|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يـاحفيظ من غيرة الرجال ! لفترة طويلة كان آدم يتهم حواء، بأنها هي التي تغار وتغضب وتقلب الدينا من حولها إذا ظهرت في حياته امرأة أخري، وأن النساء يحكّمن مشاعرهن أما الرجال فالعقل يأتي عند هم في المرتبة الأولي.لكن المواقف والأحداث وصفحات الحوادث بالجرائد والمجلات أظهرت أن آدم أيضاً يغار، لكن اختلافة عن حواء يظهر في أن غيرته قاتلة، قد تجعله يفقد حياته ويهدم بيته، وحول الغيرة وأسبابها بين الرجال كان هذا التحقيق.. آهl تحدث فى البداية صبحى عبد العزيز مدير عام- قائلاً: الرجل بطبيعته لايميل للغيرة من الآخرين خاصة فى الأمور الحياتية المختلفة، لكن فيما يتعلق بالعمل فالأمر مختلف، وهنا أرى أنها تكون منافسة أكثر من كلمة غيرة لكن قد تتطور وتصبح تكسير عظام وإضاعة مستقبل إنسان إذا شعر أنه يحول بينه وبين فرصة ما يرى نفسه جديراً بها فغيرة الرجل لا تظهر فى الأمور التافهة، لذا عندما تظهر عند الرجل فهذا يعنى أن الآخر الذى يغار منه سبب له ضرراً بالغاً وأصبح هو أمام نفسه مطالباً بالثأر، وأياً كانت الخسائر فإنه يفعل ما فى وسعه للتخلص من هذا الشخص الذى يعوق نجاحه أو يحاول تدميره، فالمسألة فى دنيا الرجال ليست مجرد كلام أو من أجمل وأكثر وسامة، لكنها أمر آخر خطير جداً. ويتفق معه أنور شرف - موظف - قائلاً: صعب جداً أن يغار الرجل لكن يحدث أحيانا عندما يشعر بأن من أمامه يعيّره بقدراته المالية أو بقبحه وأن يذكره بضعفه وأنا شخصيا مررت بموقف لولا ستر الله معى فيه لخرب بيتى بسبب الغيرة، حيث كان زوج شقيقة زوجتى يتقن أداء دور المهتم بالجميع والمحافظ على أحاسيسهم، وأمامى يتحدثون عن مواقفه وشهامته بينما كنت أعرف حقيقته وأنه إنسان وصولى يحب المظاهر وأن يتحدث الآخرون عنه، لكننى كنت أعجز عن البوح بما أعرف وكان يستفزنى فى كل مناسبة، وكانت زوجتى تطالبنى بأن أقلده لأكون محبوباً مثلة ولا أنكر أننى كرهته وتمنيت اختفاءه من العالم وللأسف حاولت تقليده لكن لم أفلح لأننى واضح وصريح حتى جاء الحل من عند الله حيث حدثت أزمة بينه وبين جيرانه لعدم تعاونه فى إصلاح سباكة شقته وطلب الناس منى التدخل لإقناعه وطبعاً كانت فرصة وعرفت العائلة حقيقته وأنه مدعِ طالما لايتكلف شيئاً لكن ساعة الجد هو شىء مختلف، ولولا هذا الموقف كانت أمور كثيرة سيئة قد تحدث وتجعلنى أخسر احترامى لنفسى فالغيرة نار. شأن نسائى ويقول سيد حسن موظف : نحن الرجال لانتحدث كثيراً فى مسألة الغيرة لأننا نراها شأناً نسائياً، حيث تغار سيدة من ملابس أخرى أو جمالها لكن نحن المسألة عندنا قاتلة لذا من تدخل فى نفسه مشاعر الغيرة يصبح شديد الأذى لمن حوله، لأن غيرة الرجل تكون فى أمور مادية كأن يستكثر على غيره أن يركب سيارة أحدث موديل أويترقى فى عمله وهو فى نظره أقل منه كفاءة ومهارة فى كل شىء، فإذا كان بإمكانه إيلام الآخر فإنه لا يتردد إلا من رحم ربى. ويرى عبد العزيز عمر-محاسب - أن العمل هو البيئة الأساسية للغيرة، حيث المنافسات غير شريفة