|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
رساله البابا سيمون الى أنطاكيه ارسل رساله شركه الى يوليانوس أسقف أنطاكيه فى ذلك الوقت وعندما قرأها فرح لما كانت تحتويه من تفسير وشرح للعقائد اللاهوتيه الإرثوذكسيه الواحده والتى تربط بين الكنيستين وبلغ من إعجابه بهذه الرساله أنها كانت موضوع عظته التى ألقاها الأحد التالى لإستلامه الخطاب ثم أرسل رساله ردا على رسالته مملؤه بالفرح والتهنئه على رتبته وراجيا من الله ان يزيده حكمه وعمقا فى معرفه الأسفار والأسرار الإلهيه0 كما أرسل هديه بمناسبه إعتلائه كرسى الإسكندريه (مرقس الرسول) وكتب له جوابا0 مجمع كنسى يدعوا ممثلا غير شرعى لمصر: فى السنه الأولى لباباويه سيمون عقد الإمبراطور يوستينياس مجمعا يعرف بإسم إن ترلو (عقده الإمبراطور تحت قبه فى قصره) ودعى فيه البطاركه والأساقفه ودعى أيضا فيه بطريرك الملكيين على اساس أنه يمثل لقب خليفه ( مرقس الرسول الذى ارسله الله للمصريين) مع كونه دخيلا ومعين من الخارج وليس مصريا بل كان منقولا من إحدى الولايات الغربيه للإمبراطوريه ولم ينتخبه المصريين وبهذا فلا يكون ممثلا شرعيا أو قانونيا كما لا يكون له الحق فى أن يتكلم نيابه عن المصريين ولم يدعى الإمبراطور الممثل الشرعى لمصر وهو البابا سيمون0 والعجيب أن المجمع الذى تجاهل البابا القبطى المصرى الإسكندرى0 قد أعلن( أن الأساس التى تقوم عليها القوانين الكنسيه هو الرسائل العقيديه التى كتبها كلا من ديونيسيوس ، بطرس خاتم الشهداء ، الكسندروس ، أثناسيوس ، وكيرلس) وكل هؤلاء الذين ذكرهم المجمع هم أقباط مصريين، ومن سلسله باباوات الإسكندريه العظماء الذى كان البابا سيمون خليفتهم ورقم 41 الذى سلبوا حقه فى الدعوه لحضور هذا المجمع، ورؤيتهم يمجدون أسلافه الذين شردوهم ونفوهم وضربوهم فى بعض الأحيان فى سبيل ان يحفظوا لنا إيماننا اليوم0على ان هذا التجاهل لم ولن يخدم الوحده فى المسيح انما يدل على عدم إتساع الأفق وإنعدام المحبه وتدخل الأباطره فى القوانين والعقائد اللاهوتيه الدينيه ومزج الدين بالسياسه أدى إلى إنهيار الوحده فى الحقوق والواجبات بين الشعوب المختلفه المكونه لإمبراطوريتهم0 قوه الله تغلب قوة الشر والسحر: كان هذا البابا ناسكا عابدا ومن الأمور التى سجلها التاريخ له أنه ظل محافظا على قوانين الرهبنه القاسيه، فظل محافظا لتقشفه، فلم يكن يعطى لنفسه راحه بل ظل يعمل بلا إنقطاع ليلا ونهارا، لم يمتع نفسه بأكل أو شرب، ولم يلذذ نفسه بطيب الأكل، وكان كل أكله خبزا وملحا مخلوطا بكمون او بقول0 لم يأكل لحما قط0 لم يخالط الكهنه او الأساقفه لصلاته الدائمه والإنفراديه0 كان يحرض الكهنه على النسك والتقشف وترك الإنهماك والإنغماس فى ترف المعيشه وبهرجه الحياه0 فضجر منه الكهنه وأبغضوه، فتآمروا على إهلاكه وقتله، فإتفقوا مع ساحرا ليركب له سما قاتلا، فأخذوا السم ووضعوه فى الإناء الذى يشرب فيه وقدموه إليه القتله ليشرب منه0 بعد تناول الأسرار الإلهيه، فلم يصاب بأذى، فأعادوا عملهم الشرير مره أخرى، فلم يناله أذى، وهكذا تحقق قول الإنجيل للمؤمنين(يحملون حيات وإن شربوا شيئا مميتا فلا يضرهم ) (إنجيل مرقس 16:18) فإندهش الساحر والكهنه مما حدث ونسوا أن هناك قوه الله التى إؤتمنوا عليها بل إستعانوا بالشرير، وتمادى