|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
" هوذا ملكك يأتي جالساً على جحش أثان" (يوحنا ١٢ : ١٥). ارتعبت الجماهير من أعمال القدرة التي أجراها يسوع. ورأوا عون الله مقبلاً عليهم، في شخصه المبارك كمسيح الله المنتظر. والكل توقعوا منه حرية وحقاً ونظاماً، غير عالمين أن هذا يتطلب أولاً توبة وتقديساً لشفاء قلوبهم المريضة. انتشر خبر إقامة لعازر بسرعة، فتراكض الناس من كل حدب وصوب. جاءوا لينظروا لعازر والمسيح معاً. وكان المنظر مشوقاً جداً : فمن آت ليثبت إيمانه بالمسيح، بسماع الرواية من فم لعازر. ومن آت لإشباع حب الاستطلاع، وليقولوا أنهم رأوا شخصاً، مات ودفن وقام ثانية. ولعل البعض شاءوا أن يسألوه عن شعوره بعد الموت، ولكن لعازر لزم الصمت. لكن ربنا يسوع هو كان حاضراً، وهو أليق من لعازر لتعليم الناس عن الموت وبعد الموت. أما رؤساء الكهنة ففكروا في أن يتخلصوا من شهادة لعازر لصحة دعوى يسوع وذلك بالقضاء عليه. وكانت هذه علامة، على أنهم لا يخافون الله. وفي الغد حين دخل يسوع أورشليم، خرج جمهور كبير للترحيب به، لأنهم كانوا قد آمنوا به. ولكن للأسف كان إيمانهم نوعاً من الإقتناع العقلي بأنه المسيح، أو ما نعبر عنه بالإيمان السطحي. هؤلاء استقبلوه بترانيم المجد والهتافات المعينة للشخص الممسوح من الله ملكاً. والمسيح لم يرفض هذا الترحيب الحار، لأنه بالحقيقة ملك الله الظافر على قوات الشر، والمستحق التمجيد، لأنه مجد أباه في كل حين. ماذا تعمل أنت؟ هل تكرم المسيح، بالسجود لله بالروح والحق؟ هل أنت من أعدائه، أم من أحبائه؟ في دخوله إلى العاصمة، لم يمتط يسوع فرساً جباراً أشهب، ولا جملاً كبيراً، بل اختار جحشاً حقيراً، متمماً ما تنبأ به زكريا النبي عن الآتي باسم الرب، أنه يأتي وديعاً متواضعاً، بلا مال ولا سلطة عالمية. ولكن ممتلئاً بالروح القدس وقوة الله، فأراد المسيح أن يرشد المتحمسين إلى حقيقة ملكوته، عالماً أنهم اليوم يطلقون هتاف المجد أوصنا وغداً هتاف الموت أصلبه. كان حكم الموت قد صدر عليه، ومسلمه الخائن يشترك مع الجماهير في بهجتها وهتافها. ونتعلم من المناسبة، أن روح هذا العالم يبغض روح المسيح، ولو أنه تحمس له في البداية. وأن المسيح لا يريد أتباعاً متحمسين، بل خداماً أمناء، لا يطلبون معيشة متعظمة، بل ملكوته في محبة وتواضع. لنستقبل ملك المجد بالهتاف، ونطلب دخوله إلى قلوبنا. |
|