|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
" أنا هو القيامة والحياة من آمن بي ولو مات فسيحيا وكل من كان حياً وآمن بي فلن يموت إلى الأبد." حين ترك يسوع تلاميذه في المرة الأخيرة، كانوا جميعاً في صحة وسرور وهناء. أما اليوم، فكان البيت العزيز مملوءاً بالبكاء والنحيب. ويخبرنا الإنجيل أن مرثا حين علمت بقدوم يسوع، أسرعت إلى لقائه بعتاب لطيف، لأنه أبطأ في حضوره. ويفهم من كلامها، أنها كانت تعتقد أن المسيح لو كان حاضراً، قبل موت لعازر لشفاه، لعلمها أن رئيس الحياة لا يسمح أن يفترس أحد أحبائه أمام عينيه. ويفيد كلامها الظن بأن الفرصة النافعة للعازر قد مضت. إلا أنها صححت الخطأ، وعزّت نفسها بقدر المسيح بما له من صلة قوية بأبيه السماوي، الذي يعطيه كل ما يسأل. أكرم يسوع إيمان مرتا، فحدثها عن القيامة بصفة عامة، دون أن يذكر لها أن أخاها سيقوم في الحال. وذلك لكي يختبر إيمانها ويشدده. فقد كانت كغيرها من أبناء شعبها تعتقد بقيامة الصالحين في يوم الدين، وذلك بناءً على تعليم العهد القديم. ولكن المسيح لم يتركها طويلاً في ظل العهد القديم، بل سرعان ما أعلن لها ما لم تعلمه من أمر عظمته وقوته. أنه غير محتاج أن يصلي لينال قوة: أنا هو علة القيامة، أنا هو مصدر الحياة. وإنها لتعزية كبرى لكل مؤمن، بأن يسوع هو القيامة والحياة. فالمسيح بموته النيابي عن البشر، أمات الموت. لأن كل من آمن به، ولو مات فسيحيا. إن في قول المسيح هذا بيان، أنه مبدع الحياة. وأن كل من نال الحياة الروحية من البشر، إنما نالها منه، وهو يحفظها دائماً. وأن كل الذين يقومون من الموت، إنما يقومون به. وأنه، لا حياة للناس بدونه. أتؤمن بهذا؟ هل انتشلك المسيح من موت الخطية، وأقامك معه لتسلك في جدة الحياة؟ صرّح المسيح بأنه القيامة والحياة، وأثبت ذلك بإقامة لعازر. وفتح لنا بموته وقيامته وحياته، عربون قيامتنا وحياتنا. وهو يجري ذلك بقوته. مرتا آمنت بالمسيح وأعلنت إيمانها بسلطانه على الموت فانجذبت إلى حياة الله، بفعل إيمانها. لنعظم رب القيامة والحياة، شاكرين لأجل قيامتنا، وسائلين قيامة كل المؤمنين. |
|