الكهنه فى شرهم مصممين على قتله، فأخذوا تينا ووضع لهم الساحر فيه سما قويا، وكلفوا أحد الكهنه كان قاسيا القلب بإطعامه التين المسمم قبل أن ان يأكل شيئا0 فأكل المسكين التين المقدم له ، فتحركت أحشاؤه، وأحس بالضعف والوهن يدب فى أوصاله، فلزم الفراش وإستمر أربعين يوما، والمجرمين ينتظرون موته، غير أن الرب أقامه وشفاه، وكان الوالى قدسمع وهو فى الفسطاط بمرض البابا فذهب لزيارته بالإسكندريه، فلما رآه فى ضعفه بعد المرض، قال باقى الكهنه أن أربعه من الكهنه سقوه سما0 فأمر الوالى بحرق الأربعه كهنه أحياء مع الساحر، وقبض عليهم الشعب وذهبوا إلى موضع يقال له الفاروس ليحرقهم هناك إلا أن البابا المحب سقط على وجهه أمام الوالى وبكى بدموع غزيره وطلب منه ان يسامحهم ويعفوا عنهم0 فتعجب الوالى من مسامحته للذين كانوا يريدون قتله، ولكنه أحرق الساحر عبر لغيره الشر يعطى للوالى فرصه ليظهر حقده: حدث فى أيامه أن المسيحيين الأرثوذكس خاصه من إقليم [ مليبار] بالهند كانوا يرسلون بطلبات رسم آساقفه لهم من كنيسه أنطاكيه 0 فأرسلوا وفدا الى البلاد السوريه ولسبب ما وصل كاهن هندى الى الإسكندريه وطلب من البابا القبطى أن يقيم أساقفه للهند فقال البابا: إن الكنيسه القبطيه والكنيسة هما واحدا فى الإيمان ، وليس هناك ما يمنعنى من رسامه أسقف لبلادكم0غير أننى أنصحكم أن تتصلوا بالوالى فى مصر( يقصد بابليون) فهو الحاكم لإبلاغه بما تريدون0 وعندما غادر القس الهندى الكنيسه الباباويه 0 عرف الملكيون بما يريده الكاهن الهندى بطريقه ما0 وأقنعوهم بالذهاب الى الأسقف الملكى، فإقتنعوا برأى الملكيين ورسم لهم الملكيين أسقفا وكاهنين، ثم غادروا مصر للعوده الى الهند 0 وبعد أن قطعوا مسيره 20 يوما00قبض العرب على ثلاثه منهم على الحدود أما الكاهن الهندى فقد هرب وظنوا أنهم جواسيس وأحضروهم الى الخليفه عبد الملك وإعتقد الخليفه أن هذا الوفد إنما مرسل من المسيحيين فى مصر الى المسيحيين فى الهند ليتفقوا معا لطرد المحتلين المسلمين فقطع الخليفه أيديهم وأقدامهم وأعادهم بكتاب توبيخ الى أخيه الوالى عبد العزيز لأنه سمح لهؤلاء الجواسيس بالخروج من مصر0 وأمره بضرب عنق البابا إذا كانوا جواسيس ، كما أمره إما أن يضرب البابا القبطى 100 جلده لتجاسره على إرسال أولئك الكهنه بدون إذن منه أو يدفع البابا غرامه ماليه إذا لم يكونوا جواسيس0 فقبض عبد العزيز على البابا سيمون فى الساعه الثانيه من الليل بعد وصلته رساله أخيه فروى له البابا ما حدث بالضبط فلم يصدقه الوالى وتوعده وأخبره بما حكم الخليفه وأنه سيزيد عليه أنه سوف يهدم الكنائس ويضطهد المسيحيين ويقتل الأساقفه0 فسأله بأن يأتى بالأشخاص الثلاثه ويسألهم: من الذى رسمهم ؟ فقال له الوالى: انا لا أعرف بطريركا غيرك ولا أعرف ان للمسيحيين رئيسا غيرك0 ولما لم يسمع له الوالى طلب مهله من الوالى 7 أيام ليدعوا الله ويصلى ليكشف الله الأمر للوالى ويعلن له الحقيقه، فقال له الوالى: لعلك تريد أن تهرب أو تقتل نفسك!! فقال له البابا: أنا تحت تصرفك وإن كنت تريد أن تفعل شيئا إفعله ، فأعطاه مهله 3 أيام0 ثم ذهب البابا ليستغيث بالله لينقذ كنيسته من مؤامره الشيطان عليها، فسأل الله بدموع غزيره حتى يظهر الحقيقه وينهى المحنه ببدئ إضطهاد يعصف بكنيسته0 وحدث أن الله