الْمَحَبَّةِ تُحْتَقَرُ احْتِقَاراً. يعنى واحد قدم كل فلوسه ولكن مش على أساس المحبة ,فكل هذه الفلوس تحتقر ومالهاش أى قيمة ,لكن هى قدمت الحب الثابت النقى اللى لا يتغير بتغير الظروف وقدمت رائحة صلواتها الطيبة الحلوة ,وهذا الحب أشتمه ربنا كرائحة طيبة وقدمت دموعها كمر فهى دموع التوبة والرجوع وكم هى غالية جدا هذه الدموع عند ربنا ومهمة جدا عنده وعلشان ماحدش يقول أنا معنديش حاجة أقدمها الحقيقة لأ عندك تقدم كل ما لك كذهب الحب و تقدم مشتهيات الجسد كرائحة لبان وتقدم كل شهوة غلط لربنا وتقوله كل حاجة غلط أنا بأحرقها يارب ليك ,ولما تقبل كل مر فى حياتك برضاء ,وقدموا المجوس الهدايا ثم أوحى أليهم فى حلم ألا يرجعوا إلى هيرودس أنصرفوا فى طريق آخر الى كورتهم ,والكلمة الجميلة هنا فى طريق آخر وتعنى اللى قدر أنه يصل إلى العبادة الحقيقية والسجود الحقيقى لازم يرجع من طريق تانى ولازم يرجع بحياة جديدة وبفكر جديد وبمشاعر جديدة وبفرحة جديدة ,وهذا تعبير فرحوا فرحا عظيما جدا لما قدروا يوصلوا إلى شخص المخلص المسيا الذى تكلمت عنه النبوات الذى يقدمه لنا القديس متى كمدبر يرعى ,لكل واحد لأجل أنه يدخل تحت تدبير المسيح ورعايته ومن أجل أنه يتمتع بخلاص المسيح ,وحذارى أن تكونوا من النوع اللى بيحاول يخنق المسيح ويموته أو من النوع اللى عنده لامبالاه وماتفرقش معانا ومجرد أننا بنسمع كلام لكن لابد أن يكون لينا حكمة هؤلاء المجوس اللى أستطاعوا أنهم يصلوا أليه ويقدموا له العبادة اللائقة. الهروب إلى مصر: 13وَبَعْدَمَا انْصَرَفُوا، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ، وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُ». 14فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ لَيْلاً وَانْصَرَفَ إِلَى مِصْرَ. 15وَكَانَ هُنَاكَ إِلَى وَفَاةِ هِيرُودُسَ. لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ القَائِل: «مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي». رأينا أن القديس متى بيعلن لنا عن شخص المسيح المخلص وأن هو عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا ورأينا أيضا أنه قدم المسيح كمدبر يرعى شعبه أسرائيل ورأينا المجوس وكان فى أنفرادهم بالرغم من أنهم كلموا هيرودس وكلموا الكهنة ورؤساء الشعب وأن الناس كلها عرفت بأن المسيا اللى أنكتبت عنه النبوات أتولد إلا أن لم يتحرك أحد ,هيرودس أحب أنه يقتل المسيح والكهنة والكتبة كان عندهم نوع من اللامبالاه ولم يهتموا أن يبحثوا عن الشخص الذى تكلمت عنه النبوات ولكن المجوس فى حكمتهم الخفية هم الذين أهتموا أن يبحثوا عن هذا المولود وكان هدفهم من البحث هو أن يسجدوا له أو يقدموا ليه العبادة ,والحقيقة نلاحظ فى طقس الكنيسة الحلو أن ليلة عيد الميلاد بيقرأ أنجيل المجوس والأحد اللى بعد عيد الميلاد على طول بيقرأ أنجيل الهروب إلى أرض مصر وذبح أطفال بيت لحم ,وبالرغم أن كان فى فترة زمنية كبيرة لكن الكنيسة فى ترتيبها رتبت بعد زيارة المجوس على طول اللى فيها أعلن المسيح كملك أنها تقرأ فى الأحد التالى على طول قصة الهروب إلى أرض مصر , وهنا السؤال الكبير لماذا هرب المسيح لأرض مصر ؟ طبعا فى أجابات كتيرة سمعناها 1- علشان تتم النبوات 2- يعلمنا الهروب من الشر , لكن فى واقع الأمر ماكانش كده لأن المسيح كان يقدر بكلمة واحدة أنه ينهى شر هيرودس ولكن كان لابد أن يذهب المسيح لأرض مصر من أجل هدف معين وسر معين بعيد عن الأجابات التى بعاليه ,فأرض مصر فى العهد القديم كانت رمز للعبودية وللذل وللخطية وكانت كل التحذيرات بتاعة الأنبياء زى ما شفنا فى أرميا وأشعياء لشعب أسرائيل بعدم الرجوع لأرض مصر مرة أخرى وبسب الناس اللى رجعت لأرض مصر ربنا أدبهم بتأديب أكثر وسبب لهم هلاك أكثر لأن ربنا مش عايز الأنسان يرجع لأرض العبودية ومش عاوزه يكون مستعبد لشىء مرة أخرى بعد ما تمتع بخروف الفصح وبعد ما تمتع بعبور البحر الأحمر والحرية اللى ربنا أعطاها له بيحذره ويقول له أياك أن ترجع لأرض العبودية مرة تانية ولذلك كان فى تحذيرات كتيرة من الذهاب أو الرجوع لأرض مصر مرة تانية ,لكن العجيب أن السيد المسيح ذهب الى أرض مصر وكان لابد أن يذهب لأرض مصر ,اعتقد أن السبب يبدأ الآن يوضح لنا لماذا كان لابد أن يذهب الى أرض مصر؟ الأجابة علشان يأخذ نفس شكل العبودية اللى الأنسان عاش فيها وعلشان كده يقول فى فيلبى 2: 7 7لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ كان لازم يذهب علشان يمر بنفس ظروف العبودية اللى الأنسان بيضع نفسه فيها وعلشان كده قال فى العبرانيين 2: 14 14فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضاً كَذَلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ، ولذلك التناقد العجيب هنا أن المجوس أظهروا المسيح كملك وفى هروبه لأرض مصر ظهر كعبد لأنه كان لابد أن يمر بنفس الظروف التى مر بها الأنسان وكان لابد أن يقع عليه نفس اللى وقع على شعبه أسرائيل وكان لازم يذوق الذل والعبودية والسخرة ,الشىء الحلو هنا لما أعلن المسيح كشخص مدبر لحياتى فهو ليس مدبر من بعيد يعطينى شوية وصايا وأوامر وشوية كلام لأ لأنه علشان يصبح مدبر حقيقى لحياتى أخذ نفس الظروف اللى أنا بأعيش فيها ,ونلاحظ هنا قوة هذه الكلمة أنه لما تسلم المسيح تدبير حياتك فهو لن يدبر حياتك من بعيد كما يقولون من قصره العاجى لأ لأنه سيدبر لك حياتك من واقع الأمر اللى أنت بتعيش فيه لأنه يعلم جيدا قد أيه أنت بتتعب و قد أيه أنت بتتألم ,قد أيه أحتياجاتك ورغباتك وقد أيه الصراعات الموجودة جواك وقد أيه التجارب اللى أنت بتمر بيها وعلشان كده قال فى العبرانيين 2: 18 18لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّباً يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِين. علشان كده تدبير المسيح فى حياتنا هو ليس من بعيد لأنه أخذ فعلا نفس طبيعتنا وشعر بكل آلامنا وتجاربنا وأتعابنا وأحزاننا وضعفاتنا وخطايانا ,وتألم فى كل شىء مجربا مثلنا وعلشان كده هو الوحيد الذى يستطبع أن يعاوننا ,كما قال عنه أشعياء 63: 9 فِي كُلِّ ضِيقِهِمْ تَضَايَقَ وَمَلاَكُ حَضْرَتِهِ خَلَّصَهُمْ. بِمَحَبَّتِهِ وَرَأْفَتِهِ هُوَ فَكَّهُمْ وَرَفَعَهُمْ وَحَمَلَهُمْ كُلَّ الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ يعنى كل الضيق اللى بيقع عليا هو بيشعر بيه ,ولذلك شخص المسيح المدبر فأن قوة تدبيره ورعايته ليست لأنه بيرعى من بعيد لكن بيرعى بأنه يشاركنى فى تعبى وفى ضعفى وفى أحتياجاتى وفى همومى وفى رغباتى ,فهو عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا , الكلمة صار جسدا وحل بيننا ,وأصبح على نفس مستوانا ,والكلمة فى الترجمة الأصلية خيم(حل) بيننا يعنى عمل خيمته على نفس الخيام بتاعتنا ولذلك أرجو أن نفهم هذه الفكرة جيدا لأن لينا فيها تعزية كبيرة أن المسيح مدبر ولكن ليس مدبر من السما من فوق أو من قصره العاجى لكن مدبر بأنه بيشاركنى فى كل تعبى وفى كل ضيقى وفى كل ضعفاتى ولذلك كان لازم يهرب لأرض مصر لأن مصر رمز للعبودية فكان لازم يمر بنفس ظروف العبودية اللى أنا مريت بيها ولذلك يقول فى العبرانيين 2: 17 17مِنْ ثَمَّ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لِكَيْ يَكُونَ رَحِيماً، وَرَئِيسَ كَهَنَةٍ أَمِيناً فِي مَا لِلَّهِ حَتَّى يُكَفِّرَ خَطَايَا الشَّعْبِ.فهو لم يهرب لمصر لأنه كان خايف من هيرودس أو علشان يعلمنا الهروب من الشر كما يقولون لأنه كان أكبر بكتير أنه يواجه هذا الشر ولكن جاء لأرض مصر لكى يأخذ نفس ظروفى لكى يحمل نفس أتعابى ولكى يحمل نفس العبودية المرة اللى أنا أستعبدت ليها ولذلك المسيح فى تدبيره لحياتى بيدبر من وسط متاعبى وآلامى وأحتياجاتى ورغباتى ,فلو أخذت المسيح كمدبر فهو لن يدبر لك من السماء من فوق لكن سيدبر لك من واقع حياتك هنا على الأرض ,جاء المسيح أو هرب لأرض مصر وكلمة هروب معناها الأعتزال أو الأختباء وهى نفس الكلمة التى قيلت على موسى النبى لما هرب من وجه فرعون فكان لابد أن يأتى المسيح لأرض مصر علشان يمر بنفس الظروف اللى مر بيها شعبه مثل ما كان شعبه مستعبد فى أرض مصر وحمل نير العبودية كان لازم المسيح يأتى ويأخذ صورة عبد سائرا فى الهيئة كأنسان لكى يقدر أحساسى وتعبى ويمر بنفس الظروف اللى انا بأمر بيها ولما يستطيع أن يشعر بأحاسيسى يستطيع أن يعيننى جيدا لأنه فيما هو تألم مجربا يقدر أن يعين المجربين ولذلك عمل ربنا فى حباتنا مش من بعيد كما يقول بولس الرسول فى أعمال الرسل 17: 27- 28 27لِكَيْ يَطْلُبُوا اللهَ لَعَلَّهُمْ يَتَلَمَّسُونَهُ فَيَجِدُوهُ مَعَ أَنَّهُ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا لَيْسَ بَعِيداً. 