|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا يُبنى الأولاد بالمديح المتواصل لا يُبنى الأولاد بالمديح المتواصل. بل يُصبحون أنانيّين ومحبّين للمجد الباطل والفارغ. يرغبون أن يُمتَدحوا من الجميع باستمرار في حياتهم كلّها حتى ولو كان المديح كذباً. تعلّم الجميع القول مصحوباً بالأكاذيب وللأسف ويتقبّلها محبّو المجد الفارغ وهي غذاؤهم، »ويؤيّدون قولها ولو كانت كذبةً ولو كانت مذمّة«.لله لا يريد ذلك. الله يريد الحقيقة. لكن، هذا و للأسف لا يفهمه الجميع ويفعلون عكسه بالكلِّية. عندما تَمدح الأولاد بصورة متواصلة دون تمييز، ينزعجون ممّن يعاكسهم. تثيرهم سِهام الأنانيّة التي اعتادوها من الصِّغر من ضلال مديح الأهل والمعلّمين، ربّما يتقدّمون في الدروس، لكن ما الفائدة؟ في الحياة يخرجون أنانيّين وغير مسيحيّين. الأنانيّون لا يقدرون أبداً أن يكونوا مسيحييّن. يريد الأنانيّون باستمرار أن يمدحهم الجميع، أن يحبّهم الجميع، أن يقول عنهم الكلّ أقوالاً حسنة وهذا شيء لا يريده إلهنا، كنيستنا، ولا مسيحنا . لا تريد ديانتنا هذه الطريقة، هذه التنشئة. بل على العكس، تريدهم أن يتعلّموا من الصِّغر عن طريق الحقيقة . حقيقة المسيح تؤكِّد على أنّ، إذا امْتدحتَ إنساناً تجعله أنانيّاً. الأنانيّ هو المرتبك، الأنانيّ مُقادٌ من الشيطان ومن الروح الشرّير. وهكذا، يكون عمله الأوّل - وهو ينمو ضمن الأنانيّة - أن ينكر الله وأن يكون إنساناً أنانيّاً غير متآلف داخل المجتمع. يجب أن تقول الحقيقة، أن يتعلّمها الانسان. وإلاّ تدعمه في جَهْل علمه. عندما تقول الحقيقة لواحدٍ ما، يُرشَد هذا إلى مَوقعه، ينتبه، يسمع الآخرين ويضبَط نفسه، وهكذا، ستقول الحقيقة إلى الولد، تلومُه، لِيُدرك أنّ ما يقوم به غير صالحٍ. ماذا يقول سليمان الحكيم:» مَن لم يستعمِل عصاه يُبغِض إبنه والذي يحبّه يبتكر إلى تأديبه. ( (أمثال13 : 2). لكن، لا أن تضربه بالعصا . عندها نبتعد عن الحدود ويصير العكس. نقود الأولاد بالمديح منذ صِغرهم إلى الأنانيّة. والأنانيّ يمكنك أن تسخر منه، يكفي أن تقول له إنّه صالح، أن تنفخ أناه. فيجيبك: »آه، هذا الذي يمدحني هو إنسان صالح«. ليست هذه أشياءُ حقّة. لأنّ الانسان يكبر مع الأنانيّة، يبدأ الإرتباك في داخله، يعاني، ولا يعرف ماذا يفعل؟ الأنانيّة هي سبب عدم استقرار النّفس، حتى أطبّاء النّفس، إن فتّشوا عن عدم هذا الإستقرار، سيجدون أنّ الأنانيّ هو إنسان مريض. يجب أن لا نمدح أبداً الناس العائشين معنا وأن لا نلاطفهم، بل علينا أن نقودهم إلى التّواضع، وإلى محبّة الله. كما ولا نطلب نحن محبّة الآخرين بمدحنا لهم . لِنتعلّم أن نحبَّ، لا أن نطلب المحبّة من الآخر. لِنحبَّ الجميع ونقوم بقدر المستطاع بتضحياتٍ كبيرةٍ دون مقابل لكافة الإخوة في المسيح، دون أن ننتظر مدحاً ومحبّة منهم. وهؤلاء سيقدّمون لنا ما يقوله الله لهم. إن كانوا هم مسيحيّين، يعطون مجداً لله، لأنّنا وُجدنا معهم أو ساعدناهم أو قلنا لهم