|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خدمة الأباء الرسل عجيبة هي خدمة الآباء الرسل لأنهم استطاعوا أن ينشروا الإيمان بالسيد المسيح في كل العالم بالرغم من قلة عددهم وإنطبق عليهم قول المزمور "في كل الأرض خرج منطقهم وإلى أقصى المسكونة كلماتهم" (مز 4:19). والدارس لسفر أعمال الرسل يلاحظ أن الرب قال لهم "وتكونون لي شهوداً في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض (أع 8:1) ونجد أن سفر الأعمال بدأ بالحديث عن الخدمة في أورشليم (أع 4:1) ثم حدثنا عن الكرازة في اليهودية (أع 7:5) ثم انتشرت الكرازة في السامرة (أع 12:8) وإلى أقصى الأرض عندما سجل لنا سفر الأعمال رحلات القديس بولس الرسول التبشيرية (أع 28:13). ونجد أن سفر الأعمال يبدأ في أورشليم حيث كان الرسل مجتمعين وينتهي في روما وكانت وقتئذ عاصمة العالم كله حيث كانت الإمبراطورية الرومانية تسيطر على كل المسكونة. ونعرف من رسالة فيلبي 22:4 أن الإيمان بالسيد المسيح وصل ليس فقط إلى روما بل إلى بيت قيصر الإمبراطور الروماني. سجل لنا سفر الأعمال تحول ثلاثة أشخاص إلى الإيمان بالسيد المسيح وهم الخصي الحبشي (أع 8) وبولس الرسول (أع 9) وكرنيليوس (أع 10). والمعروف أن الخصي الحبشي هم من نسل حام أبو كوش الذي ذهب إلى بلاد الحبشة وبولس الرسول هو من نسل سام جد إسرائيل (يعقوب) وكرنيليوس هو من نسل يافث الذي ذهب إلى بلاد أوربا. ومن المعلوم أيضاً أن كل قبائل الأرض تفرعت من أولاد نوح الثلاثة (سام وحام ويافث) وها نحن نرى أو الإيمان بالسيد المسيح وصل إلى كل قبائل الأرض إذ آمن به نسل حام ( الخصي الحبشي) ونسل سام (بولس الرسول) ونسل يافث (كرنيليوس) وتحقق وعد الله لإبراهيم إبي الآباء "ويتبارك في نسلك (أي السيد المسيح) جميع أمم الأرض" (تك 18:22). لقد تميزت خدمة الآباء الرسل بأربعة عناصر وهي الصلاة - الشركة - كلمة الله - كسر الخبز الذي هو التناول (أع 42:2) وهذه العناصر هي أركان أساسية في أية خدمة ناجحة. فبدون الله لا نستطيع أن نفعل شيئاً ولكن في المسيح يسوع الذي يقوينا نستطيع كل شئ. فنجاح حياتنا الروحية وتوبتنا وخدمتنا وأي أمر آخر يعتمد أساساً وقبل كل شئ على حياة الصلاة كما قال مار إسحق السرياني "الذي يظن أن هناك طريق آخر للتوبة غير الصلاة فهو مخدوع من الشياطين". بالصلاة نعترف بعجزنا ونلجأ إلى الله الذي يعين ضعفنا فيكون فضل القوة لله لا منا. بالصلاة نبدد ونهزم كل المحاربات الشيطانية التي تريد هزيمتنا. ومن خلال حياة الشركة التي نمارسها من خلال عضويتنا في الكنيسة نشهد لمحبة الله التي فينا "بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي ان كان لكم حب بعضاً لبعض" (يوحنا 35:13). وفي حياة الشركة نعرف كيف نتخلص من الأنانية البغيضة والتقوقع حول الذات ونحيا لا كأفراد منفصلين بعضنا عن بعض بل كأعضاء مكملين بعضنا البعض في جسد المسيح الواحد. حياة الشركة تعطينا أيضا المساندة والدعم والمعونة التي نحتاجها في جهادنا وحياتنا والتي تكلم عنها سليمان الحكيم عندما قال "إثنان خير من واحد" (حا 9:4). أما عن كلمة الله وتعليم الرسل الذي كان أيضاً بوحي من الروح القدس ف غنى عنها لأي إنسان مسيحي إذ هي روح وحياة أي الروح الذي نحيا به. كلمة الله تعطي الحكمة كما قال داود "أكثر من كل معلميّ تعقلت لأن شهاداتك هي لهجي" (مز 99:119). كلمة الله تنير العقل والقلب "سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي" (مز 105:119) وهي صالحة ونافعة "للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتأديب الذي في البر، لكي يكون إنسان الله كاملاً، متأهباً لكل عمل صالح" (2تي 3: 17،16). وعرفت الكنيسة منذ العصر الرسولي أن قوتها الحقيقية هي في سر الإفخارستيا الذي يعطى عنا خلاصاً وغفراناً وحياة أبدية لكل من يتناول منه. فإجتمعت الكنيسة في حياة ليتورجية حول جيد السيد المسيح المكسور عنا لتستمد منه العون كل العون وليتحقق لنا وعده المقدس "ها أنا معكم كل الأيام إلى إنقضاء الدهر" (مت 20:28). ففي هذا السر يكون السيد المسيح كائناً معنا بجسده ودمه الأقدسين على المذبح كما تقول قسمة أعياد السيدة العذراء والملائكة "هوذا كائن معنا على هذه المائدة اليوم عمانوئيل إلهنا حمل الله الذي يحمل خطية العالم كله". فكانت هذه الممارسات الأربعة ( الصلاة - الشركة - كلمة الله - التناول ) هي سر نصرة الكنيسة وقوتها في العصر الرسولي ولا تزال سر نصرتنا وقوتنا إن سرنا كما سار آبائنا الرسل وحذونا حذوهم وتبعنا آثار خطواتهم. بركة آبائنا الرسل الأطهار فلتكن معنا جميعاً آمين. |
|