|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإفخارستيا ذبيحة غير دموية إن الإفخارستيا التى سلمها المسيح لتلاميذه هى امتداد الصليب، ولكنها ليست تكرار للصليب لأن السيد المسيح قد صلب مرة واحدة لأجلنا "نحن مقدسون بتقديم جسد يسوع لمسيح مرة واحدة" (عب 10:10)، وصليبه لم ينته بعد ولن ينتهى بل هو فعل أبدى - كما ذكرنا.. لذلك فالصليب يحضر كل يوم على المذبح فى سر الخبز والخمر اللذين أخذا قوتهما من قول السيد المسيح: "هذا هو جسدى، هذا هو دمى". وهنا تكون طبيعة الخبز والخمر صارت بالتقديس والإيمان هى ذات المسيح المذبوح لله دون إقحام الحواس. ودون تغيير فى المادة وشكلها وطعمها فنحن نتناول جسد الرب ودمه بالحق تحت أعراض الخبز والخمر "أظهر وجهك مع هذا الخبز" (صلاة التحول). وهذا مما يجعل الليتورجيا تلح وتؤكد على أن هذه الذبيحة ليست دموية (كالعهد القديم) ولكنها ذبيحة روحية نطقية عقلية حقيقية "هذه التى ليس دم الناموس حولها ولا بر الجسد لكن الخروف روحى، والسكين نطقية وغير جسمية" (صلاة الصلح باسيلى)، "الذبيحة الناطقة غير الدموية" (صلاة الحجاب)، "هذه الصغيرة المقدسة الناطقة الروحانية غير الدموية" (صلاة صلح كيرلس)، "هذه الذبيحة الناطقة وهذه الخدمة غير الدموية" (القداس الكيرلسى)، "ذبيحة ناطقة سمائية التى هى الجسد الإلهى والدم الكريم اللذان لمسيحك" (القسمة الوجيزة)، "الذى قبل من أيدينا نحن الضعفاء هذه الذبيحة العقلية والحقيقية وغير الدموية". والسيد المسيح أمرنا أن "اصنعوا هذا لذكرى" (لو 19:22)، وقوله: "اصنعوا" هنا يعنى "فعلاً" وليس "فكراً" للذكرى، والمعنى أن نصنع ونفعل ما عمله المسيح فى الإفخارستيا على رسم الصليب وما تم فيه، فهنا الإفخارستيا تعنى استحضار فعل الذبح وسفك الدم ليس لمجرد الذكر أو الذكرى بل الاستحضار الفعلى للاشتراك فى ذات السر، فكلما أكلنا الإفخارستيا وشربنا الكأس المقدسة فنحن نمارس الكسر الحقيقى للجسد والسفك الحقيقى للدم أى الصليب بكل أسراره الإلهية دون أن نسفك دماً جديداً ودون أن نذبح فصحاً آخر... هذا ما تعنيه الليتورجى بأن الذبيحة ليست دموية.. فخبز الإفخارستيا فعل وليس فكراً: أكل جسد ممزق مع أنه كان فى يده خبزاً، وشرب دم مسفوك مع انه خمر فى الكأس، فهو إعلان وأستعلان لسر موت الرب الدائم بالإيمان دون الاعتماد على الحواس بالتمزيق والسفك ومستمراً بطول الزمان إلى المنتهى. |
|