كلمةً جميلةً. وهكذا عليكم أن تقودوا أولاد المدرسة. هذه هي الحقيقة، وبغير ذلك لا يُصبحون متآلفين مع الآخرين. لا يعرفون ماذا يفعلون ولا أين يسيرون، وسبب ذلك هو نحن. لم نَقِدْهم إلى الحقيقة، إلى التّواضع، إلى محبّة الله. جعلناهم أنانيّين وها هي النّتيجة الآن! هناك أولاد يأتون من صِغرهم من أهل متواضعين، كلّموهم عن الله وعن التّواضع المقدَّس. هؤلاء الأولاد لا يأتون بمشاكل مع الناس العائشين معهم. لا يغضبون عندما تشير إلى غلطهم، بل يحاولون أن يصحّحوه، ويصلّون إلى الله أن يساعدهم كي لا يصبحوا أنانيّين. أنا، ماذا أقول لكم؟ عندما قد ذهبتُ إلى الجبل المقدَّس، زرتُ آباءً شيوخاً كثيريّ القداسـة. هؤلاء لم يقولوا لي أبداً كلمةBravo " " كانوا ينصحونني دائماً كيف أحبّ الله و كيف أكونُ متواضعاً. أن أسأل الله لكي يقوِّيني في نفسي و أن أحبَّه كثيراً. ولم أكن أعرف هذا ال »برافو» وما طلبته أبداً. على العكس، كنتُ أنزعج إذا لم يَلُمْني آبائي الشـيوخ. كنتُ أقول : »بالله، لم أجد آباءً شيوخاً صالحين!».كنتُ أريد أن يعذِّبوني، أن يلوموني، أن يتصرّفوا معي بقساوة. هذه الأمور التي أقولها لكم الآن، إن سمعها مسيحيٌّ،ماذا سيقول؟ سيفقد صوابه وسيرفضهم. ولكن، هذا هو الصحيح، الوضيع، النقيّ. لم يقلْ لي أهلي أبداً كلمة "Bravo " وما كنت أرغب بها ال "Bravo" لهذا، كلّ ما كنتُ أقوم به، كان دون مقابل. والآن عندما يمدحني الناس، أشعر بامتعاضٍ كبير. ماذا أقول لكم.....أنغلق في داخلي، عندما يقـول الآخرون لي" Bravo " لكن، لم تؤْذِني هذه الكلمة لأنّني تعلَّمت التّواضع. والآن، لماذا لا أُريد أن يمدحوني؟ لأنّني أعرف أنّ المديح يجعل الإنسان فارغاً ويطرد نعمة الله. ونعمة الله تأتي فقط بالتّواضع المقدَّس. الإنسان المتواضع هو الإنسان الكامل. أَليست هذه كلّها جميلةً؟ أَليست حقيقيّة؟…... إذا قلتَ كلّ هذا لأيّ إنسان، »يُجيب ماذا تقول يا صاحبي، إن لم تمدح الولد فليس بمقدوره أن يدرس، لن، ولن، ولن…..». نعم، يقع هذا، لأنّنا نحن هكذا ويكون الولد حصيلة عملنا. أي إنَّنا قد ابتعدنا عن الحقيقة. الأنانيّة أخرجت الإنسان من الفردَوس، هي شرٌّ عظيم. الناس الأوّلون، آدم وحوّاء، كانوا بسطاء ومتواضعين، لهذا، كانوا يعيشون في الفردَوس. لم يكن عندهم أنانيّة. كان عندهم، كما يُقال في اللغة اللاهوتيّة، الولادة الأصليّة –Archégono- عندما نقول الولادة الأصليّة -Archégono-، نقصد النِّعَم التي أعطاها الله في البدء، عندما كوَّن الإنسان. يعني الحياة، عدم الموت، الضّمير، الإكتفاء، المحبّة، التّواضع، إلخ..... بعدها، حقَّق الشيطان نجاحه بالمديح وضلّلهم. امتلأوا أنانيّة. لكنّ طبيعة الإنسان، كما جبلها الله في البدء هي طبيعة تواضع . في حين أنّ الأنانيّة شيء غير طبيعيّ،هي مرض، هي ضدّ الطبيعة . حسناً، عندما نخلق نحن عند الولد «الأنا الفائق» عن طريق المديح، ننفخ فيه الأنانيّة، ونؤذيه كثيراً، ونجعله أكثر مَيْلاً للأشياء الشيطانيّة. وهكذا مع تنميتنا له "الأنا الفائق"، نبعده عن كلّ قِيَم الحياة. ألا تعتقدون أنّ هذا هو سبب ضياع الأولاد وإثارة الناس؟ السَّبب هو الأنانيّة التي قد زرعها الأهل فيهم ونشأوا -هُمْ- (أي الأهل) عليها. الشيطان هو الأنانيّ وكوكب الصبح الأكبر، أي إنَّنا نعيش الشيطان في داخلنا، لا التّواضع. التّواضع هو من الله، هو شيء ضروريّ لنفس الإنسان، كما وإنّه شيء عضوي. وعندما ينقص التّواضع يكون كما لو نقص القلب من الجسد. القلب يُعطي الحياة لبنية الإنسان والتّواضع يُعطي حياة للنَّفس. الإنسان بأنانيّته في النهاية، شريك مع الروح الشرّيرة، أي إنَّه ينمو مع روح الشرّ لا مع الصّالح. هذا ما استطاع الشيطان أن يفعله، حوَّل الأرض جحيماً، كي لا نستطيع أن نتفاهم فيما بيننا. ما الذي حلّ بنا ولا نفهمه؟ أَرأيتم كيف ضُلِلنا؟ حقّاً، أرضُنا وعصرُنا أضحيا مستشفى للأمراض النفسيّة! ولا نفهم سبب ذلك؟ الكلّ يتساءل:" ماذا حلّ بنا؟، أين نحن ذاهبون؟ لماذا شرد أولادنا في الطرقات؟ لماذا رحلوا من بيوتهم، لماذا تخلّوا عن الحياة، لماذا تركوا ثقـافتهم؟ لماذا، لماذا كلّ هذا؟...." استطاع الشيطان أن يُخفِيَ ذاته وأن يجعل الناس يستخدمون أسماءَ أخرى. يقول غالباً الأطبّاء ومحلِّلو النفس عندما يمرض الانسان: «آه! عندك عصبيّة!» أو ما يشابهها، «آه! عندك قلق!» وما إلى ذلك.لا يعترفون بأنّ الشيطان هو الذي يحرِّك ويثير الأنانيّة عند الإنسان. ولكن الشيطان موجود، هو الروح الشرّير. إن قلنا لا يوجد الشيطان، نكون كمن نرفض الإنجيل الذي يتكلّم عنه. هذا هو عدوّنا، محاربُنا في الحياة، معاكس المسيح، ويقال عنه ضدّ المسيح. أتى المسيح إلى الأرض، ليُحرِّرنا من الشيطان ويمنحنا الخلاص. النتيجة التى نستخلصها هي: علينا أن نعلّم الأولاد أن يعيشوا بتواضع وببساطة، و أن لا يطلبوا المديح وال Bravo ».» لِنعلِّمهم أنّ التّواضع موجود وهو صحّةُ الحياة. تفكير مجتمع اليوم يُسيء إلى الأولاد. له نفسيّةٌ أخرى، تربيةٌ أخرى، تتوجَّه إلى أولاد ملحدين. هذا التفكير يقود إلى الإستقلاليّة. النتائج ظاهرة عند الأولاد وعند الشـباب الذين يصــرخون اليوم ويقولون: «يجب أن تفهمونا!». يجب ألاّ نذهب إليهم، بل على العكس، سنصلّي من أجلهم، سوف نقول الحقّ، سنعيشه، سنعظه، لكن لا نتأقلم بروحهم. أن لا نفسد عظمةَ إيماننا. ليس من المعقول مساعدتهم في تبنّي تفكيرهم. يجب أن نكون ما نحن وأن نكرز بالحقيقة وبالنور. من الآباء الروحيّين يتعلَّم الأولاد. تعليم الآباء الروحيّين يُعلِّم أولادنا عن الاعتراف، عن الأهواء، عن الشّرور، كيف كان ينتصر القدّيسون على ذواتهم الشرّيرة. ونحن نضرع إلى الله لكي يسكن في داخلهم |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
داود والتسبيح المتواصل |
البابا تواضروس الثاني يرد على الهجوم المتواصل ضده |
لا شيء يصعب أمام الفكر المتواصل |
متلازمة النوم المتواصل |
عِش حياة الشكر المتواصل على كل شئ فى حياتك |