"ليكن لكم إيمان بالله"
(مر 11: 22 )
هل عندنا إيمان؟ نقول إننا نحتاج إلى درجة أقوى من الإيمان، ومع ذلك فإن الرب يسوع يقول للتلاميذ عندما طلبوا إليه أن يزيد إيمانهم "لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم تقولون لهذه الجميزة انقلعي وانغرسي في البحر فتطيعكم" (لو 17: 6 ) . نقول إن إيماننا ضعيف لأننا لازلنا أطفالاً في المعرفة ولم نكتشف بعد إلا القليل من ذخائر الإعلان الإلهي. ولكن الرب يسوع يقول "ليكن لكم إيمان بالله". والحق في أبسط عناصره يكفى لهذا، فما عليك إلا أن تتحقق من قوة الله ومحبته. إن حاجتنا في الواقع ليست إلى معرفة أعمق، بل إلى إيمان بأبسط الحقائق. نقول إن ليس لنا إيمان رجال الله البارزين ومع ذلك فالرب يسوع يقول "إن مَنْ (لو 17: 6 ) .
ولكن لنتذكر لتعزيتنا وتشجيعنا، الفرق الهائل بين إيمان ميت أو باطل وإيمان ضعيف أو قليل. إن الرب يوبخ خوف أو شك التلاميذ المخلصين، ولكنه أيضاً يوبخ العاصفة ويخلـّص شعبه من كل مخاوفهم (مت 8: 24 ، 14: 31). فالإيمان الصحيح يتمسك بالكلمة الإلهية، فإبراهيم لم يتطرق إليه الشك ولا بعدم إيمان ارتاب في كلمة الوعد مع أنها كانت كلمة صعبة إلى أقصى حد بل ومستحيلة في نظر العقل، وهكذا تقوّى إبراهيم بالإيمان.
إن ضعف الإيمان مصدره جهل وبُطء القلب، بينما قوة الإيمان هي اتضاع القلب المسكين المنكسر المتمسك بالوعد.
فيعقوب يصبح إسرائيل. وامرأة صرفة المسكينة تنتقل من أبعد ركن في الأرض إلى أبرز مكان بكلمة السيد "يا امرأة عظيم هو إيمانك".
وهناك رجل من أعظم مَنْ أعطاهم الله للكنيسة بعد الرسل، وكلنا نعجب به من أجل إيمانه وهو مارتن لوثر. ومع ذلك فكثيراً ما كان يعبر عن حاجته الشديدة للإيمان، وكثيراً ما كان يعترف أنه إن لم يقرأ الكتاب المقدس كل يوم ويتأمل في المسيح ويصلى باستمرار، فإن قلبه يصبح فاتراً وجافاً وعُرضة لأن تهاجمه الأفكار الردية الشريرة وتنتابه الشكوك والمخاوف التي تعذب حياته.
إذاً ليكن لك إيمان بالله.