28لأَنَّنَا بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ. كَمَا قَالَ بَعْضُ شُعَرَائِكُمْ أَيْضاً: لأَنَّنَا أَيْضاً ذُرِّيَّتُهُ.ونلاحظ هنا أن يوسف بيظهر له الملاك وبيقول قم خذ الصبى وأمه وأهرب إلى مصر ,والملاحظة هنا أنه قال خذ الصبى وأمه وليست الصبى وزوجتك ,وهو هنا نسب العذراء للمسيح وهذا يؤكد نفس الفكرة أنه قد ظلت العذراء عذراء بلا زواج حتى من بعد الميلاد ,هنا أتسائل طيب واحد فى ظروف يوسف كان ممكن الأفكار تعصف بيه وتلخبطه وقد يقول فى نفسه ده أنت لسه قايل لى أنك ستسميه يسوع ومعناه مخلص يعنى عنده قدرة للخلاص طيب فين القدرة بتاعه الخلاص بتاعته طيب أحنا من أولها حنهرب ونجرى ,مش انت بتقول أن هو مخلص طيب نهرب ليه ,طيب لو هذا الطفل هو فعلا مخلص طيب ما يخلصنا من غير ما نتبهدل البهدله دى ؟ لكن الحقيقة أن بر يوسف حفظه من الشك وكان عند يوسف طاعة غريبة جدا لكل كلمة بيسمعها من ربنا ولم يتذمر وكما قلت أن العذراء مريم كانت حياتها سلسلة من نعم ولم تقل لأ فى حياتها أيضا يوسف كانت حياته سلسلة من نعم ولم يقل لربنا أبدا لأ أو فين الكلام اللى أنت وعدتنى بيه لكن فعلا قام وهرب وفى رحلة العائلة إلى مصر هناك بعض القصص اللطيفة والحقيقة هى ليست مذكورة فى الكتاب المقدس ولكن تناقلها الناس بدلائل معينة يعنى أن كنتم تحبوا تقبلوها اقبلوها ولو ماحبتوش خلاص لكن سأذكرها لأن ليها معنى حلو اللى ساعد يوسف فى رحلته لأرض مصر الذهب الذى قدم لهم من المجوس لأن يوسف كان أنسان فقير ولم يكن يستطيع تحمل تكاليف هذا السفر ولكن ترتيب ربنا أن المجوس يقدموا ذهب علشان يستطيع أنه ينفق هذا الذهب فى رحلته وتقال حادثة لطيفة جدا وهم فى هروبهم لأرض مصر أغار عليهم مجموعة من اللصوص وشافوا الذهب الذى معهم وشافوا الصبى لكن ربنا حرك قلب واحد من اللصوص وهو كان ديماس اللص كما يقول التقليد أنه رأى فى وجه الصبى براءة فعمل على حمايتهم وسمح لهم بالمضى فى رحلتهم ومنع اللصوص الآخرين أنهم يقومون بأذيتهم ويقال أنه أفتكر نفس المنظر على خشبة الصليب وشم نفس ريحة المسيح وتعرف عليه وأفتكر هذه الحادثة ولذلك قال له أذكرنى يارب متى جئت فى ملكوتك وكأن المسيح شالهاله وعلشان كده قال له اليوم تكون معايا فى الفردوس , والقصة التانية اللطيفة كلنا عارفين لما بيعملوا شجرة الميلاد بيضعوا عليها خطوط بيضاء رفيعة وينثروا حاجات زى التلج عليها ,طيب ليه بيعملوا هذا المنظر وأيه حكاية هذا التقليد ؟ لما بحثت وجدت أن لها قصة لطيفة قوى وأنها فى الأصل بتاعتنا لكن فى ناس تانية أخذوها ,بيقولوا أن المسيح كان فى هذا الوقت شتاء لأنهم كانوا تقريبا فى شهر ديسمبر والمسيح أتولد فى 25 ديسمبر زى ما أحنا عارفين وكان شهر ثلج وكان شهر ممطر جدا وهم فى هروبهم دخلوا مغارة فلما دخلوها جاء عنكبوت وفرد خيوطه على باب المغارة وبعدين ذرات التلج اللى نازلة تعلقت بخيوط العنكبوت ,فلما كانوا جنود هيرودس بيطاردوا العائلة المقدسة وفى سيرهم وبحثهم وجدوا المغارة ووجدوا خيوط العنكبوت وقالوا أكيد مفيش حد فى المغارة ,والعجيبة أنهم أخذوها ونسبوها ليهم وأخذوا هذه القصة لأن شجرة الميلاد وزينتها معروفة من زمان فى الدول الأوروبية وماكنش عندهم فكرة عن الأخ ده خالص! ,وفى هروبهم وصلوا الى أرض مصر وطبعا عارفين طريق الهروب اللى مرسوم فى خرائط كثيرة ومرسوم فى كنيسة العذراء فى المعادى ,وطبعا مروا على تل بسطا والفرما والمطرية والمعادى ومسطرد وتحت فى سمالوط فى جبل الطير وفى جبل درنكة ورسوا فى النهاية فى دير المحرق ومكثوا فترة فى دير المحرق وتمت النبوئتين 1- أشعياء 19: 1 1 وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ مِصْرَ: «هُوَذَا الرَّبُّ رَاكِبٌ عَلَى سَحَابَةٍ سَرِيعَةٍ وَقَادِمٌ إِلَى مِصْرَ فَتَرْتَجِفُ أَوْثَانُ مِصْرَ مِنْ وَجْهِهِ وَيَذُوبُ قَلْبُ مِصْرَ دَاخِلَهَا.ويقال أن هذا حدث لما دخل السيد المسيح سقطت الأوثان التى كانت موجودة 2- أشعياء 19: 19 19فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِي وَسَطِ أَرْضِ مِصْرَ وَعَمُودٌ لِلرَّبِّ عِنْدَ تُخُمِهَا.