|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تقسيم الميراث أراد رب المجد الغنى فى كل شيء، أن يترك لنا ميراثاً كان يملكه وهو على الأرض، تُرى ما هو ذلك الميراث؟ إنَّه ثيابه التي نزعوها عنه عندما سمّروه على الصليب، لقد تركها ميراثاً للعسكر، أمَّا نحن فقد ترك لنا سلامه وتعزياته. ولهذا قال أحد الآباء: " لما فارق يسوع العالم ترك نفسه للآب، وجسده ليوسف، وثيابه للعسكر الذين صلبوه، وأمه ليوحنَّا، أمَّا أولاده المؤمنون فترك لهم سلامه، لامنصباً ولا غنى ولا شرفاً ". قديماً كان لباس اليهوديّ يتكوّن من خمسة أنواع، فهناك الأحذية والعمامة والمنطقة والثوب الداخليّ والرداء الخارجيّ، خمسة أشياء يجب أن توزع على أربعة جنود، فقد جرت العادة أن تكون ثياب المحكوم عليهم بالإعدام هى أُجرة منفذى الحكم، فأخذ كل واحد نصيبه وبقى الثوب الداخليّ، الذى كان يسوع يرتديه تحت ردائه البهى، وهو قميص منسوج بجملته من من المحبّة النقيّة، بلا عيب ولا خياطة، فمحاولة تمزيقه إلى أربعة يجعله بلا منفعة، فاقترعوا عليه وسعيد الحظ هو الذى كان من نصيبه (يو19: 23، 24). أمَّا من الناحية الروحية، فالثوب يُشير إلى الإيمان الذى رفض المسيح أن يشقوه، لأنه لم يشأ أن يقسم أحد إيمانه، بل تركهم يقترعون عليه وفازت بالقرعة الشعوب الغريبة لكى ينالوا الإيمان، وينضم صوتهم إلى صوت إشعياء النبى قائلين: " فَرَحاً أَفْرَحُ بِالرَّبِّ تَبْتَهِجُ نَفْسِي بِإِلَهِي لأَنَّهُ قَدْ أَلْبَسَنِي ثِيَابَ الْخَلاَصِ، كَسَانِي رِدَاءَ الْبِرِّ مِثْلَ عَرِيسٍ يَتَزَيَّنُ بِعِمَامَةٍ وَمِثْلَ عَرُوسٍ تَتَزَيَّنُ بِحُلِيِّهَا " (إش10:61). يقول مار يعقوب السروجى: " لمَّا صلبوه اقترعوا هناك عند الجلجثة علىثيابه، وفازت الشعوب الغريبة وأخذوا الثوب والإيمان بغير انشقاق ولا تقسيم ". يظن البعض أن ذلك الثوب كان نفيساً جداً، ولهذا استحق أن يتنازعوا عليه، لكن هذا الرأي لا يتفق مع حالة الفقر الاختياريّ التى كان يبدو فيها المسيح، وقد قال مرّة: " لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ " (مت20:8). أو لَعَلّهم سمعوا عن الذين شُفوا بمجرد لمس هدب ثوبه " وَحَيْثُمَا دَخَلَ إِلَى قُرىً أَوْ مُدُنٍ أَوْ ضِيَاعٍ وَضَعُوا الْمَرْضَى فِي الأَسْوَاقِ وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمِسُوا وَلَوْ هُدْبَ ثَوْبِهِ. وَكُلُّ مَنْ لَمَسَهُ شُفِيَ! " (مر20:56) ولذلك حسبوه ثميناً جداً بفضل قوة سحريّة فيه. أو من باب الاستهزاء أرادوا أن يتظاهروا، بأنَّهم يقدّرون قيمته كثوب ملكيّ. أو ربّما أرادوا مجرد اللهو فقد كانوا ينتظرون موته، ولذلك فكّروا فى هذا النوع من التسلية بثيابه. ومهما كان قصدهم من تقسيم الثياب، فإن كلمة الله قد تمت كما تنبأ داود النبيّ: " يَقْسِمُونَ ثِيَابِي بَيْنَهُمْ وَعَلَى لِبَاسِي يَقْتَرِعُونَ " (مز22: 18). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تقسيم الميراث بين الرجل والمرأة في المسيحية |
تقسيم الميراث من التقليد الكنسي الرسولي |
المحراث |
ضع يدك على المحراث |
ما هو موقف الكنيسة في تقسيم الميراث بين الرجل والمرأة؟ |