|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
"مع كونه ابناً تعلم الطاعة مما تألم به" (عب 5: 8 ) لقد عصى آدم المسكين حتى الموت، بالمباينة على خط مستقيم مع نقيضه الأعظم الإنسان الثاني، آدم الأخير، الذي أطاع حتى الموت. ومع ذلك فالابن في كيانه الأزلي، وفى مقامه الذاتي السرمدي، وفى جلاله الشخصي الملازم له، وهو أقنوم إلهي، وبصفته هذه لم يكن له شأن بالطاعة. ولهذا السبب عينه قيل عنه في عبرانيين 5: 8أنه تعلم الطاعة مما تألم به. أعنى أنه له المجد لم يكن يعرف الطاعة حتى جاء وصار إنساناً. كان يعرف جيداً معنى الطاعة وكيف تكون في حالة الآخرين، في حالة كل مخلوق، أما هو فلم يكن مخلوقاً بل الخالق. غير أنه إذ صار إنساناً ارتضى بكل إخلاص وولاء أن يقوم بواجبات الإنسان. ومن أول واجبات الإنسان الطاعة لله. وتبارك اسم سيدنا، فقد أظهر طاعة لا مثيل لها ومجَّد أباه في كل فكر من أفكار قلبه وفى كل كلمة من كلمات فمه وفى كل خطوة من خطوات طريقه. وقد أخضع يوحنا المعمدان لطلبته بقوله المأثور "يليق بنا أن نكمل كل بر". وواجه الشيطان بشيء واحد هو الطاعة. وهذا في الواقع هو الفارق العظيم بين الرب يسوع كإنسان وبين كل إنسان آخر. فما من إنسان أطاع على طول الخط نظيره. والطاعة هي مميز أسمى بكثير من عمل المعجزات. ففي مقدور أي إنسان أن يعمل معجزات إذا أعطاه الله القوة. ومن هنا نرى المكانة الخطيرة التي تحتلها الطاعة من الأول إلى الآخر. فمنذ فجر التاريخ نرى الإنسان الأول يتنكب طريقها، وإذا بالخراب الشامل يحل بالعالم على الأثر. وعندما جاء الإنسان الثاني، الرب يسوع الذي هو من السماء، كان هو الإنسان المطيع الكامل الذي جاء للإنسان ليس بالبركة المجانية الكاملة فقط، بل وأيضاً بالكفارة والسلام بدم صليبه إذ هو يمحو خطايا الخطاة محواً تاماً متى آمنوا. وقد نزل الروح القدس من السماء كالشاهد لشخصه العزيز ولعمله المبارك للفداء الأبدي ومصالحة الخليقة في مجيئه الثاني. ومن هنا كانت الطاعة شوق النفس وتصميمها وسرورها بمجرد أن تعرف الرب يسوع وتعترف به. يا عجباً من فضلِ مَنْ قـام بمجــد الآب بعــد اتضـــاع طائعـــاً للموت والعذابْ |
|