طريقة كتابة الأسفار
لقد كان لليهود عادات وقوانين صارمة فى كتابة الأسفار الخاصة بالعهد القديم. مثل الاغتسال، وارتداء الثياب العبرانية، وأن تكون الرقوق من جلود الحيوانات الطاهرة، ويكون الحِبر أسود نقى من العسل والكربون، ولا تكتب كلمة واحدة من الذاكرة. والكاتب يقرأ الكلمة بصوت مسموع أثناء الكتابة. وعند كتابة اسم من أسماء الله. لابد أن يذهب الكاتب للاغتسال وتغيير الملابس، ثم يكتب بريشة خاصة، وحبر خاص. وإذا وجد فى نسخة ثلاثة أخطاء أو أكثر تُعدم هذه النسخة كلها وإن وُجدت غلطة واحدة أو إثنتان فقط؛ يقومون بتصحيح هذا الخطأ. ولذلك كانوا يستطيعون أن يحفظوا كل سفر وأجزاءه وسطوره وآياته وكلماته وحروفه. فمثلاً كان معروفاً عندهم أن حرف الألف ورد فى التوراة العبرية (أى أسفار موسى الخمسة) 42377 مرة لأنهم قاموا بإحصائه فى كل التوراة، وحرف الباء 38218 مرة. فهم يقومون بإحصاء الحرف الواحد كم مرة ورد فى كل التوراة، فإن نقص مجرد حرف واحد فقط يقومون بمراجعة السفر كله من بدايته ويتم اكتشاف هذا الحرف.وممنوع على الكاتب أن يكتب من الذاكرة أية عبارة حتى ولو كان حافظ المزمور كله مثلاً.. لأنه من الممكن أن تتغير ولو كلمة واحدة من تكرار الحفظ؛ فبدلاً من أن يقول "وعلى لباسى يقترعون" (مز 18:22) يخطأ ويقول: "وعلى لباسى ألقوا قرعة".. هذا ممنوع، بل أيضاً الكاتب ليس حُراً أن ينقل الصفحة الواحدة إلى صفحة ونصف مثلاً أو صفحة وسطر أو صفحة إلاّ سطر. وليس أيضاً حُراً أن ينقل السطر بكلمات أقل من السطر الأصلى المنقول منه. بمعنى لابد أن يبدأ الصفحة بنفس الكلمة التى فى الصفحة المنقول منها وينتهى عند نفس الكلمة التى فى نهاية الصفحة الأصلية. يكون مثل القرطاس مقفول، وعند الانتهاء من قراءة صفحة؛ يلف الرولل ويبدأ فى الصفحة التالية..