|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مجمع الأسكندرية فى صيف سنة 365 م وطومس أنطاكية
ثمانية اشهر قبل النفى الرابع وكانت فترة سلام ولكنها كانت قصيرة للغاية فلم تزيد عن ثمانية أشهر قبل أن يأتيه أمراً آخر بالنفى الرابع . ولم يضيع البابا اثناسيوس هذه الفترة القصيرة . فوضع كل قوته لإستبباب أمور الكنيسة ليس محلياً قى مصر فقط على إعتبار أنها كنيسته ولكن جهاده التعليمى والروحى أمتد أيضاً إلى العالم ، فأرسل خطاباً مجمعياً (صادر من مجمع الإسكندرية ) هاماً جداً إلى أسقف وشعب أنطاكية بخصوص الإضطراب الحادث فى الكنيسة الجامعة . مجمع الأسكندرية فى صيف سنة 365 م ومجمع الأسكندرية هو أول عمل هو إقامة مجمع لجمع الصدع وترتيب وتوضيح اموراً إيمانية وإدارية كثيرة بالكنيسة ، وقد أشتهر هذا المجمع فى التاريخ باسم " مجمع القديسين والمعترفين " لأن كل الأساقفة الذين حضروه قدموا بعد العفو عنهم من المنفى أو كانوا فى السجون أو أنهم تعذبوا ويقول الأب متى المسكين (1) : أنه لم يعثر على أسم سيرابيون فى جدول أسماء الأساقفة الذين حضروه ويتسائل هل كان مريضاً . ومن الذين حضروا مجمع الإسكندرية أستريوس أسقف بتر ( أو بطرا جنوب الأردن وكانت تعتبر من بلاد العرب ) أبوليناريوس أسقف اللاذقية ، الكاهن يولينوس وهو الكاهن الذى كان يرعى شعب أنطاكية أثناء غيبة الأسقف الأنطاكى يوستاثيوس فى منفاه ، وحضر أيضاً يوسابيوس أسقف فرشللى ، ووفد يمثل السقف كلاريس ، مع أساقفة مصر المشاهير مثل دراكونتيوس (صاحب الرسالة ) أسقف هرموبوليس الصغرى ( Hermopolis ) وأدلفيوس أسقف أنوفيس وكان مهم ثلاثة اساقفة من آسيا الصغرى ، وكان هؤلاء الساقفة هم رسل ومؤيديين للبابا اثناسيوس أثناء منفاه وكانوا يوزعون رسائله سراً أهم الموضوعات التى عرضت على المجمع : 1 - موضوع عودة أساقفة مجمع أريمينم للأيمان الأرثوذكسى : شعر عدد كبير من الأساقفة بالندم والأسف من أعماق قلوبهم على ضعفهم وعدم إهتمامهم بتمسكهم بالإيمان الأرثوذكسى وإستهانتهم بتوقيعهم على قرارات مجمع أريمينم - فكان النقاش يدور حول ما هو الوضع الصحيح فى التعامل معهم كمبدأ عام يكون من السهل تطبيقه فى جميع كنائس العالم ( فصل 3 و 8) 2 - موضوع إنقسامات أنطاكية : إرتبطت الكنيسة المصرية مع الكنيسة النطاكية برباط الأخوه فى الإيمان وكانت العلاقات بينهما فى قمة إزدهارها فى عصر البابا اثناسيوس وخاصة مواقفهم المتحدة تجاه " البوستاثيوسيين " ولما كان الذى يرعى الشعب الأنطاكى الكاهن يولينوس فكان من الضرورى إعطاء نصائح له ، وكانت مهمة المجمع إقرار صلح بين الفريقين المتنازعين فى أنطاكية وكان تدخل الأسقف لوسيفر فى غير صالح السلام بينهما . وعندما عاد ميليتس حدثت مشكلة ، وكان بوليننيوس يحترم إيوزويوس له لأنه كان ذو أخلاق عالية (4) فقد أعطى له أو رضى أن يخدم فى كنيسة صغيرة فى حدود " المدينة الجديدة" فى الوقت الذى يخدم ميليتس كنيسة الرسل فى المدينة العتيقة على نهر أرونتس Orontes . 