|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصليب في حياة القديسين تلاميذ المسيح أيضًا وضعوا الصليب أمام أعينهم. كرزوا باستمرار.. وقالوا في ذلك "ولكننا نكرز بالمسيح مصلوبًا" مع أنه "لليهود عثرة ولليونانيين جهالة" (1كو 1 : 23). وقال بولس الرسول "لم أعزم أن أعرف شيئًا بينكم، إلا يسوع المسيح وإياه مصلوبًا" (1 كو 2 : 2). بل أفتخر بالصليب قائلاً "وأما أنا فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح، الذي به قد صلب العالم لي، وأنا للعالم" (غل 6 : 14). حتى الملاك الذي بشر بالقيامة، استخدم هذا التعبير "يسوع المصلوب" مع أنه كان قد قام. وظل لقب "المصلوب" لاصقًا به، وقد استخدمه آباؤنا الرسل وركزوا عليه في كرازتهم. كما قال القديس بطرس لليهود "يسوع المسيح الذي صلبتموه أنتم" (أع 2 : 36). الصليب هو الباب الضيق الذي دعانا الرب إلى الدخول منه (مت 7 : 13). وقال لنا "في العالم سيكون لكم ضيق" (يو 16 : 33). "وتكونون مبغضين من الجميع لأجل إسمي" (مت 10 : 22). "بل تأتي ساعة يظن فيها كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله" (يو 16 : 2) "لو كنتم من العالم، لكان العالم يحب خاصته.. ولكن لأنكم لستم من العالم، بل أنا اخترتكم من العالم، لذلك يبغضكم العالم" (يو 15 : 19). وهكذا كان القديس بولس الرسول يعلم "أنه بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت الله" (أع 14 : 22).. وحياة الصليب واضحة في سير الشهداء والرعاة والنساك: في سبيل الإيمان احتمل الشهداء والمعترفون عذابات وآلامًا لا تطاق. وغالبية الرسل والأساقفة الأُول ساروا في طريق الأستشهاد. ولما دعا الرب شاول الطرسوسي ليكون رسولاً للأمم، قال عنه "سأريه كم ينبغي أن يتألم من أجل اسمي" (أع 9 : 16). ومن أمثلة آلام الرعاة والصليب الذي حملوه، يمكن أن نذكر القديس اثناسيوي الرسولي، الذي نُفي أربع مرات وتعرض لإتهامات رديئة، والقديس يوحنا ذهبي الفم الذي نُفي أيضًا.. وما تعرض له الآباء من سجن وتشريد. أما الآباء الرهبان فالكنيسة تلقبهم "لباس الصليب". حملوا صليب الوحدة والبعد من كل عزاء بشري، وصليب النسك الذي تجردوا فيه من كل رغبة جسدية. وتحملوا آلام الجوع والعطش، والبرد والحر، والفقر والعوز، من أجل عظم محبتهم في الملك المسيح، كما تحملوا أيضًا متاعب ومحاربات الشياطين بأنواع وطرق شتى، كما في حياة القديس الأنبا انطونيوس، وحياة السواح. |
|