02 - 12 - 2012, 01:02 PM
|
|
|
..::| VIP |::..
|
|
|
|
|
|
العاقل ولذة الخطية
يحكى أنَّ رجلاً بينما هو سائر في الطريق رأى أمامه حيواناً مفترساً، وهو فى حالة غضب، فنجا منه قبل أن يفترسه، وبينما هو يجرى مُسرعاً سقط في بئر عميقة فبسط يديه، وتعلّق بغصنين كانا قد غُرسا بجانبها.
ولمَّا أمسك بهما بشدة ظن أنَّه قد نجا من الخطر، لكنَّه نظر فأبصر فأرين وهما مربوطان لا ينفكان، يأكلان هذين الغصنين اللذين كان ممسكاً بهما، ثم نظر إلى أٍسفل البئر فرأى تنيناً جسيماً ينفث ناراً وعيناه تتقدان وقد فتح فاه ليبتلعه، ثم حوّل نظره إلى الموطيء الذي كان واقفاً عليه، فإذا بأربع أفاعٍٍٍ أطلعت رؤوسها من أوكارها فى الحائط، الذي كان متوكئاً عليه.
وأخيراً رفع عينيه فرأى نحلاً كان قد كـوّن عسـلاً يقطر من الشجرة
هو رمز لحلاوة الخطية التي تجذب الإنسان ولا تسمح له أن يهتم بخلاص نفسه
فذاقه وتلاهى به عن التفكير فى عاقبة أمره.
فهل إنسان مثل هذا يُعد عاقلاً؟!
لو كان عاقلاً ما كان قد نظر إلى لذة العسل الوقتية، متناسيّاً الموت الذي سينقض عليه كالوحش بعد لحظات قليلة، لكي يلقي به فى جهنم، حيث لا متع ولا لذات هناك بل حزن وبكاء وصرير أسنان..!
|