"ما أحسن خيامك يا يعقوب .. كأودية ممتدة كجنات على نهر"
(عد 24: 5 ، 6)
كان هذا الوصف الرائع لبلعام عن شعب الله عندما رآهم كما يراهم الله، وهكذا الحال معنا نحن أيها الأحباء.
إذا أردنا أفكاراً مُفرحة من جهة القديسين، يجب علينا أن نلاحظ الكنيسة كما هي بالحق في عيني الله. ضروري من الحصول على "رؤيا القدير" أعنى معرفة جمال الكنيسة في المسيح في كل كماله لكي تكون نفوسنا حليمة وقلوبنا رقيقة ومتواضعة من جهة ما يحدث من حولنا. وإذا لم نتصف بذلك فلا نستطيع أن نثبت في محبة المسيح. أيضاً إذا لم نرَ الكنيسة إجمالاً والقديسين أفراداً كما هم في المسيح، نكون معرّضين لأن نسخط عليهم، وعوضاً عن أن نهتم بخدمتهم، نقطع الرجاء من جهتهم وذلك لا يليق، نحن في خطر من وجهين؛ الوجه الأول إذا اكتفينا بطريق التراخي ولم نهتم بمشاكلة القديسين للعالم، والوجه الثاني، إذا تذمرنا وسخطنا عليهم بروح ناموسية - بمرارة وتضجر. الإيمان يرى القديسين أنهم مقبولون في المسيح ويمارس النصائح بالنعمة لكي يثبت القديسون ويزهرون في نعمة المسيح وتكون لهم رائحة ذكية "كأودية ممتدة، كجنات على نهر، كشجرات عود غرسها الرب، كأرزات على مياه".
ما أعظم هذه الصورة الجميلة المباركة! هل نستطيع أن نفرح إذا رأينا القديسين عاجزين عن النمو ويهينون الرب؟ لا. هذا لا يوافق مجد المسيح المطلوب منا. ألا تمتلئ الرسائل بالكثير من التحريضات للقديسين ليكونوا في الصورة التي يحبها الرب؟ أوَلا تمتلئ أيضاً بالتوبيخ عندما ينحرفون عن هذه الصورة؟! لابد أن أحزن إذا وجدت في القديسين شيئاً مُغايراً لجمالهم في المسيح لأنهم "كشجرات عود غرسها الرب - كأرزات على مياه" - ليس فقط أن "الله لم يبصر إثماً في يعقوب ولا رأى تعباً في إسرائيل" (عد 23: 21 ) ، بل يرى فيهم جمالاً.
آه يا أحبائي .. نحتاج أن نرى الكنيسة والقديسين أفراداً في "رؤيا القدير ... مكشوفي العينين" فبدون هذا لا ندخل في قوة فكر الله. إننا لا نحتاج إلى "رؤيا القدير" لكي نفهم أن القديس هو قديس. ولا نحتاج أن نكون "مكشوفي العينين" لنكشف شيئاً غير موافق في سلوك أخوتنا.