وهو المذبح اللى موجود حاليا فى دير المحرق ويقول البعض أن المسيح دشن المذبح ,ومعنى كلمة دشن أنه وجد وعاش فى هذه المغارة وهذا معنى تدشينه ولم يدشنه المسيح وهو صبى صغير والتقديس هنا بحلول ووجود المسيح فيه ولم يقال أن دير المحرق دشن والمسيح صبى ومسك زيت الميرون ورش الحجر بالطبع لأ ولكن بعد صعود السيد المسيح بسنين كثيرة فى عهد البابا ثاوفيليس الثالث والعشرين شاف رؤيا أن المسيح جاء وقام برش مياه ولعلمكم فى معلومة مهمة جدا يجب أن تعرفوها أن المذبح الموجود فى كنيسة المحرق بالضبط فى منتصف أرض مصر يعنى المسافة من الأسكندرية للمحرق تساوى المسافة من المحرق لأسوان بالضبط , لكن الجميل تعالوا شوفوا منظر يوسف وهو شايل المسيح وداخل بيه أرض مصر ,بيفكرنا على طول بمنظر واحد دخل مصر كان أسمه يوسف الصديق ,والحقيقة كان فى تطابق لطيف جدا بين الأثنين ,مثل ما دخل يوسف الصديق أرض مصر وكان فى يده خبز الحياة لدرجة أن أهل مصر أطلقوا عليه «صَفْنَاتَ فَعْنِيحَ».أو مخلص العالم لما أدخر القمح لمدة سبع سنين أستطاع أن يسد أحتياجات العالم من سنوات الجوع السبع ولذلك كان لقبه مخلص العالم وهو نفس لقب المسيح ,ونتخيل يوسف داخل أرض مصر وفى أيده خبز الحياه ,ما هو المسيح قال على نفسه أنا هو الخبز الحى النازل من السماء ,والعجيبة أن الأثنين يوسف كان أبوه اسمه يعقوب وأيضا يوسف النجار أبوه كان أسمه يعقوب ,وفى العهد القديم أخذ يوسف لقب الصديق والبار وأيضا يوسف النجار فى العهد الجديد أخذ لقب البار والأثنين كانوا أصحاب أحلام وبيحلموا كثيرا وفى أحلامهم شافوا الخلاص وكل حلم كان يحتوى بداخله الخلاص ,والأثنين كانوا مطيعين لأقصى درجات الطاعة ,يعقوب أبو الأباء يقول له أذهب وأفتقد سلامة أخوتك ,فيذهب ويبحث عنهم بجد ولا يقول له ذهبت ولم أجدهم لأ فهو يظل يبحث عنهم حتى بالرغم من أنه بيتعرض للخطر ,ويوسف النجار كان بيطيع لأقصى درجة ,ربنا يقول خذ مريم أمرأتك وقوم أهرب ,فكان بيطاوع بأقصى درجات الطاعة ,ولذلك كان يوسف فى العهد القديم كان فى يده خبز الحياة وأيضا يوسف فى العهد الجديد كان معاه خبز الحياه ,كما أعطى يوسف شبع ويرد سنين الجوع ويرد الموت اللى كان بيهدد البشر لمدة سبع سنين ,لأ ده يوسف فى العهد الجديد كان معاه مش اللى يرد الموت لسبع سنين بل الى أبد الآبدين ,فراح يوسف البار يحتفظ بالقمح فى مصر حتى يأتى الوقت وتحين الساعة التى سيوزع فيها القمح الذى بيده اللى هو شخص السيد المسيح لكى يعطى طعام لحياة العالم كله ,يعنى راح وخزن المسيح فى مصر زى ما يوسف الصديق خزن القمح فى أرض مصر ولذلك كان الذهاب لأرض مصر ليه معنى رمزى خطير جدا ,الله مدبر لحياتى وتدبيره أنه يأخذ مكانى ويأخذ نفس الظروف اللى أنا فيها ونفس الأوجاع والمتاعب والعبودية و فهو لا يدبر خارج دائرتى لكن بيدبر حياتى من جوايا ,ولذلك قد أيه هو مهم جدا لو أخذ الأنسان المسيح كمدبر لحياته أو كشخص مدبر ليه ,وهناك تقابل بين يوسف العهد القديم ويوسف العهد الجديد ,ولو أخذنا بالنا من كلمة لكى يتم ما قيل من الرب وهذا تعبير جديد وكان زمان يقول لكى يتم ما قيل بالنبى ولكن فى هذه الآية بيقول لكى يتم ما قيل من الرب بالنبى القائل وهى فى هوشع 11: 1 1 «لَمَّا كَانَ إِسْرَائِيلُ غُلاَماً أَحْبَبْتُهُ وَمِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي. المسيح دخل أرض مصر ولكن خرج من أرض مصر ولم يمكث فيها ومعنى الخروج هذا معنى خطير جدا وكما قلنا أن الدخول معناه أنه يصير عبد أو آخذا صورة عبد لكن خرج من أرض مصر لكى يخرجنا كلنا من هذه العبودية وخرج بنداء من أبوه (من مصر دعوت أبنى) يعنى قلت له تعالى وأخرج من أرض مصر لأنه هو الذى يستطيع أخراجنا من العبوديىة اللى أحنا أستعبدنا ليها ,عبودية الذات والشهوة والخطية والخوف والناس اللى حوالينا والظروف يعنى من عبوديات كتيرة هو فقط الذى يستطيع أن يخرجنا منها ولكن بيحكى لنا القديس متى عن موقف هيرودس . مذبحة أطفال بيت لحم: .16حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى هِيرُودُسُ أَنَّ الْمَجُوسَ سَخِرُوا بِهِ غَضِبَ جِدّاً. فَأَرْسَلَ وَقَتَلَ جَمِيعَ الصِّبْيَانِ الَّذِينَ فِي بَيْتِ لَحْمٍ وَفِي كُلِّ تُخُومِهَا، مِنِ ابْنِ سَنَتَيْنِ فَمَا دُونُ، بِحَسَبِ الزَّمَانِ الَّذِي تَحَقَّقَهُ مِنَ الْمَجُوسِ. 17حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ الْقائِلِ: 18«صَوْتٌ سُمِعَ فِي الرَّامَةِ، نَوْحٌ وَبُكَاءٌ وَعَوِيلٌ كَثِيرٌ. رَاحِيلُ تَبْكِي عَلَى أَوْلاَدِهَا وَلاَ تُرِيدُ أَنْ تَتَعَزَّى، لأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِمَوْجُودِينَ». هيرودس أمر بقتل الصبيان فى بيت لحم من سنتين فما دون وقام بتوسيع الدائرة لكى يقتل كل طفل بحيث أنه لا يبقى للمسيح أى أثر وتكلمت من قبل عن شخصية هيرودس الدموية وأنه كان ممكن يعمل كده والتقليد بيقول أن عدد الأطفال الذين قتلوا فى بيت لحم 144 ألف ,وفى ناس بتقول لأ مش معقول يكون كل العدد ده لأن بيت لحم قرية صغيرة لا تستحمل أن يكون بيها أطفال بهذا العدد ويمكن تعدادهم كلهم ما يوصلش الى 144 الف ,لكن يبدوا أن هيرودس فعلا قام بتوسيع الدائرة وشملت أيضا البلاد المحيطة ببيت لحم ,يبدوا أيضا أنه بيقول التقليد أنه تتبع آثار العائلة لحد مصر لأن العائلة المقدسة ظلت مختفية فى مصر ولم تظهر بوضوح فمن الممكن يكون الرقم صحيحا وقالوا هذا الرقم من المنظر اللى فى سفر الرؤيا عن ال144 الف البتوليين ولكن أيا كان الرقم لكن فى المعنى الجميل لأطفال بيت لحم اللى أتذبحوا ,كأنهم يعنى بيقولوا أحنا بنقدم لك حياتنا وبنقدم نفسينا للموت علشان تعيش أنت ,هذه نفس الكلمة التى قالها المسيح( من أضاع نفسه من أجلى يجدها) فالذى يقدم حياته حتى الموت من أجل المسيح سيجد نفسه ولن تضيع منه ,وفى ناس بتقول طيب ودول ذنبهم أيه ؟ الحكاية مش دول ذنبهم أيه ,فالموت على كل أنسان وكل منا سيموت فى أى لحظة أن كان كبير أو صغير لكن المهم أن الأنسان الذى يموت أنه يموت موته تمجد أسم الله ,هو بيقدم حياته للموت وهو بيقدمها كرائحة بخور مش كرائحة نتانة بسبب الخطية وصدقونى مش حا تفرق من اللى مات صغير أو مات كبير أو من اللى مات شاب أو اللى مات شيخ لأن كل واحد فى يوم من الأيام سيموت ,بعدين بيقول كما قيل فى أرميا القائل وهو لأول مرة بيحدد أسم النبى أرميا 31: 15 15هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «صَوْتٌ سُمِعَ فِي الرَّامَةِ نَوْحٌ بُكَاءٌ مُرٌّ. رَاحِيلُ تَبْكِي عَلَى أَوْلاَدِهَا وَتَأْبَى أَنْ تَتَعَزَّى عَنْ أَوْلاَدِهَا لأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِمَوْجُودِينَ». الرامة كانت بلد مشهورة بحادثتين 1- سبى أسرائيل لو قرأنا فى سفر أرميا 52: 30 30فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ وَالْعِشْرِينَ لِنَبُوخَذْنَصَّرَ سَبَى نَبُوزَرَادَانُ رَئِيسُ الشُّرَطِ مِنَ الْيَهُودِ سَبْعَ مِئَةٍ وَخَمْساً وَأَرْبَعِينَ نَفْساً. جُمْلَةُ النُّفُوسِ أَرْبَعَةُ آلاَفٍ وَسِتُّ مِئَةٍ.2- وهى بجوار بيت لحم أو المكان التى دفنت فيه راحيل وهى كانت الزوجة المحبوبة من يعقوب ,والنبوءة هذ قيلت على أمهات أسرائيل وهم بيبكوا أولادهم اللى ماتوا فى الحرب وفى خراب أورشليم والذين أخذوا للسبى وغير موجودين ولذلك يقول نوح وبكاء وعويل كثير ,رحيل تبكى على أولادها ولا تريد أن تتعزى لأنهم ليسوا بموجودين ,وكأن الصوت اللى سمع بكاء الأمهات على الأطفال اللى قتلوا هذا مازال فى ذهن الله وربنا كان بيقدره جدا ,آلام هذه الأمهات ,والؤال هنا أشمعنى راحيل؟ وهو المفروض أن اللى فى بيت لحم هو سبط يهوذا وأم يهوذا هى ليئة يعنى كل الناس اللى فى بيت لحم أصلا من ليئة وليس من راحيل لأن راحيل لم تلد سوى يوسف وبنيامين ,يوسف كان فوق فى المملكة الشمالية سبطى أفرايم ومنسى وبنيامين هو اللى كان موجود تحت ,ولكن يهوذا أصلا كان اللى آخذ بيت لحم أمه ليئة لكن ليه ذكر هنا راحيل تبكى على أولادها بالرغم أنهم مش أولادها ؟ والحقيقة لأن راحيل هى الزوجة المحبوبة من يعقوب وهى اللى عزت عليه قوى لما ماتت وكأن راحيل هى رمز أم الكنيسة كلها أو الأم المحبوبة التى تبكى بأستمرار على ولادها اللى ضايعين وليسوا بموجودين . العودة إلى الناصرة: 19فَلَمَّا مَاتَ هِيرُودُسُ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ فِي حُلْمٍ لِيُوسُفَ فِي مِصْرَ 20قَائِلاً: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ،لأَنَّهُ قَدْ مَاتَ الَّذِينَ كَانُوا يَطْلُبُونَ نَفْسَ الصَّبِيِّ». 21فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَجَاءَ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ. 22وَلَكِنْ لَمَّا سَمِعَ أَنَّ أَرْخِيلاَوُسَ يَمْلِكُ عَلَى الْيَهُودِيَّةِ عِوَضاً عَنْ هِيرُودُسَ أَبِيهِ، خَافَ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى هُنَاكَ. وَإِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِ فِي حُلْمٍ، انْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي الْجَلِيلِ. 23وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ، لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: «إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيّاً».وهو هنا بيصر الملاك أنه ينسب الصبى للعذراء ,وننتبه للآية( لأنه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبى ) هو مين اللى كان بيطلب هلاك الصبى هو كان واحد ,لكن الملاك هنا جمعها ,وهى نفس الكلمة التى قيلت لموسى فى الخروج 4: 19 19وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى فِي مِدْيَانَ: «اذْهَبِ ارْجِعْ إِلَى مِصْرَ لأَنَّهُ قَدْ مَاتَ جَمِيعُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَانُوا يَطْلُبُونَ نَفْسَكَ». أنتم عارفين أن موسى كان هربان من فرعون وكان مستخبى فى أرض مديان ,وهنا نفس المعنى اللى أتقال ليوسف وكما رأينا فرعون اللى بيقتل الأطفال وبيرميهم فى النهر وكان بيطلب شخص موسى علشان يقتله ,نفس الوضع مع هيرودس اللى قتل الأطفال لأنه كان بيطلب شخص المسيح ,وهنا القديس متى عايز يربط فى ذهن اليهود اللى بيكتب لهم الأنجيل بحاجتين بين أرسالية موسى للخلاص وبين أرسالية المسيح كمخلص وبين عمل الشيطان اللى عايز يهدم هذا الخلاص ومش عايز يظهره أو يعلنه مثل ما كان فرعون عاوز يقتل موسى ومثل ما كان هيرودس عايز يموت المسيح ,لكن عايز يقول أن فى أرسالية للخلاص ,مثل ما كانت مصر رمز للعبودية وفرعون هو ملكها رمز للشيطان أيضا المسيح جاز هذا لأن هيرودس أيضا كان يرمز للشيطان اللى عايز يحطم خلاص الأنسان ,وهو هنا عايز يقول أن لا أحد يستطيع أن يعطل خلاص ربنا بالرغم من كمية الأطفال اللى موتهم هيرودس وبالرغم من الأحتياطات اللى أخذها لكن ظلت أرسالية الخلاص موجودة ومعلنة لأن الله يريد أن يخلص ولا يستطيع الأنسان أنه يعطل خلاص الأنسان ,حتى لما موسى أحب أن يخرج الشعب قال الله لفرعون أطلق أسرائيل أبنى البكر وجعل أسم أسرائيل أبنه البكر ,أطلقه ليعبدونى أطلقه ليعيدوا لى فى البرية ,وكان نفس الوضع المسيح اللى كان من خلاله الخلاص كان لا يمكن لأى أحد أن يعطل عمل هذا الخلاص والمسيح صار بكر بين أخوة كثيرين ولذلك النبوة اللى قالت من مصر دعوت أبنى كان مقصود بها دعوت أسرائيل ابنى أوأخرجته وكان مقصود بيها رمز للمسيح الذى ايضا يدعى أن يخرج أيضا من أرض مصر فهو رمز للخلاص المقبول اللى صنعه المسيح واعطانا من خلاله الحرية ,وعاد يوسف إلى أرض أسرائيل ولما سمع أن أبن هيرودس أرخيلاوس يملك على اليهودية لأنه لما مات هيرودس الكبير أتقسمت مملكته لثلاثة أجزاء وأخذها ثلاث أولاد من أولاده 1- أرخيلاوس ملك على اليهودية وهى المنطقة الجنوبية اللى فيها أورشليم وكان دموى مثل أبوه وأنتقاما علشان ابوه ليعلن الحزن عليه قام بذبح 5000 واحد من اليهود فى اليوم اللى ملك فيه 2- هيرودس التانى اللى كان فى أيام يوحنا المعمدان أخذ منطقة الجليل اللى هى المنطقة الشمالية 3- فيلبس وأخذ دائرة الأردن ناحية الشرق ,ولما سمع يوسف النجار أن أرخيلاوس بهذا العنف أوحى له لكى يذهب الى الجليل عند هيرودس الثانى أخو أرخيلاوس وسكن فى مدينة يقال لها ناصرة ,فى الأصل كان يوسف النجار والعذراء مريم من الناصرة وهم رجعوا لبلدهم الأصلية وعلشان نفهم الوضع تعالوا نعرف شوية حقائق ,أولا اليهودية اللى تحت كان فيها أورشليم اللى كان فيها الهيكل وكان ساكنين فيها سبط يهوذا أو اليهود والجليل فوق فى الشمال وكان فى الوسط بينهما كانت السامرة وهم أصلا كانوا من شعب أسرائيل لكن أنفصلوا عنهم لما انقسمت المملكة إلى مملكتين واحدة فى الشمال وهى مملكة أسرائيل ومنهم أهل السامرة وواحدة فى الجنوب وهى مملكة يهوذا التى تتكون من الجليل فى الشمال ومن اليهودية فى الجنوب ,ولذلك لكون الجليل بعيد