|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هنا و هناك
هنا...في الناصرة ، سبّحت العذراء النقيّة ترنيمة الأجيال : " تُعظِّم نفسي الربّ وتبتهج روحي بالله مُخلّصي " هنا...في الناصرة حظيَ المِنشار بيد صانع الدُّنيا يداعب الأخشاب . هنا...في الناصرة يا سيّدي ، مشت البراءة ، وغنّت الطفولة ، وصدحت السّماء بأغنية الخلاص. هنا...في الجليل ، تحت أقدامك يا يسوع نبتت الزّنابق ، وتفتّح البنفسج ، واشرأبّ الورد الجوريّ . هنا...على جبل التجلّي يا سيّدي ، تجلّت القداسة ، ورفعت المحبّة رأسها شَمَمًا ، وتكلمت السّحابة ! وهناك....... هناك...عند أقدام الجُلجثة يا سيدي طهّرتني . هناك...عند المُنحنى ، في درب الآلام يا سيّدي حملت صليبكَ \ صليبي وعطّرتني بأريج تضحيتكَ . هناك...في أريحا يا سيدي وبعد أن رميتُ عنّي رداء الماضي ، فتّحتَ عينيّ . هنا وهناك وهنالك وفي كلّ مكان ، تفوح رائحة الحياة والمحبّة من ربّ الحياة ، من ذاك الذي هدّأ العاصفة ، وأخرس الموج ، وقهر الموت والبَرَص ، وأفحم الفرّيسيين والكتبة . هنا وهناك ما زال ربّ الحياة يدخل والأبواب مُغلّقة ويُطمئِن : لا تخافوا ..ثقوا أنا قد غلبت العالم ...سلامي لكم ، ليس كما يعطيكم العالم . هنا وهناك ستسقط القشور من العيون ، وستسمع كلّ أذن بالخلاص المجّانيّ وتُقرّر : هل تتبع الحياة ، أم الموت ؟ هل تتمتع بما أعده الله لخائفيه من أمور يعجز تفكيرنا عن وصفها وشرحها وتصوّرها ، أم " نتمتع " سابحين في بحيرة النار مع الكذّاب وأعوانه ؟! وأخيرًا ... هنا إثمٌ يركض ، وطمع يُهرول ُ ، وشهوةٌ تقفزُ ، وأنانيّة تُطلّ من كلّ نافذةٍ ، وظلمٌ يُعربد ، وزنىً يُقهقه ، وحقد يملأ الصّدور ، وأنبياء كَذَبة في سربالٍ من نور !!! وهناك..... حَمَلٌ يُضيء مع أبيه الأكوان والسموات ، وملكوت يقطر قداسةً وطمأنينة ، وأورشليم الجديدة المُسربلة بالياقوت والزبَرجد ، ومحبة تفوق العقول تنتشر وتنتشر وتطغى ، وحياة لا تعرف الانطواء ، وأبدان سمائية لا تعرف المرض ولا الأنين ولا الأوجاع. هنا الدّنيا.......وهناك السَّماء ، وشتّانَ بين الاثنتين !!! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
نحميا 13: 6 و في كل هذا لم اكن في اورشليم لاني في السنة الاثنتين |
وعندما نحاول أن نمشي يمد لنا يديه الاثنتين |
من ساد بتقواه فاز في الدّنيا والاّخرة |
إذا خسرت الدّنيا كلّها |
خُذ من الدّنيا قوتاً |