إستجاب لرجل الصلاه فعند مغيب شمس اليوم التالى ان أحد كتبه البطريرك رأى القس الهندى ماشيا على شاطئ البحر فمضى به الى البطريرك فأخذه فى اليوم الثالث الى الوالى وإلتمس منه أن يعفوا على المتسبب فى هذه البليه بعد وضوح الحقيقه 0 وقدم له القس الهندى الذى أعلمه بتفاصيل ما حدث0 فكتب الوالى الى أخيه أن أقباط مصر ليس لهم اى دخل فى هذا الموضوع وأنهم أبرياء وأصدر الوالى أحكامه بالعفو عن البطريرك سيمون ، وطرح القس الهندى فى السجن ، وشنق البطريرك الملكى تاودروس سارق الرب الإله : حدث ان قسا إسمه مينا أقامه البابا وكيلا على الوقف ( أملاك الكنيسه) المخصص للصرف على الكنائس وترك له حريه التصرف على كل ما تملكه الباباويه ، إلا أنه أساء التصرف وبدد اموال الوقف0 وأخبر بعضهم البابا فكان يحذر القس مينا قائلا: إحذر من أن تبقى فى منزلك شيئا يخص الله لئلا ينزل بك مصائب00 فلم يسمع لقوله ، بل تمادى السارق فى شره وسلط لسانه على البابا سيمون وقام بنشر الأكازيب والأقوال الغير لائقه0 فوقعت عليه صاعقه قويه أثناء يوم عاصف مملوء سحب كثيفه فى الشتاء، وتركته أخرس عاجز عن الكلام، فحزن البابا عليه وعلى أموال الكنيسه التى يتصرف فيها، وسأل الله أن يشفيه، ولما كان نصف الليل جاء خبر للبابا أن مينا أشرف على الموت، فأرسل كاتبا إليه ليسأل زوجته: هل هى على علم بمال الوقف أم لا ؟ فلما وصل الكاتب البيت كان مينا قد مات ! ولما توفى ألبسوه ثوب الكهنوت ووضعوه على السرير كعاده أهل الإسكندريه0 ودخل عليه الكاتب رسول البابا وإنحنى عليه ليقبله قبله الوداع 0 فقام الميت فى الحال وتعلق برقبته فإنزعج الكاتب وخاف فقال مينا الذى كان ميتا : الله الواحد ، ابونا الطوباوى سيمون 0 الله الواحد ، أبونا الطوباوى سيمون وأخذ مينا يشكر لله على رحمته وللبابا سيمون فأسرع الكاتب وأخبر البابا بما حدث0 وما كان من القس مينا ان توجه الى البابا طالبا الصفح والغفران لما فعله وما سببه من متاعب له وللكنيسه كلها وسلم للبابا جميع الأموال التى فى حوزته نهايه كفاحه: رسم البابا سيمون عده أساقفه تفوقوا فى العلوم الآهوتيه والعالميه مشهود لهم بالتقوى منهم زكريا أسقف سخا وأطلموس أخوه اٍسقف منوف العليا، وتمت الرسامه يوم الخميس فى مدينه حلوان ، وإعتلت صحته فجأه فقال لتلميذه هيا بنا نمضى الى وادى هبيب لنأخذ بركه القديسين فى الأديره ثم ذهب الى الإسكندريه حيث توفى فى24 أبيب 416 ش التى توافق 18 يولية 700 مدفن بدير الزجاج كطلبه0وكانت مده رياسته 7 سنين 8 أشهر ، وذكرت بعض المراجع العالميه وكذلك مؤرخوا الأقباط أن المسلمين بذلوا ما فى وسعهم ليدسوا السم للبابا ونجحوا ( لإشتهاره بالمعجزات ) ومات مسموما وبعد موته بالسم لم يتجاسر الأساقفه بإنتخاب بابا يخلفه لرئاسة الكنيسة القبطية فعهدوا إلى غريغوريوس أسقف القيس ( مركز بنى مزار بكديريه المنيا ) بإدارة أعمال الكنيسة حتى سنة 703 م ( 84 هـ) راجع تاريخ الأمه القبطيه وكنيستها تاليف ا0ل0بتشر تعريب اسكندر تادرس طبعة 1900 ص 171 والظاهر أن الأقباط شكوا فى عبد العزيز الوالى المسلم فعندما تراجع يا أخى القارئ طرق موت البطاركه الذين عاصروا هذا الوالى تجدها متشابهه وكانوا كلهم معه قبل أن يصابوا فى أمعائهم أدى إلى وفاتهم وربما كان هذا التفسير خاطئا |
|