وكل إنسان يتمنى زوال النعم عن الآخر وإذا رأى غيره يرتدى بدلة جديدة قد يحسده عليها ويغار منه، وإذا وجد زوجة الآخر تعمل بينما زوجته ربة بيت يحسده ويغار منه لأن هناك دخلاً آخر يدخل بيته، لذا فالأفضل أن تكون العلاقة فى إطار الزمالة فى العمل، وألا يعرف أى شخص عنك أى شىء لأن الغيرة إذا دخلت قد يؤذيك، وقد سمعت الكثير عن الأذية فى العمل وسببها الأساسى الغيرة. المرحلة العمرية وإذا كان الرجال يرون أن غيرتهم قاتلة فما رأى المتخصصين.. ترى د. زينب شاهين أستاذ علم الاجمتاع - أن سلوكيات المجتمعات الإنسانية تتحدد بشكل كبير وفقاً للعديد من المعايير التى يصفها المجتمع وكلما كان المجتمع يعيش حالة من الاستقرار وبعيداً عن الأزمات الاقتصادية المتكررة كانت سلوكيات أفراده تجاه بعضهم البعض طبيعية، مضيفة أن الغيرة بوصفها أحد المشاعر الإنسانية ترتبط عادة بمراحل عمرية مختلفة، تزداد فى مرحلة المراهقة أكثر من غيرها من المراحل وتكثر بين النساء عن الرجال لكن هى كإحساس موجود فى الرجال والنساء لكن التحكم فيه ووضع حدود له يختلف بطبيعة كل شخص، وإذا كانت غيرة المرأة ترتبط عادة بأشياء ظاهرية غير مؤثرة فإن غيرة الرجل ترتبط بأمور أكثر أهمية ونسبة كبيرة من الرجال يجيدون إخفاء هذه المشاعر ويطلقون عليها مسميات مختلفة مثل: المنافسة، وتختلف السلوكيات الاجتماعية الناتجة عن إحساس الغيرة باختلاف المرحلة العمرية والمستوى الثقافى والاقتصادى للشخص، كذلك يلعب البعد الدينى دوراً كبيراً فى إخفاء حالة من الرضا النفسى عند الشخص تحجم مشاعر الغيرة التى إذا تركت بلا سيطرة قد تتسبب فى أذي له وللمجتمع بأسره وربما يساعد النساء كثيراً أسلوب الفضفضة فى عدم الإقدام على أى سلوك ضار بالآخرين لكن طابع الكتمان عند بعض الرجال قد يجعل للغيرة سلبيات على المحيطين بهم بخاصة من يغارون منه لقدرة اقتصادية أو مهارة عملية متميزة، وفى مراحل ضعف المجتمعات تكثر مثل هذه المشاعر السلبية وإلقاء التهم على الآخرين بدافع من الغيرة، ويجب أن يدرك الشخص ذلك حتى يسيطر على نفسه أمام استمرار إنكار الإحساس بالغيرة فيتسبب فى مشكلات أخطر. ويتفق معها د.إسماعيل يوسف أستاذ الطب النفسى بجامعة قناة السويس- قائلاً: الغيرة إحساس إنسانى موجود عند الرجل والمرأة وتحوله لشىء خطير يرتبط بشكل أساسى بمدى الاستقرار النفسى عند الفرد والنوع هنا لا يكون له تأثير يذكر فقد تؤدى الغيرة إلى سلوك عدوانى عند المرأة، نفس الشىء عند الرجل فالمشاعر أمر لا يمكن السيطرة أو التحكم فيه بل يصل الأمر بالشخص إلى عدم إداركه هو نفسه أنه فى حالة غيرة من الآخر، والإدراك هنا يكون أول الطريق للتعامل مع الأمر وعادة لاتصبح الغيرة ضارة إلا إذا تحولت من إحساس لسلوك تجاه الآخر لكن أن يغار الشخص من نجاح الآخر فيقلده فهذه غيرة إيجابية لكن عندما يكيد له المكائد ويقلل من تميزه فهذا يعنى أنها غيرة مرضية ويجب أن يعالج نفسيا ليحقق التوازن النفسى ويستوعب الاختلافات بين البشر وأن وجود آخرين أفضل منى لايعنى الإقلال من شأنى |
|