|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ليباريوس أسقف روما وقع ضد البابا أثناسيوس ودخل فى الشركة مع الأريوسيين
وقد ساقوا ليباريوس إلى برية فى إقليم تراس " تراقيا " (1) ليمكث هناك وحيداً سنتين ، لم يحتمل فيهما النفى ، فإنهارت نفسه ، وتذلل بخطابات إعتذار للإمبراطور ، ووقع ضد أثناسيوس ودخل فى الشركة مع الأريوسيين . وقال البابا أثناسيوس ملتمسا العذر للأسقف الرومانى ليباريوس [ ولكن ليباريوس بعد أن أمضى فى النفى سنتين إنهار ، ومن رعبه بالتهديد بالموت وقع على الوثيقة ! ولكن هذا يشير إلى مدى العنف الذى سلكوه مع هذا الإنسان الذى كان يبغض الأريوسيين ، وقد ظل يناصرنا ( أثناسيوس) طالما بقيت له حرية الإختيار ، لأن ما يجبر عليه الإنسان بالتعذيب لكى يرغموه أن يعمل ضد ما حكم به أولاً ينبغى أن يحسب عليه كأنه من حرية إرادته طالما كان تحت الخوف ] (3) الحوار الذى تم بين ليبرايوس أسقف روما والأمبراطور قسطنطيوس سجل المؤرخ ثيئودريت الحوار التاريخى الذى تم بين ليبرايوس أسقف روما والأمبراطور قسطنطيوس فقال : [ تم هذا الحوار بعد ميلان سنة 355 م بعد أن عاد الخصى يوسابيوس مخذولاً مرفوضاً وذلك بعد أنتهاء مجمع ميلان مباشرة الذى لم يوقع على وثيقته ليباريوس وبقية الأساقفة الأرثوذكس (4) الأمبراطور قسطنطيوس : لقد حكمنا بأ،ه يحق لنا بإستدعائك كمسيى ، وأسقف لمدينتنا لكى نوبخك لكى تقلع عن إرتباطك بأى علاقة مع حماقة أثناسيوس الكافر ، لأنه لما صار قطعة من شركة الكنيسة بواسطة المجمع ( مجمع صور ) وافق العالم كله على هذا القرار وأستحسنه . ليباريوس أسقف روما : أيها الإمبراطور إن النطق بأحكام القضاء الكنسى يستوجب أن تحدده أقصى أنواع العدالى لذلك إذا كان مقبولاً لدى تقواكم أصدر أمرك للمجمع بالإجتماع فإذا رئى أن أثناسيوس يستحق الدينونة فلتخرج عليه القضية بمقتضى الأوضاع الكنسية ، لأنه من غير الممكن لدينا أن ندين إنساناً دون أن نسمع له ودون أن نقاضيه . الأمبراطور قسطنطيوس : العالم كله قد دان كفره ، كما يعمل دائماً منذ البدء ، يسخر من الخطر . ليباريوس أسقف روما : إن الذين وقعوا على دينونة أثناسيوس لم يكونوا شهود عيان لأى من الحوادث التى حدثت ، ولكن كانت تحركهم رغبة فى المجد (الدينوى) والخوف من الحرمان من نعمة يديك !! الأمبراطور قسطنطيوس : ماذا تقصد بالمجد والخوف والحرمان من النعمة ؟ ليباريوس أسقف روما : أقصد أن الذين لا يحبون مجد الرب ، بل يتطلعون بالأكثر لهداياك ، قد أدانوا رجلاً لم يروه ولم يفحصوا معه قضيته ، وهذا يخالف مبادئ المسيحيين ! الأمبراطور قسطنطيوس : ولكن اثناسيوس حوكم شخصياً فى مجمع صور ، وكل أساقفة العالم فى هذا المجمع أدانوه ! ليباريوس أسقف روما : لم تحدث أى محاكمة لأثناسيوس فى حضوره الشخصى ، بل أن كل الذين أجتمعوا هناك أصدروا إدانتهم بعد خروجه من المجمع ! الخصى يوسابيوس يتدخل فى الحديث إنه أتضح فى مجمع نيقية أن أثناسيوس كان يبدى آراء مخالفة تماماً لقانون الإيمان العام ! ليباريوس أسقف روما : ( يستطرد فى حديثة كأنه لم يسمع ذلك الأحمق الذى يدلى يأكاذيب ) إن كل الذين ابحروا إلى مريوط بالإسكندرية ، الذين أرسلوا لكى ينقلوا للمجمع صورة واقعية للأتهامات الصادرة ضد أثناسيوس ، خمسة منهم فقط قدموا إتهامهم ، ومن هؤلاء الخمسة مات أثنان منهم وهما بالأسم ثيؤوجنيس وثيؤوذوروس ، أما الثلاثة الباقيين ماريس وفالنس وأورساكيوس فهم الذين بقو حتى الآن على قيد الحياة . وفى مجمع سرديكا صدؤ قؤاؤ بالأجماع يدين جميع المندوبين الذين أرسلوا إلى مريوط من أجل هذه المهمة . وأمام هذا ، قدم هؤلاء إعتذاراً رسمياً إلى المجمع يطلبون الصفح إذاء ما أجروه من تحقيقات مريوط ضد أثناسيوس ، بإعتبارها إتهامات باطلة وشهادة من جانب واحد وتوسلاتهم الكتابية وإعتذارهم لا يزال تحت أيدينا ، فإلى منْ من الطرفين نقدم تأييدنا أيها الأمبراطور ؟ ومع من نقدم أتفاقنا ونقيم شركتنا ؟ مع الذين أتهموا أثناسيوس وأدانوه ثم توسلوا العفو عن كونهم أدانوه (خطأ) أو نقيم الشركة مع الذين أدانوا مثل الحانثين ؟ الأسقف إيبكتاتوس (1) يتدخل : أيها الأمبراطور إن دفاع ليباريوس ليس هو حساب الإيمان ولا دفاعاً عن الأحكام الكنسية ، ولكنه فقط لكى يظهر أمام السناتو ( مجلس شيوخ روما ) بصفته قد هزم الأمبراطور فى المحاجاة !! الأمبراطور قسطنطيوس موجهاً الكلام إلى ليباريوس : أى جزء من العالم تمتلكه حتى تقف بمفردك لتناصر أنساناً كافراً ، وتحطم سلام الأمبراطور والعالم كله ؟ ليباريوس أسقف روما : إن وقوفى وحدى وبمفردى لا ينقص الحقيقة والإيمان شيئاً قط أو حتى يضعفها ، فكما نقرأ فى العد القديم ، أنه وجد ثلاثة يعارضون الثانون : ( يقصد الثلاثة فتية الذين ألقوهم فى النار فلم يحترقوا وحقظوا الإيمان ، وقد حُفظ الإيمان بشجاعتهم ) الخصى يوسابيوس مرة أخرى إنك بهذا تجعل إمبراطورنا نبوخذ مصر !! ليباريوس أسقف روما : أبداً ولكنكم تهاجمون إنساناً لتدينوه بدون محاكمة . وإن ما أريده هو أولاً أن يجرى التوقيع على صيغة إيمان عام يكون مطابقاً لما نص عليه مجمع نيقية . ثانياً : أن يستدعى جميع أخوتنا الذين فى النفى ويعودا إلى أسقفياتهم ( من هذا الحوار يتضح أنه تم بعد الحكم على الأساقفة فى المجمع) فإذا تم إنجاز ذلك كله فحينئذ سيتضح أن العقائد التى هى سبب كل هذا الإضطراب الآن ، مطابقة للأيمان الرسولى ، وبعد ذلك نجتمع فى الأسكندرية ، ونواجه " أثناسيوس " المتهم بالمتهمين له ويترافع المدافعون لهما ، وبعد فحص القضية نصدر حكمنا فيه . الأسقف إيبكتاتوس : لا توجد وسائل مواصلات كافية تحمل كل هؤلاء الأساقفة . ليباريوس أسقف روما : إن شئون الكنيسة لا تعول كثيراً على وسائل مواصلات عامة فى إنجازها ، فالكنائس قادرة لكى توفر لنفسها وسائل مواصلات خاصة لأساقفتها لتبلغ بهم حتى الشاطئ (الأسكندرية ) الأمبراطور قسطنطيوس : إن الحكم الذى صدر مره ينبغى ألا ينقض فإن تصميم غالبية الأساقفة فى القضية يلزم أن يؤخذ به ، فأنت وحدك الذى تحتفظ بصداقة نحو هذا الأنسان الكافر . ليباريوس أسقف روما : أيها الأمبراطور ، هذا شئ لم يسمع به قط : أن قاضياً يتهم إنساناً غائباً بالكفر ، معنى هذا أنه صار غريماً شخصياً له !! الأمبراطور قسطنطيوس : إن الجميع بدون أستثناء قد أصابهم الضرر من هذا الإنسان ، ولكن كنت وحدى أكثر الناس تضرراً