"ولأجلهم أقدس أنا ذاتي ليكونوا .. مقدسين في الحق"
(يو 17: 19 )
إن كل التحريضات في كلمة الله تنشغل بهذا الأمر، وهو الهدف من كل خدمة: إننا يجب أن نتحقق عملياً الآن ما سنكون عليه مستقبلاً (أف 4: 11 -16، كو1: 28)، وماذا سنكون؟ سنكون مثله، مثل الرب يسوع الإنسان الممجد في السماء!!
وهكذا، فهو - تبارك اسمه - النموذج لسلوكنا العملي أيضاً "وكل من عنده هذا الرجاء، به يطهر نفسه كما هو طاهر" (1يو 3: 3 ) انظر أيضاً (1يو 3: 3 ، 13).
وكيف يمكن أن نصير عملياً أكثر تشبهاً به؟ هل بالجهاد العملي لأجل هذا؟ أو بأن نشغل أنفسنا ببذل مجهودات لتغيير حياتنا ولكي نعيش حياة أكثر قداسة؟
في رومية 7 نجد شخصاً يفعل ذلك. أما النتيجة النهائية لمحاولات هذا الشخص، فهي أنه يصرخ قائلاً "ويحي أنا الإنسان الشقي! مَنْ ينقذني من جسد هذا الموت (أو من جسد الموت هذا)؟".
إن كلمة الله تُرينا طريقاً أفضل. "ونحن جميعاً ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف (أي بدون برقع على وجوهنا) نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح" (2كو 3: 18 ) . إنه بالنظر إلى الرب يسوع كما هو الآن، مُمجداً في السماء، وبقراءة ما كُتب عنه في كلمة الله، والتأمل فيه، تتغير حياتنا، وحينئذ نصير متغيرين أدبياً إلى شبهه. إن ذلك الغرض إذا انشغلت به قلوبنا، سيترك أثره الظاهر في حياتنا.
هكذا الأمر مع التقديس أيضاً. إن ما سنكون عليه في يوم ما - مُشابهين لربنا يسوع الممجد. هو المقياس، إن القداسة في طبيعتها وصفتها الآن هي ما يظهر فينا عندما يُعلن المسيح فينا.
هذا هو السبب في أن الرب يسوع يقول "ولأجلهم أقدس أنا ذاتي ليكونوا هم أيضاً مقدسين في الحق" (يو 7: 17 -19) . إنه جالس الآن على عرش الله كالإنسان الممجد "قدوس، بلا شر، ولا دنس، قد انفصل عن الخطاة، وصار أعلى من السموات" (يو 7: 17 ) وذلك لكي يمكننا أن نتقدس بالنظر إليه.
وفى هذا السبيل نستطيع أن نعتمد على أمانة الله "القادر أن يحفظكم غير عاثرين، ويوقفكم أمام مجده بلا عيب في الابتهاج، الإله الحكيم الوحيد مخلصنا له المجد والعظمة والقدرة والسلطان الآن وإلى كل الدهور آمين" (يه24، 25 - انظر أيضاً مت19: 26).