هل ولدت ثانيةً

[Magdy Monir]

هل ولدت ثانيةً















كان نيقوديموس فريسياً نقياً،

ملماً بأحكام الناموس، ومحافظاً عليها.

وقد اعتبره أبناء شعبه قدوة ومثالاً

مما خوله أن يتبوأ مركز الرئاسة،
وبالتالي انتخبوه عضواً في مجلس الأمة الأعلى.

هذا الإنسان الوجيه جاء ليلاً الى المسيح،
ليتحدث إليه في خلوة،
إذ أدرك أنه لا يكفيه أن يسمع عظاته العلنية،
وإنما يجب أن يتحدث إليه فماً لفم.
لأنه في الخلوة يكون الحديث أكثر حرية.
ولعله أراد التوسط بينه وبين رؤساء الشعب،

الذين أغضبتهم مواقف يسوع من سلطاتهم.
ومع أن معلم اسرائيل جاء متستراً بأهداب الظلام،

إلا أنه اعترف بالمسيح أنه جاء من الله معلماً.
بيد أن اعترافه بالمسيح لم يكن فيه ما يشعر بأنه أدركه في جوهره كأبن الله

أو في وظيفته كمسيح.
ولهذا قال له المسيح:


"إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله، "



وكأنه يقول له:


إن تقواك وشرفك وثقافتك ومعلوماتك، لا تفيد شيئاً.

مثلك ككل إنسان،

أعمى ميت في الخطايا فاسد وضال.
وما لم تولد الولادة الروحية من الله،

تبقى دنيوياً. وبالتالي لن تدخل ملكوت الله.

الواقع أن الإنسان الطبيعي
لا يقبل ما لروح الله لأن عنده جهالة ولا يقدر أن يعرفه.
إن حياة الله التي تظهر في المؤمن
ليست متآتية عن اجتهاد بشري،
لأنه كما في الولادة الطبيعية،

لا شأن للمولود في تكوين ذاته، هكذا في الولادة الروحية.
لأن الولادة الروحية تتحقق بالنعمة.
ولم يكن للمؤمن فيها أي فضل.
فقط يجب أن يقبل عطية الله ربنا يسوع المسيح.
كما هو مكتوب كل الذين قبلوه أعطاهم سلطاناً

أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه.
الولادة الثانية تحصل بالماء والروح.
والماء يرمز إلى تطهير القلب من الخطية بواسطة كلمة الله.

فقد جاء في الكلمة الرسولية:



مولودين ثانيةً لا من زرع يفنى،

بل مما لا يفنى بكلمة الله الحية الباقية الى الأبد

(١بطرس ٢٣:١).


وكلمة الروح هنا تعني الروح القدس.



فالروح المبارك هو منشئ الحياة الجديدة.

ولهذا عبر عن تجديد الروح القدس
(تيطس ٥:٣)


وفي تعبير آخر أن روح الله يخلق في الإنسان الذي أخلى نفسه،
حياة جديدة أبدية. وينقله إلى كنيسة الله التي يوجد فيها ملكوت الله.
وليكن معلوماً عند الجميع أن الولادة الروحية تتحقق أيضاً،
بالنعمة لملايين الناس في أيامنا.
فهل تحققت أيضاً لك؟

احفظ:

"الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من فوق
لا يقدر أن يرى ملكوت الله"
(يوحنا ١٣:٣).

موضوع الصلاة:


نشكر الرب لأجل الحياة الأبدية.

ونطلب تحقيقها فينا وفي كل الطالبين لها.

[Mary Naeem]

شكرا على المشاركة المثمرة
ربنا يفرح قلبك

[Magdy Monir]

شكراً أختى مارى على مرورك الجميل