|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لأجلكَ نُحبُّ البشر
أنام مُطمئنًا ، فما أن يداعب الكرى أجفاني حتى أطيعه ، وأبحر في رحلة هادئة ، هائمة ، هامسة . أنام والتّرنيم يُكحِّل شفتيّ ، والتّسبيح يملأ كياني ......ورغم كلّ هذا فأنا مُقصِّرٌ ألف مرّة تجاه من غمرني بحنانه وخيراته ومحبته ، فاعتقني من عبودية عدو الخير ، وشدّني بخيوط فدائه إلى العلياء ، إلى فوق ، إلى البنوّة . أنام ولا أخشى شيئًا ؛ حتى الموت الذي كنتُ أموت منه خوفًا ، وترتعد فرائصي عند ذكره ، أضحى لا يُخيفني ولا يقضَّ مضجعي . أنام مُطمئنًا ، أنا العصبيّ المِزاج ، الذي انفلتت أعصابي كثيرًا ، فصالت وجالت تسرُّعًا ، ولكنها اليوم بدأت تهدأ رويدًا رويداً ، وبدأت تستكين ، بعد أن هذّبها ابن الإنسان بروحه الأقدس ، بل بدأتْ تقنع وتكتفي وتشبع ، بعد أن كانت توّاقة إلى رفع الرّصيد ، وكانت قلقةً كلّما هبّت ريح المصروفات ، وعصفت زوابع الحياة . قرأت قصّة سيّدة أمريكيّة مؤمنة ، سافرت في إحدى الطائرات من ولاية إلى اخرى ، وذلك لزيارة ابنتها المتزوجة هناك ، وأثناء الطيران حدث خللٌ في أحد محركات الطائرة ، فأصاب الخوف والذُّعر كلّ من كان على متنها من القبطان وحتى أصغر المسافرين، وبدا الخوف في العيون دموعًا تسيل وتنهمر ، وصراخًا يملأ فضاء الفضاء ....الكلّ يبكي ويصرخ ، إلا تلك السيّدة المؤمنة ، فقد أخذت تُصلّي بهدوء ورصانة وبدون خوف. وشاءت النعمة والإرادة الإلهية أن تُنقذ الطائرة ، فحطّت بسلام على ارض المطار ، فانفجرت المآقي الباكية بالبسمات ، وافترّت الأفمام العابسة بالضّحكات ، وأخذ الكلّ يعانق الكلّ ، حتى الطاقم القيادي رقص فرحًا بالنجاة.. وظلّت السيدة تُصلّي وتشكر ، والطمأنينة تستحوذ عليها ، فالتفت إليها أحد الرُّكاب قائلا : هل لي أن أعرف يا سيدتي سبب الرّجاء الذي فيكِ وسبب الطُمأنينة ، فحين كُنّا نصرخ ونبكي كُنتِ أنت هادئة مُطمئنة . فأجابت والبسمة تعلو وجهها : كلُّ ما في الأمر يا سيدي أنّني كنت أصلّي للربّ ، ثُمّ إنني ذاهبة لزيارة ابنتي المتزوجة في هذه الولاية، وكنت أقول في نفسي إذا لم تشأ الإرادة الإلهية أن ازور ابنتي هذه ، فسأقوم بزيارة ابنتي الأخرى المؤمنة ، التي انتقلت إلى يسوع قبل سنتين!! جميلٌ أن نركن إلى القويّ الأمين ، الذي يعِدُ ويفي ، والأهمّ الذي انتصر على الموت وعلى سلطانه ، وأعطانا هذا النصر هبةً مجّانيّة . ذوقوه ولن تندموا....... ذوقوا الربَ ، هذا الإله الرّائع الذي جعل الله العظيم والمخوف عند الكثيرين ، جعله لنا أبًا ، حانيًا ، شفوقًا ، عطوفًا ، يمنحنا العطايا بلا حساب وبلا مِنّة . ألمْ يُعطنا ابنه؟! ألمْ يجُد علينا بقُرّة عينه ؟! بلى وهبنا يسوع ، ووهبنا معه كلَّ شيء ، وهبنا الأمل والرّجاء ، والتزكيّة ، والمحبّة وهدأة البال والنصرة .......والملكوت . يسوع الأحلى والأجمل بكَ ومعكَ نتحدّى الدُّنيا والموت وسلطان الهواء. يسوع بك ومعك نُحبُّ الإنسان ، كلّ إنسان ، حتى ذاك الذي يعبد الحجر ، وأرفع صلاتي لكي ترحمه وتدخل إلى قلبه ، وتُنير ظلمات نفسه . يسوع ، بكَ ومعكَ تحلو الحياة ، وما بعد الحياة. |
|