بواسطته ، فهو لم يكتف بموت أخى الأكبر (قسطنطين الثانى) بل عاد يهيج عداوة أخى قسطانس ضدى بلا هوادة ، ولكى يصير كثير غضيت الطرف عن الثائر ( يقصد أخيه الأمبراطور قسطانس الذى ثار ضده ) والمثير ( يقصد المتجنى عليه البابا أثناسيوس ) لقد صار الآن أمامى كل أنتصاراتى السابقة التى كسبتها حتى على ماجنتيوس وسلوانس لا تساوى عندى شيئاً قدر الأطاحة بهذا الإنسان الشرير من الحكم داخل الكنيسة ! ليباريوس أسقف روما : أيها الأمبراطور .. لا تذكى أنتقامك وتؤيده بإستخدامك الأساقفة كأداة لذلك ، لأن أيديهم ينبغى أن ترفع للبركة فقط والتقديس . وإن شاءت إرادتك ووافقت ، فأصدر الأمر للأساقفة ليعودوا إلى إيبراشياتهم ، وإن ظهر أنهم متفقون فى الرأى مع أثناسيوس الذى يحمل اليوم العقيدة الصادقة للأعتراف الصحيح للإيمان الموقع عليسه فى نيقية ، فدعهم يجتمعون وينظرون فى أمر سلامة العالم حتى لا يستخدم إنسان برئ كهدف للنزاع . الأمبراطور قسطنطيوس : إنه سؤال واحد فقط مطلوب تنفيذه ، أنا أريدك أن تدخل فى الشركة مع الكنائس وتعود إلى روما ، فإخضع للسلام ، ووقع على موافقتك وحينئذ ستعود إلى روما . ليباريوس أسقف روما : لقد تركت الأخوة فى المدينة هناك مستودعاً ، وإن قوانين الكنيسة عندى هى أهم من عودتى إلى روما . الأمبراطور قسطنطيوس : عندك ثلاثة أيام لتقرر إن كنت توقع على الوثيقة وتعود إلى روما ، وإلا فعليك أن تختار مكان منفاك . ليباريوس أسقف روما : لا ثلاثة أيام ولا ثلاثة شهور تستطيع أن تغير يقينى ، أرسلنى الآن أينما شئت . وأمر الإمبراطور قسطنطيوس بنفى ليباريوس فى الحال ولكنه بعد يومين أرسل خصيانه وخصيان زوجته يوسابيا الأريوسية (6) ( الزوجة الثانية للأمبراطور) بكمية من الذهب إلى ليباريوس وهو فى طريقه للمنفى فى بيريه Beroea فى اقليم تراس ، وقد رفض هذه الرشوة ( بكلمات لاذعة ) وعند وصوله إلى بيريه حددت إقامته تحت حراسة أحد رؤوس الأريوسيين وهو الأسقف ديموفيليوس !! المــــــــــــــــراجع (1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م ص 245 وما بعدها (2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى (3) Athanas. Hist.of the Arians. 41. p. 284. (4) Hist. Ar. ch. 86. (5) وهو أسقف ستيومسلا Centumcella وهو شاب جرئ مجاهز دائماً بتزييف الحقائق ، وهو ذو أهمية لتاريخ كنيسة مصر لأنه صنيعة جورجيوس الكبادوكى المزمع إرساله لمصر ليحل محل أثناسيوس ، وكان أريوسياً ذو سلوك سيئ ، وهو الذى تدخل لتعيين الأسقف فيلكس ليحل محل ليباريوس على كرسى روما بطرق غير شريفة Theodoret, op. cit. ii, 13 (6) تزوج الأمبراطور قسطنطيوس ثلاث زوجات .. تزوج قسطنطيا سنة 336م ، وهى أخت يوليان الجاحد ، وفى سنة 352 م تزوج أوريليا يوسابيا وهى أريوسية ، وفى سنة 360 تزوج فوستيا . (7) Theodoret, op. cit. ii, 13 |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الأب القديس ليباريوس أسقف روما |
براءة البابا ديوسقوروس من اتهامات أسقف روما |
القديس البابا أناكليتوس أسقف روما الشهيد |
البابا غريغوريوس الكبير أسقف روما |
نفى ليباريوس أسقف روما مع باقى أساقفة الغرب |