يوم تاريخي.. الملايين في شوارع مصر ضد دولة الإخوان
من الصعب على أي مصري أن تنمحي من ذهنه هذه المشاهد المهيبة اليوم، وهكذا سيظل يوم السابع من ديسمبر 2012 يوم خالدا وتاريخيا في سجل هذا الشعب العظيم الذي يفاجئ الفراعنة والديكتاتوريين كل يوم. الملايين التي خرجت في الشارع اليوم في محيط قصر الاتحادية وكل شوارع وميادين الحرية في القاهرة والمحافظات تهتف ضد محمد مرسي وجماعته ومرشده، وتطالب بإسقاط دولة الإخوان وإقامة دولة العدل والقانون في مصر، عبر إسقاط الاعلان الدستوري ووقف الإعلان على الاستفتاء، ستظل هي وحدها التي تعبر عن نسيج الشعب المصري الحقيقي الذي لا يفرق بين أحد بالدين أو بغيره. الصوت الهادر الذي تردد طوال اليوم أمام القصر الرئاسي «ارحل، ويسقط حكم المرشد»، والملايين الذين هتفوا ضد دولة الإخوان في الإسكندرية والمحلة وكفر الشيخ وبنها ودمنهور والزقازيق والمنيا وأسيوط، وغيرها من مدن وقرى مصر الحرة، قدموا رسالة لمرسي وجماعته مفادها أن مصر للمصريين جميعا وليس لفصيل أو تيار بعينه، وأن المصريين إن دفعوا من أرواجهم الكثير من أجل الحرية، فإنهم على استعداد لدفع المزيد والمزيد مقابل أن يستردوا حريتهم كاملة، وأن يستردوا ثورتهم المخطوفة، لا يرهبون في ذلك كلمات عصبية موتورة من شخص كان رئيسا وفقد شرعيته، ولا هجوم من ميليشيات مسلحة تستهدف كسر الأيادي والأقدام وتصطاد الرؤس بالرصاص الحي والخرطوش، ولا تكفير لايتوقف من أشخاص فاقدي الأهلية يطلقون على أنفسهم شيوخ ودعاة. لا أحد يعرف كيف يتلقى مرسي وبطانته ورؤسائه في جماعته هذه المشاهد التي تزلزل أكبر عتاة الفراعنة وتهز أركان أي دولة ديكتاتورية وليدة أو مترسخة؟ هل لايزالوا يتصورون أنهم قادرون على اختطاف هذا الوطن لصالح جماعتهم السرية؟ هل لايزالوا يتخيلون أنهم قادرون على سحق إرادة هذا الشعب الجبار؟ هل أدركوا أن هذا وطن عصى على الابتلاع والهضم طالما يضم بين جنباته هذا الشعب الشجاع الذي لايرهب الموت في سبيل حريته. الشعب المصري العظيم قال كلمته الهادرة اليوم. كلمته التي هي على رأس أكبر رؤوس هذا البلد ومن فوقهم. فوجب على الجميع الانصياع.