3 - إصطلاح الهيبوستاسيس ( الإقنوم ) hypostasis وأصبح فى هذا العصر فريقان يتنازعان على معنى كلمة هيبوستاسيس فعدد كبير وخاصة الذين من مجموعة النصف أريوسية تعودوا على الإعتقاد أن المعنى هو ثلاثة " هيبوستاسيس " فى ألإله ولكن الأغلبية لا تزال متمسكة بالمعنى القديم وهو أن فى الإله " هيبوستاسيس الواحد " (6) فجماعة الأغلبية تتهم السابقين بالأريوسية والسابقين يتهمون الآخرين بالسابلية فما هو العمل الذى يمكن إتخاذه لمنع الإنقسام 4 - ظهر فكر تؤمن به جماعة يقلل التجسد إلى إتحاد بين الكلمة وبين فرد ذى بشرية مقدسًة(7) ، وأراد آخرون إختزال العنصر البشرى فى سر التجسد وذلك بأن يختزلوا من المسيح " النفس العاقلة " والعمل المطروح الآن امام المجمع هو التوفيق بين الفكار والمصالحة بين الجماعات المنقسمة والمتنازعة وهو عمل على غاية من المناسبة كما يقول غريغوريوس النزنيزى فى خطابة لأثناسيوس وأساقفة الغرب . وقد قرر المجمع : أ - إن كل من خسروا حقوقهم فى شركتهم فى الكنيسة الجامعة يمكنهم إستعادتها وذلك بالإعتراف بقانون إيمان مجمع نيقية ، ويجحد كل هرطقة ظهرت فى تلك الأيام ( فصل 3 و 8) وأن يعترفوا بأن الروح القدس غير مخلوق وأنه من جوهر الآب والأبن ضمن الثالوث (فصل3) ب - أما بخصوص الجماعات التى تسكطن فى المدينة القديمة فى أنطاكية أتباع ميليتس الأسقف فهى عليها أن تتحد مع الجماعات الأخرى ( أى تتصالح) (فصل3) المحسوبين انه أتباع يوستاثيوس بقيادة بولينيس الكاهن . لوسيفر يهدم الصلح فى أنطاكية [ ولكن للأسف الشديد لقد تسرع لوسيفر وبدون تروى ، وبالرغم من نصائح أثناسيوس ونصائح يوسابيوس زميله فى النفى ، أن لا يتدخل فى شئون انطاكية ، فقد ذهب إلى هناك متحمساً للفريق الأرثوذكسى بقيادة الكاهن بولينيس وأخذه ورسمه اسقفاً فأشعل نيران الفرقة بينه وبين ألسقف ميليتس وإيوزوبيوس ( ألريوسى سابقاً ) فجاء عمل أثناسيوس وتحكيمه الحكيم بعد فوات الوقت !! بسبب حماقة أسقف قليل الدراية بسلامة النفوس وراحتها سريع المد ليده بالرسامة دون مشورة الروح . ] (8) ج - وعن موضوع إصطلاح الهيبوستاسيس ( الإقنوم ) hypostasis فالإيضاحات والإستفسارات المتبادلة (بين فئات أنطاكية المتنازعة) أقرت أن الفارق فى المعنى نتيجة عدم فهم ، فالذين يقولون " الهيبوستاسيس ثلاثة " كانوا يقصدون ( الثلاثة أقانيم الموجودة حقاً ) والذين قالوا " الهيبوستاسيس الواحد " كانوا يستخدمون الإصطلاح الخاص بالجوهر(9) Essence ، 0wapa والمجمع يقترح ببساطة لارجوع إلى إستخدام لغة مجمع نيقية ( هيبوستاسيس = الجوهر ) (10) لكلا الجماعتين ، فإن الإبن مساو للآب فى الجوهر ، وإن الروح القدس غير مفترق من جوهر الآب والأبن والأعتراف بالثالوث الأقدس ووجدانية جوهر الإله . د - أما موضوع التجسد فبعد الفحص وجدنا أنه لا يوجد تدبير خاص لإنكار التجسد الحقيقى للكلمة عند أى فريق ولا هناك أى إتجاه يقلل من كمال وتمام الناسوت الذى أتخذه المسيح كما ذهب إليه الأريوسيون (فصل 7) كذلك تحققنا من إعترافهم أن المخلص لم يأخذ جسداً خالياً من نفس أو عقل أو حواس ، لأنه لا يمكن عندما صار الرب إنساناً من اجلنا أن جسده يكون بدون عقل والخلاص الذى حدث بواسطة الكلمة ذاته لم يكن خلاصاً للجسد فقط بل خلاصاً للنفس أيضاً !! فهو إبن الإله حقاً ، وصار " إبن الإنسان " . وهو إبن الإله الوحيد صار "بكراً " بين اخوة كثيرين . موضوع الروح القدس كان مجمع نيقية قد أكتفى بالإيمان بالروح القدس بعد ذكر الآب والإبن بإعتبار أن لاهوته أمر مفروغ منه لأن العماد المقدس بتم بإسم الثالوث ( ألاب والإبن والروح القدس ) ، ولم ينشغل مجمع نيقية بتفصيلات ذلك كما ذكر اثناسيوس ، لأن الكتاب