في الصباح الباكر، انطلق الطفل “مارك” إلى أبيه، وقال: إني مُعجب بالطيور المُغردة التي تقف معاً على سلك التليفونات، تُغرد معاً ثم تطير وكأنها تبدأ صباحها بالتسبيح والفرح، لتنطلق للعمل معاً بروح الجماعة ليس في الكائنات على الأرض مَن أسعد منها، إنها تقف على أسلاك التليفونات بلا شك تحمل هذه الأسلاك أحاديث تليفونية كثيرة تَعبر من بيت إلى بيت ومن قرية إلى قرية، وتحوي أخباراً مُفرحة أو مُحزنة، لكن تمر الأخبار من تحت أقدام الطيور، ولا تفقد سلامها الداخلي، فهي تضع قلوبها في يدي الله وتُثبّت أقدامها في طريقه مُتهلّلة مُتطلعة نحو السماء!!
عزيزي: ليتك تكون كأحد هذه الطيور، وكما قال الرب: انظروا إلى طيور السماء: إنها لا تزرع، ولا تحصد، ولا تجمع إلى مخازن، وأبوكم السماوي يقُوتها، ألستم أنتم بيّ أفضل منها؟ ومَن منكم إذا اهتمّ يقدر أن يزيد على قامته ذراعاً واحدةً؟! أنظر الكتاب (مت26:6)..
هل تفعل مثلها وتضع أخبار العالم تحت قدميك، تجتاز كما في أسلاك التليفونات، فلا تُحطم قلبك ولا تُشغل فكرك عن السماء؟! لتبدأ حياتك بالفرح وتعمل بروح الجماعة، فتقضي أيامك كما في السمويات، وإن ثار أحد عليك وضايقك، انتهر عدو الخير بالرب يسوع المسيح الذي فيك، وترفق بأخيك فتربح نفسك ونفسه (مت8:10؛ لو1:9؛ يو12:15)..