عن أورشليم وكان صعب أنهم يمروا من السامرة لأن بين الأثنين أى اليهود والسامريين عداء ,فكانت معرفة ربنا فيه مضمحلة وكان أهل اليهودية دائما يستهرأوا بالجليليين ,وهذا نلاحظه من حديث فيلبس ونثنائيل لما قال له فيلبس وجدنا المسيا فى الناصرة فقال له على الفور أمن الناصرة يخرج شىء صالح !,ومش معقول لأن الناصرة معروفة أنهم شعب عايش فى الظلمة ولو رحنا لأشعياء النبى نشوف قد أيه الظلمة اللى كانت موجودة فى الجليل 9: 1- 3 1 وَلَكِنْ لاَ يَكُونُ ظَلاَمٌ لِلَّتِي عَلَيْهَا ضِيقٌ. كَمَا أَهَانَ الزَّمَانُ الأَوَّلُ أَرْضَ زَبُولُونَ وَأَرْضَ نَفْتَالِي يُكْرِمُ الأَخِيرُ طَرِيقَ الْبَحْرِ عَبْرَ الأُرْدُنِّ جَلِيلَ الأُمَمِ. 2اَلشَّعْبُ السَّالِكُ فِي الظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُوراً عَظِيماً. الْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ ظِلالِ الْمَوْتِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ.يعنى الجليل كانت كلها ظلام لكن رأت نور عظيم بعد أن كانوا عايشين فى ظلمة الخطية وكان النور هو السيد المسيح اللى سكن فى الجليل وكانت الناصرة أحقر مدن الجليل ,الحقيقة شخص السيد المسيح هذا عجيب جدا مش فقط أكتفى أنه يتولد فى مزود لكن عاش معظم حياته فى أحقر مدن العالم ,وكان ممكن يختار أورشليم ليسكن فيها وهى مدينة الملك العظيم ولكن راح وسكن فى الناصرة لكى ما يدعى ناصريا ,التى تعنى شتيمة بلغة العهد القديم لكنه قبل الشتيمة وقبل أنه يروح ويقعد فى وسط الناس اللى عايشين فى الظلمة أو الجالسين فى ظلال الموت لأجل أن يشرق عليهم نور عظيم ولذلك أختار أغلب تلاميذه من منطقة الجليل ,ونلاحظ أن القديس متى بيقول لكى يتم ما قيل بالأنبياء وهو هنا بيجمعها ولم يقل بالنبى القائل أنه سيدعى ناصريا ,والحقيقة لو ذهبنا نبحث عن الأنبياء اللى قالت كدة لن نجد حاجة صريحة قالت كده ,ولكن كلمة ناصريا معناها بالعبرية نضر وهى تعنى غصن صغير ومن هنا جائت تسمية المسيح بالغصن ,ومن هذا المنطلق نشوف بعض الشواهد أولا: فى أشعياء 11: 1- 2 1 وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى وَيَنْبُتُ غُصْنٌ مِنْ أُصُولِهِ 2وَيَحِلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبّ. والغصن هو المسيح و من أصوله اللى هو داود ,ثانيا: فى أرميا 23: 5- 6 5«هَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ الرَّبُّ وَأُقِيمُ لِدَاوُدَ غُصْنَ بِرٍّ فَيَمْلِكُ مَلِكٌ وَيَنْجَحُ وَيُجْرِي حَقّاً وَعَدْلاً فِي الأَرْضِ. 6فِي أَيَّامِهِ يُخَلَّصُ يَهُوذَا وَيَسْكُنُ إِسْرَائِيلُ آمِناً وَهَذَا هُوَ اسْمُهُ الَّذِي يَدْعُونَهُ بِهِ: الرَّبُّ بِرُّنَا. وهى آية واضحة جدا على شخص المسيح ,ولكن اللى قال بوضوح أكثر من كده زكريا النبى ثالثا: فى زكريا3: 8 8فَاسْمَعْ يَا يَهُوشَعُ الْكَاهِنُ الْعَظِيمُ أَنْتَ وَرُفَقَاؤُكَ الْجَالِسُونَ أَمَامَكَ (لأَنَّهُمْ رِجَالُ آيَةٍ) لأَنِّي هَئَنَذَا آتِي بِعَبْدِي «الْغُصْنِ». ومين اللى أخذ لقب عبد ولقب غصن هو السيد المسيح ,رابعا: زكريا6: 12 12وَقُلْ لَهُ: هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: هُوَذَا الرَّجُلُ «الْغُصْنُ» اسْمُهُ. وَمِنْ مَكَانِهِ يَنْبُتُ وَيَبْنِي هَيْكَلَ الرَّبِّ. يعنى هو اللى سيبنى الهيكل وقال لهم كده هدوا هذا الهيكل وأنا أقيمة فى ثلاث أيام ولذلك جمع متى وقال ما قيل بالأنبياء أنه سيدعى ناصريا ,ونفس الكلمة بتطلق علينا ,وأحنا أسمنا نصارى التى هى من ناصرى ,ونفس الكلمة المسيح قالها لنا فى يوحنا 15: 1- 5 1 «أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ.2كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لاَ يَأْتِي بِثَمَرٍ يَنْزِعُهُ، وَكُلُّ مَا يَأْتِي بِثَمَرٍ يُنَقِّيهِ لِيَأْتِيَ بِثَمَرٍ أَكْثَرَ.3أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكَلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ. 4اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ، كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ.5أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هَذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ، لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئاً. يعنى كل نضر فيا ولذلك كل واحد فينا أخذ لقب الغصن = نضر= ناصرى ,كل غصن فيا لا يأتى بثمر يقطعه وكل ما يأتى بثمر ينقيه لكى يأتى بثمر أكثر ,ولذلك أحنا أخذنا نفس اللقب ,وكانت النبوات كلها بتشير إلى الغصن وكما رأينا القديس متى بيركز على أن يطابق نبوات العهد القديم بكل اللى تم فى شخص المسيح وقد فهمنا لماذا كان لازم ييجى إلى مصر ومش علشان يعلمنا الهروب من الشر ولكن لكى يكون آخذا صورة عبد ,وقد مر بكل الظروف اللى أنا مريت بيها ولذلك يستطيع أن يكون مدبر يرعانى مش من قصره العاجى ولا من مكتبه العالى ولكن بواسطة مشاركته ليا (فى كل ضيقهم تضايق الرب ,تألم مجربا يقدر أن يعين المجربين),وبعدين معلمنا لوقا بيذكر لينا سنوات صبا المسيح. نمو المسيح الصبى: 40وَكَانَ الصَّبِيُّ يَنْمُو وَيَتَقَوَّى بِالرُّوحِ، مُمْتَلِئاً حِكْمَةً، وَكَانَتْ نِعْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ.وكلمة ينمو طيب هو ربنا بيزيد ؟طبعا لأ فكلمة ينمو من جهة الطبيعة الأنسانية يعنى كان بينمو فى الجسد نمو طبيعى لأنه صار بشرا طبيعيا ,وكلمة فى الحكمة يقصد بيها الجانب النفسى ,يعنى المسيح نما نمو طبيعى زى أنسان بينمو قامة وعقلا ,ولكن الطبيعة الإلهية غير قابلة للزيادة أو النقصان لأنها كاملة بأستمرار ,وبعدين كلمة وكانت نعمة الله عليه ,فبالأحساس أن هذا الصبى يختلف عن الباقى ,وفى بعض كتب الأبوكريفا وبعض الحاجات الدخيلة على المسيحية حاولت تعطى صورة لطفولة المسيح بأنها طفولة أعجازية ,يعنى مثلا تكلم وهو فى المهد ودى مش عندنا لأن المسيح الكتاب المقدس بيقول كان نموه نمو طبيعى ولم يتكلم وهو بيبى صغير ,أو يعنى أنه كان ليه سيطرة على الأطفال اللى حواليه فى القرية الحقيقة لأ وستجدون قصص كثيرة دخيلة على المسيحية ولكن السيد المسيح كان نموه نمو طبيعى وهذا يعطينا أكبر دليل على أن الكتاب المقدس لم يحرف لأنه لو كتاب مكتوب ومحرف كانت دخلت كل هذه القصص الدخيلة لأنه كان لازم يظهر عظمة الشخص اللى بيتكلم عنه بشوية خيالات وبشوية أساطير بيضعها حواليه زى بعض الديانات الأخرى, والمسيح كان كل يوم بينمو فيه بيظهر ويثبت للبشر أنه مكرس ومخصص لله وكما تعرضنا مسبقا أن المسيح لم يدفع الخمسة شواقل أو فضة الكفارة أو الفداء اللى كان مفروض أنه يقدم للهيكل وكما نعرف أن المسيح لم يعيش فى الهيكل ولكن كان أبواه يذهبان كل سنة إلى أورشليم فى عيد الفصح ,وهذا موضوع آخر سنتطرق له فى تأملات أخرى ,المهم أننا نرى أن المسيح كان ينمو ويتقوى بإعتبار ناسوته كغيره من مولودى النساء وإزداد فى الحكمة كأنسان وكانت نعمة الله عليه يعنى سر الله به ,ووكما فى أشعياء 53: 2 2نَبَتَ قُدَّامَهُ كَفَرْخٍ وَكَعِرْقٍ مِنْ أَرْضٍ يَابِسَةٍ لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فَنَنْظُرَ إِلَيْهِ وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيهِ.فقد كان الرب يسوع إنسانا حقيقيا مر بكل مراحل النمو الأنسانى وأختبر كل شىء وجرب فى كل شىءمثلنا ما عدا الخطية ,كما قلت ممتلئا حكمة ,فلا يوجد أروع من أن نرى طفلا ينمو وهو ممتلىء حكمة وكان يتقدم فى الحكمة والقامة وهذا هو الكمال فالأبن الأزلى يقول بروح النبوة فى أمثال 8: 12 12«أَنَا الْحِكْمَةُ أَسْكُنُ الذَّكَاءَ وَأَجِدُ مَعْرِفَةَ التَّدَابِيرِ.,هذا هو السر سر التجسد ونجدنا نقول كما فى تيموثاوس الأولى 3: 16 16وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، تَبَرَّرَ فِي الرُّوحِ، تَرَاءَى لِمَلاَئِكَةٍ، كُرِزَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، أُومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، رُفِعَ فِي الْمَجْدِ ,السر الذى يسمو فوق مستوى تفكيرنا. وألى هنا أنتهت التأملات والقراءات فى الميلاد العجيب ولكن كلمة ربنا دائما متجددة ودائما حلوة لأن المسيح كما تصفه عروس النشيد فى نشيد الأنشاد 5: 16 16حَلْقُهُ حَلاَوَةٌ وَكُلُّهُ مُشْتَهَيَاتٌ. هَذَا حَبِيبِي وَهَذَا خَلِيلِي يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ. والى اللقاء مع قراءات وتأملات جديدة راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين. |
|