|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لمسات عن التربيه المسيحيه فى مرحلتى الطفوله والمراهقه من وجهة النظر النفسية يقول العلماء أن الأساس الذي يؤمن به الولد بالله هو نفس الأساس الذي يحب به الوالدان الله، وهو نفس الأساس الذي يجب أن يحب به الطفل والديه. فالطفل يؤمن بالصورة التي تحددها كلمات الأهل عن الله حرفياً. عندما يتحدث الوالدان إلى الطفل عن الله، يميلان إلى تأكيد الصفات والقدرات الإلهية التي يؤمنان بها ويحرصان على أن ينتقل هذا الإيمان بالمطلق إلى الأولاد. فالأب القاسي مثلاً يحكي عن إله قاس، والأب الرحيم والحنون يحكي عن إله رحيم وحنون... وهكذا ينتهي الطفل إلى أن يرسم في ذهنه صورة عن الله تشبه جلاله إلى حد ما. إن الطفل الذي يتربى وهو يعرف أن والديه غير صادقين في إيمانهم بالله، يكون من الصعب اجتذابه إلى القيم الدينية. أما الطفل الذي لا يسمع شيئاً عن الله خلال مراحل سنواته الأولى، فهو طبعاً لا يملك صورة عن الله ولا تتكون عنده أية مشاعر وأحاسيس عن الخالق العظيم. هذا ولا شك له تأثير في اختيار هذا الطفل لمعتقداته ومبادئه الدينية عندما يكبر. إذاً، تربية الإيمان في الصغر تتجلى في الكبر. ومن واجب الأهل أن يقدموا لابنهم منذ بداية مرحلة الطفولة صورة عن الله أو أن يساعدوه في تكوين صورة عن الله الخالق المبدع كما هم يعرفونها. مشكلة التربية الدينية تكون أخف وطأة عند الأسرة المتدينة أو المؤمنة. فالأسرة المؤمنة التي تعيش إيمانها باطمئنان وبكل أحاسيسها تستطيع أن تنقل للطفل الحقائق والممارسات الدينية التي تؤمن بها، وتستطيع أيضاً أن تنقل للأولاد صورة واضحة لا غموض فيها عن الخالق العظيم. ومن هنا نجد أن من واجب الوالدين أن يتحدثا للأولاد عن الله وكأنهما يتحدثان عن كائن بشري يشعران نحوه بالحب وبالإخلاص وبالولاء وبالانتماء. وطالما أن الأسرة تقدّس هذا الكائن العظيم فإن الأولاد بدورهم سيتعلمون ويتجهون إلى تقديسه وحبه. من المفيد جداً أن نؤكد للطفل في مرحلة العمر الثالثة وحتى الثامنة صفات "إيجابية" عن عظمة الخالق مثل الرحمة والحب والمغفرة والمسامحة. ومن المفيد أكثر ممارسة هذه الصفات بطريقة عملية في المعاملة اليومية وعدم إقحام الله في مسألة العقاب الوالدي على فعل ما للولد. (مثلاً: أن نعاقب الطفل على فعل ما بأن نقول له بأن ملاك الله سيأتي أثناء الليل ليعاقبك على فعلك). إننا بذلك نطبع في ذهن الطفل صورة قاتمة عن الله وملائكته بأنهم موجودون للعقاب والقصاص والأخذ بالثأر، ونـُقنع الطفل بأن ما أصابه من سوء مثلاً إنما هو عقاب من الله على مخالفته للأوامر الوالدية. وبالتالي تبتعد عن ذهن الطفل صورة الآب الحنون والرحيم. إن الأهل وبتصرفهم البسيط والساذج هذا إنما يستخدمون الله ***يلة قمع وإرهاب ذي قدرة خارقة مسخّرة لخدمة أغراض الأهل التربوية. كثير من الأهل يستخدمون الله ***يلة لقمع حيوية أولادهم وحاجتهم للاستقلال والتعبير عن ذواتهم واختبار قدراتهم الشخصية وكذلك عناصر الكون المحيطة بهم. يقول المربّي ***تي بندلي في هذا الصدد: "إن صورة الله قمعية على هذا النمط تعارض رغبة الولد العفوية في النمو وحاجته إلى تأكيد استقلاليته، لا بد وأن تثير عند الولد موقفاً مطبوعاً بالازدواجية يقترن فيه الخوف العبودي من تراجع انفعالي، بتمرد خفي كثيراً ما ينفجر عند حلول المراهقة، إذ أن المراهق، بدافع رغبته في التحرر من تبعيته الطفولية لوالديه، قد يتخذ الميدان الديني كمجال مفضل لصراعه من أجل التحرر من الوصاية". (الأسرة والطفل المسيحي في المجتمع المعاصر ـ ***تي بندلي). هذا ما ينقلنا إلى الحديث عن مرحلة المراهقة حيث قد يحدث فيها نوعان من ردود الفعل نحو الدين. الأولى هو أن بعض المراهقين تحدث لهم صدمة عنيفة نتيجة التغيرات الفيزيولوجية التي تطرأ على أجسامهم. وقد تسبب لهم الشعور بالخوف والرعب والنقص. وقد تؤدي ـ وهم يبحثون عن الطمأنينة والأمن ـ إلى نوع من الإلحاد أو الع** الإفراط الشديد في التديّن فيزداد معها ميل المراهق الزائد إلى العبادة والصلاة شعوراً منه بأن أي خطأ صغير يقترفه في حياته سوف ينال عليه العقاب من السماء. هذه حالة يجب معالجتها لا لأن المراهق يقوم بواجباته الدينية بل لشعوره بالخوف من العقاب. أما ردة الفعل الثانية فهي أن بعض المراهقين يستغلون الشعور الداخلي لديهم بالاستقلال الشخصي عن الأبوين ليهاجموا فيها الدين. ويعبّروا عن ذلك برفضهم الذهاب إلى الكنيسة للصلاة أو النشاط الكنسي. هذا بالنسبة للمراهقين تعبير عن الاستقلالية في الحياة وأن الاعتماد على الأبوين هو نوع من الطفولة ولـّى عهده. ويريد المراهق بهذا أن ينتقل بسرعة من مرحلة الطفولة إلى النضج. ولكن في نفس الوقت في أعماقه شك في قدرته على تحقيق أهدافه وذاته في الاستقلالية. التمرد هنا هو الصفة الغالبة على حياة المراهق وخاصة فيما يتعلق بحياة الأسرة وبسلطة الوالدين التي يعتبرها المراهق حالة رجعية لا تسمح له بشق طريق حياته بمفرده. ومن هنا أيضاً ينبع التمرد على الدين اعتقاداً من المراهق بأنه يستطيع أن يضع أسس دين جديد أكثر إقناعاً وعدالة وتحقيقاً لذاته من دين أبويه. ردة الفعل هذه رغم أنها مرحلة عابرة في حياة المراهقين إلا أنه يجب التعامل معها بلطف وتأن. في نهاية هذه الصورة العائلية عن تقديم الدين للطفل وما يترتب عليه من نتائج في المراهقة، نؤكد أن رسالة السيد المسيح تقول بأن السلطة الوالدية ليست غاية بحد ذاتها، إنما غايتها هي أن تؤمّن للطفل أفضل الشروط لنمو يسمح له في المستقبل بتحقيق ذاته، فينمو " في الحكمة والقامة". |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
دور الأسره فى التربيه المسيحيه |
إعطنا إيمان الطفوله |
ذكريات الطفوله |
التربيه الجنسيه المسيحيه للاطفال |
أرائهم فى الطفوله |