|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البابا بطرس الثالث البطريرك رقم 27
الأباطرة المعاصرين عاصر هذا البابا الإمبراطور البيزنطى زينون (1) أو زينوا Zeno ثم جلس على عرش الإمبراطورية الإمبراطور زيون أو زينو سنة 477م وكان فى أول الأمر خلقيدونى المذهب فنفى البابا بطرس منغوس من الإسكندرية الذى أنتخب وصار بطريرك الكنيسة المصرية الوطنية فى 4 توت 194 ش 1 سبتمبر 477 م وبطرس قصار من أنطاكية ولكنه ردهما من النفى وإستشارهما وإستشار أكاكيوس بطريرك القسطنطينية أيضاً فاشار عليه بعقد مجمع فى القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية ، وقد حكم هذا المجمع برفض قرارات مجمع خليدونية ، وأمر الإمبراطور زينو بتنفيذ قرارات هذا المجمع وأصدر منشوراً الذى أطلق عليه "مرسوم ألإتحاد " وفى المجمع السابق رقى البابا بطرس منغوس ليكون فى درجة أسقف القسطنطينية وأسقف روما وفيما يلى أحداث هذه الحقبة بالتفصيل : إنتخاب بطرس منغوس بطريرك للكنيسة الوطنية القبطية المحلية لم يكن إنتخاب بطريرك جديد بعد نياحة البابا تيموثاوس الـ 26 بالأمر السهل لأن الأمبراطور زينوا كان خلقيدونياً (أى تابع لقرارات مجمع خلقيدونية وكنيسة مصر لا تعترف أصلاً بهذا المجمع ) فى بداية حكمه ، وكان فى هذا الوقت قساً أسمه بطرس صديقاً حميماً للبابا تيموثاوس الـ 26 ويرجع الأنبا إيسوذوروس علاقة بطرس بديسقوروس البابا 25 فيقول (2) : " ربما كان هذا (بطرس) أحد القلائل الذين رافقوا ديسقوروس إلى المنفى وكان قساً قبل أن يجلس على الكرسى السكندرى وكان من المعاصرين له بطرس القصار فى أنطاكية وأكاكيوس فى العاصمة (القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية) ولم يذكر مؤرخوا الأقباط الكثير من التفاصيل لإنتخاب بطرس أو طريقة إنتخابه ولكن ذكرت مسز بتشر (3) بعض التفاصيل التى لنا عليها بعض التحفظ ونحن نوردها للقارئ حتى تضح الصورة أمامه فتقول : " وقد تضاربت الأقوال وإختلفت الأسانيد فى موضوع إنتخاب بطرس هذا وقد ذذكر معظم المؤرخين أن معظم الأساقفة لم يصادقوا على تعيينه (ربما تقصد وضع اليد) وهذا ربما كان صحيحاً ولكن القول الذى لا يقترب من العقل هو ما قاله الأستاذ نيل المؤرخ : من أن أسقفاً واحداً فقط حضر رسامة هذا البطريرك (4) وبفسر هذا القول بأنه من الجائز أن أكثر الأساقفة لم يحضروا خوفاً من الأمبراطور زينو الذى كان يريد تعيين البطريرك بنفسه مخالفاً بذلك المنقول والمعقول (تعليق من الموقع : إن تأثير الخوف فى النفوس ربما يكون كبيراً ولكن ليس لهذه الدرجة أن يرسم البطريرك أسقفاً واحداً لأن هذا رأياً جماعياً كنسياً وليس منفرداً ولا يعتقد أن هذا الأمر قد حدث لأن هذا خارج عن تقاليد المصريين فى إنتخاب بطاركتهم) وما أن جلس البابا بطرس الـ 27 على كرسى مار مرقس الرسول حتى إحتزى بسلفه وعقد مجمعاً محلياً من أساقفة كنيسة الأسكندرية حرم فيه مجمع خلقيدونية وطومس لاون ، وكان هذا المجمع القشة التى فصلت ظهر البعير فما أن سمع القيصر زينو بهذا الأمر حتى سخط عليه ونفاه ورد الأسقف الملكى الخلقيدونى تيموثاوس الأبيض (صاحب القلنسوة البيضاء) إلا أن البابا المصرى القبطى بطرس لم يبتعد عن الإسكندرية بل إختبئ بين شعبه طوال خمسة سنوات بينما كان تيموثاوس الأبيض البطريرك الأجنبى الدخيل يجلس على كرسى مار مرقس فى مكانه مرسوم الاتحاد أتت الخطوة الجدّية الثانية في تطوّر الأحداث في عهد الإمبراطور "زينو" (474 - 491) الذي كان