|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عكاز ينقل الحقيقة للأمبراطور ثيودوسيوس الثانى
وبينما كان البابا كيرلس البطريرك القبطى وممنون أسقف القسطنطينية فى السجن ، إستطاع الإكليروس القسطنطينى أن يتصلوا بالأمبراطور ثيودوسيوس الثانى ويطلعوه على الرسالة التى وردت إليهم من مجمع أفسس المسكونى ، فإحتار الأمبراطور ثيودوسيوس الثانى فأرسل إلى البابا كيرلس وهو فى السجن ليكتب رسالة إلى كهنة القسطنطينية وشعبها . فكتب البابا الرسالة ووضح التعتيم الذى قام به مندوب الأمبراطور والخدعة التى خدعوا بها الإمبراطور ، وما فعله الأمير يوحنا الذى إستدرج يوحنا الأنطاكى والآباء الأساقفة التابعين له ، وقرار مجمع أفسس الذى أعلنوه بأنهم لم يقبلوا إقتراحه ما لم يسحب يوحنا الأنطاكى كل ما قرره ضد الآباء الأرثوذوكسيين . ولم يرفض مجمع أفسس إقتراح الأمير : بأن يجهر كل من الفريقيين بإيمانه كتابتاً ، فإستجاب المجمع لهذا الإقتراح وكتب له مضمون الإيمان الأرثوذكسى وذيل رسالته تلك بقوله .. أن هذا هو إيمان الكنيسة الذى إصطبغ الإمبراطور ثيودوسيوس الثانى بمعموديتها .. كما علقوا على سوء المعاملة التى قوبل بها الأساقفة بأن قال : " إننا لم نحضر إلى أفسس كمتهمين ولكننا جئنا لإقرار الإيمان الحق " وكتب البابا كيرلس خطاباً آخر إلى سفرائه الثلاثة بالقسطنطينية .. عكاز فى يد شحاذ ينقل الحقيقة للأمبراطور ثيودوسيوس الثانى أرسل آباء مجمع أفسس رسائل إلى الإمبراطور ولكنها لم تصل إليه للحصار المفروض عليهم وعلى الطرق ومداخل المدينة حيث صدرت الأوامر من المندوب الأمبراطورى إلى الحراس والجنود حول أبواب المدن وبالطرقات بعدم إتصال أحدهم أو تسليم رسالة من مجمع افسس إلى الإمبراطور ثيودوسيوس الثانى ولكن تفتقت أذهانهم إلى حيلة غريبة لكى يضمنوا بها وصول رسالتهم إلى الإمبراطور فاودعوها فى قصبة مفرغة وأعطوها إلى راهباً أرثوذكسياً فاضلاً لتوصيلها للإمبراطور بعد أن يتنكر فى زى شحاذ غريب ، وما كان أقرب الرهبان والنساك فى ذلك العصر إلى الفقراء ، فخرج الجندى المجهول الذى لم يذكر المؤرخون إسمه والذى ضحى بحياته فى إنكار للذات من أجل إيصال الحقيقة ، وكانت العصا المفرغة التى كان يتوكأ عليها طيلة الطريق تحتوى على ثلاثة رسائل من المجمع ورسالتى البابا كيرلس . يخرج من البرية فى موكب ملائكى وكان بالقرب من القسطنطينية راهباً ناسكاً متعبداً فى مغارة إسمه دلماتيوس لم يغادرها لمدة 48 سنة ، وكان كثيراً ما يزورة الإمبراطور ثيودوسيوس الثانى فى وحدته ويتبرك منه ، ولما وصلت هذا الراهب أخبار مجمع افسس وسجن الأنبا كيرلس والأسقف ممنون وهرطقة نسطور ، شعر أن من واجبه الخروج من كهفه ويترك عزلته ليشهد للحق ، فتقلد بالأنبا انطونيوس اب الرهبان الذى ذهب ليقاوم بدعة آريوس . فسار الراهب الناسك دلماتيوس فى شجاعة قاصداً القصر الإمبراطورى وما إن سمع شعب القسطنطينية أن الراهب دلماتيوس قادما لمدينتهم حتى إلتفوا حوله وتزاحموا وألفوا