|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل أنت تمجد المسيح ؟ إن ما خشي منه أعداء المسيح، صار اليوم حقيقة، يذهب وراءها العالم أجمع. فأكثر من نصف البشر يحملون اسم المسيح. وهذا الإسم المبارك، هو أكثر الأسماء في كل لغات العالم. بيد أن المسيح، ليس هو الحاكم في الأمم المتحدة بنيويورك، بل هو ملك، جالس على عرش قلوب الذين يحبونه، الذين تجاوبوا مع محبته، فغفروا لأعدائهم، كما غفر هو. لأن ملكوته لم يؤسس بواسطة قوة بشرية وليس هو قائم على حكمة دنيوية، أو مخطط اقتصادي، بل على المصالحة والغفران. فيما كان الأعداء يضيقون الحبل حول عنقه، انفتح أمام يسوع باب للهرب من مضايقيه. لأن قوماً من اليونانيين، جاءوا للاتصال به. ولعلهم جاءوا يدعونه للذهاب اليهم. لم يكن هيناً على مواطن يهودي أن يختلط بالأمم، ولكن محبة المسيح لا تقف في وجهها لا عنصرية ولا جنسية. إن مجيئهم إلى أورشليم للسجود في العيد، مما يدل على تقواهم. والأكثر من ذلك هو رغبتهم في أن يتقابلوا مع يسوع، وكان في التجائهم إلى أحد التلاميذ لتدبير هذا اللقاء دليل على احترامهم للسيد، وعلامة على أنهم رأوا فيه شخصية كبيرة، رغم منظره المتواضع؟ تدل القرائن على أن يسوع قبل أولئك الغرباء، واتخذ مجيء أولئك الناس الأمميين إليه إمارة على قرب موته، الذي عليه يتوقف خلاص الأمم، بدليل قوله: قد أتت الساعة ليتمجد ابن الانسان، يتمجد برجوعه إلى مجده في السماء ثم بامتداد ملكوته بين جميع قبائل الأرض. أما الوسيلة إلى ذلك فهو وضع نفسه بالموت على الصليب، لا بجلوسه على كرسي داود الأرضي كما ظن اليهود. ماذا تعمل أنت لتمجيد يسوع؟ هل تعيش كما عاش هو؟ ماذا يرى الناس فيك؟ هل تجسدت محبة المسيح وحقه وعفته فيك؟ هل تغفر لأعدائك زلاتهم كما غفر لك هو؟ إن تجديد العالم صار ممكناً بموت المسيح على الصليب، أنه لم يهرب من الصليب. بل بشّر العالم به. بمعنى أنه لم يشأ أن يحررنا سطحياً من المرض والموت، بل قصد أن يستأصل منا الميل إلى الشر، ويسكب فينا من روحه لكي نثبت ضد تجارب الشيطان. كان يجب أن يموت لكي نحيا نحن. ولهذا شبه نفسه بحبة الحنطة حين تسقط في الأرض، ولا تلبث أن تموت لتأتي بثمار كثيرة، أي أن موت المسيح صار علة لتمجيده بخلاص شعبه. احفظ: "هوذا العالم قد ذهب وراءه" (يوحنا ١٢ : ١٩). لنشكر المسيح لأجل موته. ولنطلب حياته فينا. |
|