متحمّساً لوحدة الكنيسة في الصيغة التي ابتدعها " أكاسيوس Acasius " بطريرك القسطنطينية و"بيتر مونغوس Peter Mongus" بطريرك الإسكندرية . اشتهرت هذه الصيغة باسـم "مرسوم الاتحاد" وقد أقرّها الإمبراطور سنة 482 . ومع أنّ هذا المرسوم لعن " نسطور " و " يوطيخيس " أو الأرثوذكسية ، إلاّ أنّه تجنّب التطرّق إلى موضوع " الطبيعة الواحدة " أو " الطبيعتين "، وتجنّب ذكر الأسلوب القسري المستخدم ضدّ الذين لا يتبعون لقرارات مجمع خلكيدونية . لا شكّ في أنّ هذا ردّ بعض الاعتبار إلى الأرثـوذكس إل حدّ ما ، إلاّ أنّه كـان بعيداً عن إرضاء أيّـة فرقة من الفرق ، فضلاً عن ذلك، فقد أسرع الرومان الحانقون إلى حرمـان " أكاسيوس" ، الذي انتقم من كبير الكهنة لإغفال اسمه من الطقس الديني البيزنطي ، ومن المحتمل أنّ هذه كانت نتيجة الوضع الجديد الوحيدة السنكسار القبطى الاثنين 12 نوفمبر 2 هاتور نياحة البابا بطرس الثالث 27 سنة 481 م ( 2 هـاتور)في مثل هذا اليوم من سنة 481 ميلادية تنيح القديس العظيم الانبا بطرس السابع والعشرون من باباوات الإسكندرية . وقد قدم بطريركا بعد نياحة القديس تيموثاوس البابا السادس والعشرين . وبعد جلوسه علي الكرسي الرسولي بقليل وصلت إليه من القديس أكاكيوس بطريرك القسطنطينية رسالة ، يعترف فيها بالطبيعة الواحدة ، كقول القديس كيرلس والقديس ديسقورس ، وأوضح فيها انه لا يصح إن يقال بالطبيعتين بعد الاتحاد لئلا تبطل فائدة الاتحاد . فأجاب الاب بطرس برسالة يعلن فيها قبوله في الأمانة المستقيمة ، وأرسلها مع ثلاثة من علماء الأساقفة فقبلهم الاب أكاكيوس بالاحترام وشاركهم في صلاة القداس وقرا الرسالة علي خاصته ومن يشايعه ، ثم كتب رسالة أخرى جامعة إلى الاب بطرس الذي عند وصولها إليه جمع الأباء والأساقفة وقراها عليهم ، ففرحوا بها واستحسنوا عباراتها ومعانيها ، واعترفوا بشركته معهم في الأمانة الأرثوذكسية . وقد قاسي هذا الاب شدائد كثيرة من المخالفين له في الدين وفي الرأي ونفي من كرسيه مرة ثم عاد . وكان في نفيه مداوما علي تعليم الرعية ووعظها برسائله التي يرسلها إليهم . وفي حضوره بأقواله . وأقام علي الكرسي المرقسي ثماني سنين . ثم تنيح بسلام . صلاته تكون معنا امين مـــــــــــــــــراجع (1) http://ww الإمبراطور البيزنطى زينو أو زينون 474-491 م (2) راجع الأنبا إيسيذوروس فى الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة ج1 ص 537 (3) مسز بتشر فى كتابها تاريخ الأمة القبطية طبعة 1900 م جـ 2 ص 66 (4) من الصعب تصديق أن اسقفاً واحداً قد رسم بطرس البطريرك الـ 27 لأنه عقد مجمعاً من اساقفة كنيسة الأسكندرية فإذا كان الأساقفة خائفين من الأمبراطور فلماذا حضروا المجمع إذا ؟ كما أنه عرف أن عدد الساقفة الذين صادقوا ووقعوا على قرارات مجمع خلقيدونية وقبلوا رئاسة كرسى القسطنطينية عليهم وعلى الكرسى المرقسى كانوا 14 أسقفاً فقط وربما كان هؤلاء الأساقفة من أصل يونانى وإستوطنوا مصر منذ زمن بعيد وترهبنوا فى الأديرة المصرية ورسموا اساقفة ولما حدث الخلاف بين الكنيسة المصرية ومجمع خلقيدونية إنضموا للخلقيدونيين بدافع إنتمائهم إلى بنى جنسهم , أو ربما كانوا إنضموا إليهم طمعاً فى الإستقرار والسلطة بينما كان عدد الأساقفة المصريين يزيد عن مائة أسقف . (5) السريان في التاريخ - ( انطاكية والموقع التاريخي - الزيارات الرسولية الأولى والتاريخ المبكر - من نيقية الى خلقدونية ) ----- الدكتور عزيز عطية ترجمة حنا عيسى توما |
|