موكباً ملائكياً رائعاً ينشدون الألحان ويترنمون بالمزامير إلى أن وصلوا إلى القصر ، وهناك إنفرد عن الجموع وتقدم ليجتمع مع الإمبراطور ثيودوسيوس الثانى ، ويشاء الترتيب الإلهى ان يكون الراهب حامل الرسائل المخبأة فى عكازه قد وصل . وهنا وقف الأمبراطور على حقيقة الأمر وكان قد تسلم رسالة فى نفس الوقت من يوحنا الأنطاكى فى غاية الرقة ليستميل بها الإمبراطور وذكر بها أن المصرى المتكبر أصل البلاء ، وتناقش الإمبراطور ثيودوسيوس الثانى مع الراهب دلماتيوس فى حل سريع لهذه المشكلة فأشار عليه المتوحد دلماتيوس أن يحضر ثمانية مندوبين عن كل من الفريقين المتخاصمين إلى القسطنطينية ويمثلون امام الإمبراطور . ولاقى الإقتراح قبولاً وإستحساناً لدى الإمبراطور لثقته الكبيرة فى الروح الإلهية الذى كان يتكلم بها دلماتيوس المتوحد ، فأرسل على الفور رسلاً إلى مدينة أفسس لتنفيذ إقتراح دلماتيوس . الإمبراطور ثيودوسيوس الثانى يصلح أخطاءه وصلت دعوة الإمبراطور لمجمع افسس المسكونى فإختاروا ثمانية أساقفة مملوئين حكمة ومحبة لينوبوا عنهم فى شرح أحداث حرم نسطور وما تلاها بعد وصول يوحنا الأنطاكى ، ووصلوا مبكرين عن الثمانية الممثلين للوفد الأنطاكى ثم اخذهم وذهب لمقابلة الوفد الأنطاكى قبل دخوله القسطنطينية حيث كان الشعب فى حالة من الثورة ضدهم فخشى من عدم سيطرتهم على الشغب فى القسطنطينية عند رؤية الشعب الوفد الأنطاكى ، وتلاقى الفريقان فى إحدى ضواحى القسطنطينية وهى مدينة قريبه منها هى مدينة خلقيدونية وكان قد بعث إليهم وهم بعد فى الطريق أن ينتظروا بخلقيدونية حتى يجئ إليهم . وعندما إجتمع الفريقان امام الإمبراطور ، أراد النساطرة ان يحولوا دفة المناقشات حول الخلافات القائمة وأن مجمع اقسس قد غجتمع قبل وصول الوفد الأنطاكى بالرغم من تأخره عن الموعد ، ولكن الإمبراطور لم يسمح بأى نقاش من هذا القبيل على الإطلاق ، وأعلن فى صراحة أن مجمع أفسس المقدس هو فقط صاحب السلطة فى القضايا الكنسية وهو حكم مقدس واجب التنفيذ ، وأن عليه التصديق والتنفيذ فقط وليس مناقشة ما تم مناقشته بواسطة الاباء ، وعلى ذلك صدق الإمبراطور ثيودوسيوس الثانى على قرارات مجمع أفسس بخلع نسطور وقطعه من جسم الكنيسة وحرمه ، وأضاف على ذلك بنفيه فى ديار مصر فى اخميم (2) ، وأمر أيضاً بالإفراج عن البابا كيرلس وممنون أسقف أفسس ورجوعهما إلى كراسيهما . وبهذا أنهى الإمبراطور ثيودوسيوس الثانى الخلاف وقضى على الهرطقة جزئياً التى كادت تستشرى فى جميع بلاد الإمبراطورية . المـــــراجع (1) القديس كيرلس الكبير عمود الدين - كنيسة مارجرجس بإسبورتنج ص 26 - 28 (2) ولم يهدأ نسطور صاحب الهرطقة فقد أرسل الرسائل لمؤيديه وأنصاره ونفث فيهم السموم فإنضم إليه اساقفة مثل برسوما أسقف نصيبين وبواسطة هذا الرجل نشر بدعة نسطور فى بلاد بغداد والموصل وسرى سم الهرطقة فى بلاد عديدة وقويت شوكتهم وإنتشروا حتى بلغوا الهند كما فى يومنا هذا . ( راجع مذكرة القمص صليب سوريال ص 104) |
|