أَلِيفَاز التيماني، صاحب أيوب
من الصور الإيضاحية في سفر أيوب - من رسم الفنان ويليام بليك - رؤيا أليفاز - سفر أيوب 4: 12-17
اسم عبري وربما كان معناه "الله ذهب نقي" وقد ورد اسم لشخصين وهما:
Eliphaz the Temanite أحد أصحاب أيوب الثلاثة، وكان من تيمان في أدوم وربما كان من نسل اليفاز المذكور سابقًا هنا في موقع الأنبا تكلا (ابن عيسو) (أيوب 2: 11) وكان اليفاز أول من تكلم بين أصحاب أيوب الثلاثة. وقد وردت أقواله في أيوب ص 3-8 و 15 و 22-14 وقد ذكر في هذه الأقوال أن كل ألم هو نتيجة الخطية، وأن خطايا أيوب لا بدّ وأن تكون جسيمة لأنه قاسى آلامًا مبرحة. ولكن في النهاية وبخ الله اليفاز ورفيقيه الآخرين لأنهم اتهموا أيوب بما لم يصدر عنه (أيوب 42: 7-9).
اليفاز التيماني اول أصحاب أيوب الثلاثة واشهرهم (اي 2: 11)، وقد جاءوا من بلاد بعيدة ليواسوا أيوب ويعزوه عندما سمعوا بما أصابه.
ويتضح من أقواله في الأصحاحات (4، 5، 15، 22) أنه كان مقدام الثلاثة، وذلك لعمق أقواله واصالتها، فلم تكن اقوال الآخرين سوى صدى وترديد لأفكاره، كما ان الرب خاطبه كممثل لجميع اصحابه (أي 42: 7) عندما تحدث اليهم من العاصفة، موضحا لهم خطأهم في الإساءة إلى أيوب والى الحق.
ويبدو اليفاز في صورة حكيم وقور من حكماء تيمان في ادوم (فتيمان مشهورة بأنها بلد الحكمة – ارميا 49: 7، مع كل بلاد ادوم، كانت هذه الحكمة وليدة أزمنة من الفكر والاختبار (أي 15: 17 – 19)، كما من الدراسة المتأنية الناضجة (أي 5 : 27)، وفي حديثة الأول يستخرج النتيجة من المقدمات في بلوى أيوب (أي 4: 7 – 11)، فهو يستند في مقدمته إلى فساد الطبيعة الأصلية (اي 4: 17 – 19)، ويبدي هدوءا جعل أيوب يغلي من الغيظ ( أي 5: 2 و3، انظر رد أيوب في 6: 2 و3، 30: 24)، ويعده برد سبيه عند التوبة التوبة والخضوع ( أي 5: 17 – 27).
وفي حديثه كان ثائرا بسبب كلام أيوب الذي يناقض التقوى (15: 4) ويعزو ذلك للإثم (5: 6) ويكرر الحديث عن فساد الإنسان (15: 14 – 16) ويصف المصير المروع للرجل الشرير وقد تبعه اصحابه في ذلك (15: 20 – 35).
وفي حديثه الثالث تحرك من منطلق نظريته، ليلتصق الخداع وارتكاب الجرائم بأيوب، ويعدد آثامه التي انغمس فيها، لأن الله أبعد من أن يرى (22: 5 – 15) ولكن الباب مازال مفتوحا أمامه للتوبة وهجران الإثم، واسترداد الصحة والثروة (22: 21 – 30).
تبدو أقواله حكيمة رصينة، ولكن أيوب رأى أنها نظريات جامدة باردة (16: 4 و5) مليئة بالإرشادات0 الدينية من وجهة تجريدية، وكان خطأ أصحاب أيوب، هو ظنهم الراسخ في شر أيوب، وتمسكهم بنظرياتهم في مواجهة الحقيقة، دون اعتبار لمشاعر الصداقة الإنسانية.