منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 12 - 2012, 09:19 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

الخوف وفقدان السلام

" سمعت صوتك في الجنة فخشيت لأنّي عريان فاختبأت "
(تك 10:3)

لا شك أنَّ الخطية تجلب الخوف علي صاحبها، الخوف من المسئولين الذين سيُعاقبون هنا علي الأرض، والخوف من الله الذي سيُعاقب في يوم الدينونة، ولهذا تجد الخاطيء إذا شعر بزلزلة أو سمع صوت رعد أو صاعقة، يرتعب ويرتجف، بل إنَّ أوراق الشجر إذا تحرّكت تُخيفه، هذا ما يقوله أيوب البار عن الخاطيء: " صَوْتُ رُعُوبٍ فِي أُذُنَيْهِ " (أي 1:15).

ودائماً ما يهرب كما قال سليمان الحكيم: " اَلشِّرِّيرُ يَهْرُبُ وَلاَ طَارِدَ" (أم 1:28)، ولدينا علي هذا مثلاً وهو قايين، فعلي الرغم من أن الأرض لم يكن فيها سواه، إلاَّ أنَّه بعدما قتل أخاه هابيل قال: " إِنَّكَ قَدْ طَرَدْتَنِي الْيَوْمَ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ وَمِنْ وَجْهِكَ أَخْتَفِي وَأَكُونُ تَائِهاً وَهَارِباً فِي الأَرْضِ فَيَكُونُ كُلُّ مَنْ وَجَدَنِي يَقْتُلُنِي " ( تك 14:4).

لا نُنكر أنّ السلام كان سائداً يملأ كل أركان الجنة، وذلك قبلالسقوط، ولكن منذ أن سقط آدم ودخلت الخطية العالم، نُزع السلام وملأ الخوف قلوب البشر، فبعدما كان الإنسان يحيا مع الله فرحاً سعيداً، أصبح بعد السقوط يخشي التطلع إليه، ولهذا نري آدم يختبيء من وجه الله في وسط أشجار الجنة، ولما ناداه الرب صرخ بصوت مليء بالخوف قائلاً: " سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ " ( تك 10:3).

لقد زحف إلي قلب آدم شيئاً جديداً بعد الخطية، لم يكن موجوداً فيه من قبل ألآ وهو: الخوف وفقدان السلام، وبعد طرده من الجنة، شهر ضده سيف الكاروبيم، فاشتد قلق الإنسان أكثر وفقد طعم السلام، ولم يعد الله يُعلن ذاته له إلاَّ في وسط لهيب نار، حتي إن بني إسرائيل لمَّا رأوا الجبل مضطرماً عند ظهور الله في جبل سيناء قالوا لموسي " تَكَلَّمْ أَنْتَ مَعَنَا فَنَسْمَعَ وَلاَ يَتَكَلَّمْ مَعَنَا اللهُ لِئَلاَّ نَمُوتَ " ( خر19:20).

وهكذا اعتقدوا أنَّ رؤية الله لا يلحقها سوي الموت، ولا سيما وأنَّ الله قد صرح قائلاً: " لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي لأَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ " (خر20:33)، ومع أن الله قد وضع للناس ناموساً عادلاً ومقدساً، إلاَّ أنَّ الناموس زادهم اضطراباً وخوفاً، لأنَّه كما قال معلمنا بولس الرسول: " لِمَاذَا تُجَرِّبُونَ اللهَ بِوَضْعِ نِيرٍ عَلَى عُنُقِ التَّلاَمِيذِ لَمْ يَسْتَطِعْ آبَاؤُنَا وَلاَ نَحْنُ أَنْ نَحْمِلَهُ؟ " (أع10:15)، حتي إنَّ الذبائح كانت تُذبح بالسكين، فكانت السكين متعطشة دائماً لسفك الدماء، وكل هذا أعلن عن زوال السلام بين البشر..

والرؤساء كانوا ينادون: " سَلاَمٌ وَلَيْسَ سَلاَمٌ " ( حز10:13)، وإشعياء النبيّ يقول: " لَيْسَ سَلاَمٌ قَالَ إِلَهِي لِلأَشْرَارِ " ( إش21:57)، وإرميا النبيّ يقول: " لَيْسَ سَلاَمٌ لأَحَدٍ مِنَ الْبَشَرِ " ( إر 12:12).

وظل الحال هكذا طوال مدة العهد القديم، فكان الجميع يرجون إتيان رئيس وملك السلام، ليُعيد الطمأنينة إلي قلب الإنسان مرّة أُخري...

أمّا الأمم الوثنية فكانت لا تقل عطشاً إلي السلام عن اليهود، وذلك بعد أن رأت ضعف آلهتها، وعجزها عن تعزية أرواحهم، ونزع الخوف من قلوبهم.. لقد جرّبوا كل الديانات الكاذبة وعبدوا آلهتها، فوجدوها عاجزة عن أن تهبهم السلام والطمأنينة.

إلي أن جاء المسيح لينشر رسالة السلام علي الأرض.. ولهذا هتفت الملائكة يوم مولده قائلة: " الْمَجْدُ لِلَّهِ فِي الأَعَالِي وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ " (لو14:2).

وقبل الصلب ترك لنا سلامه إذ قال: " سلاَماً أَتْرُكُ لَكُمْ، سلاَمِي أُعْطِيكُمْ، لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا " (يو27:14)، وهذا دعا معلمنا بولس الرسول أن يقول عنه: " لأَنَّهُ هُوَ سَلاَمُنَا الَّذِي جَعَلَ الاثْنَيْنِ وَاحِداً " (أف14:2).

وقبل معلمنا بولس الرسول سبق إشعياء النبي أن تنبأ عنه قائلاً: " لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْناً وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً مُشِيراً إِلَهاً قَدِيراً أَباً أَبَدِيّاً رَئِيسَ السَّلاَمِ " (إش6:9).

قال أحد الآباء
" فالآن بعد عودة السلام، ليطمئن آدم الخائف، وليهدأ يعقوب القائل: ما أرهب هذا المكان، وليحيا موسي المرتعب في سلام،لما أخطأنا فارقنا السلام، ولما أتي المسيح إلينا جاءت الملائكة تعلن عودة السلام، إذ قالت: " وعلي الأرض السلام ".

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
السلام وعدم الخوف
تسبب الخطيئة الهزيمة وفقدان السلام
إن عدم وجود السلام القلبي يسبب الخوف
في السلام الداخلى: الاطمئنان وعدم الخوف
الخطية تسبب القلق والخوف وفقدان السلام


الساعة الآن 10:54 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024