المقدس يشهد بوضوح عن لاهوت الروح القدس . ويجدر الذكر أنه لم يحدث نزاع بخصوص الروح القدس حتى قام مقدونيوس أسقف القسطنطينية ( ألأريوسى) بهرطقته التى تقول أن الروح القدس مخلوق ، لهذا قرر مجمع الأسكندرية أن لاهوت الروح القدس ضمن وحدة جوهر الآب والإبن موضحاً الثالوث لأول مرة بصورة قاطعة . ويقول العالم والمؤرخ وليم برايت : [ إن الخطاب المجمعى SYNODICAL LETTER هذا والمسمى بــ " طومس الأنطاكيين " (3) الذى ارسله اثناسيوس إلى أنطاكية أى للأسقف بولينوس ورعيته ، يعتبر من أنبل الوثائق التى خرجت من المجامع طراً ] (11) ويقول جيروم عن هذا المجمع [ إنه كتب بأسلوب السلام المملوء حكمة قد أنتشل العالم كله من فك الشيطان ] (12) ويمدح روبرتسون هذا المجمع ويقول : [ نعم إذا كان هذا حدث حقاً ولو بأى مقياس ، وأنه فعلاً ألغى الذلة والحقارة التى تسبب فيها المجمعان التوأمان فى الشرق (سلوقيا) وفى الغرب ( أريمنيم ) سنة 359م فالكرامة لهذا الإنجاز العظيم هى لأثناسيوس وحده .. لقد ادرك أثناسيوس فعلاً أن افنتصار لا يستحوذ عليه بالعنة ولا يضرب الناس على وجوههم الذين صاروا على أستعداد للمصالحة والسلام ، حتى لا تفر من ايدينا قضية المسيح وتتباعد بسبب قصفنا للقصبة المرضوضة ، وكتم الفتيلة المدخنة بدل إشعالها .. ] (13) المــــــــــــــــــــــــــــــراجع (1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة - الطبعة الثانية 2002 م ص 315 (2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى (5) يقول العلامة نيومان فى كتابه عن الأريوسية ( Arians e. 5. s. 1) أن معنى كلمة هيبوستاسيس يمكن تلخيصها كالآتى : (3) كلمة طومس T````omog تعنى مختصر جلسة حقيقية عامة ، وهى صارت مستخدمة عامة فى جميع الخطابات الناتجة من المجامع . (4) Socrat.E. H. iii, 6. أ - راجع ب - يلاحظ أن الكاهن بولينيس هو الذى إختارته جماعة المعارضين لنفى اسقفهم يوستاثيوس سنة 330 م وظلوا متعصبين لأسقفهم طيلة هذه المدة بلا تغيير ، وقد تمسكوا بالأرثوذكسية واستطاعوا أن يقنعوا باقى الشعب بها حتى تحولوا جميعاً للأرثوذكسية ولمصادقة الغرب والولاء لفكر البابا اثناسيوس الذى صلى معهم بمفردهم سنة 346م أ - حقيقة ثابتة . ب - جوهر كما جاء فى عب 1: 3 . ج - شخصية . وفى حرومات مجمع نيقية وضع الحرم على اساس أن معنى هيبوستاسيس يفيد الجوهر (6) Tgeodorel Ecc. Hist. ii, 8. (7) بدعة نسطور المستقبلة . (8) Socrates III. 6. (10) يقول نيومان روستكوت إن اثناسيوس فى شرحه للكتاب المقدس كان يستخدم هذا المعنى ، اى أن الهيوستاسيس =- الجوهر هذا فى الواقع بخلاف ما درجت عليه الكنيسة القبطية وكل كنائس الشرق التى تؤكد ان أن الهيوستاسيس هو الشخص أو " الموضوع" وهذا أدق فى المفهوم اللاهوتى من تعبير بروسوبون Prosopon وقد إستخدمها كل من أوريجانوس وديونوسيوس الإسكندرى وألكسندر الإسكندرى وأثناسيوس نفسه فى كتاباته الأولى حيث تفيد بمعنى " وجود ذاتى محدد" فهى أفضل ما يعبر به عن الأقنوم . (9) Epiphan, Haer. 63, 17. Theodore ( Ecc. H, I, 4, 19) Newman ( Arians app. 4) ; Socrates ( Ecc. H, ii,, 7) Zahn ( Marell p. 87. sq) (11) D.C.B, Athanas., 198. (12) Jerome, adv. Lucif., 20. (13) N.P.N.F., 2nd ser, Athanas, Iviii; p. 2o5 ff. Newman. Arians, v.I. |
|