متى أخذ التلاميذ الروح القدس؟
هل حينما حل عليهم كألسنة نار في يوم الخمسين(أع2)؟
أم حينما نفخ الرب فيهم قائلا "اقبلوا الروح القدس" (يو20)؟
يجيب قداسه البابا فيقول :
لقد قبلوا السكنى الدائمة للروح القدس فيهم, يوم الخمسين. +
وحينئذ تحقق وعد الرب لهم أن "يلبسوا قوة من الأعالي"(لو24 : 49). وتحقق قوله أيضا "إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي. ولكن إن ذهبت, أرسله إليكم"(يو16 :7). وواضح من هذا النص, أنهم سيأخذون الروح القدس بعد صعود السيد إلى السماء. وهذا ما حدث في يوم الخمسين(أع2: 2-4).
+أما حينما نفخ الرب فيهم, فقد أعطاهم سر الكهنوت.
وفي هذا الكتاب "نفخ وقال لهم إقبلوا الروح القدس.من غفرتم خطاياه تغفر له. ومن أمسكتم خطاياه أمسكت "(يو20: 22, 23). أي أنه أعطاهم بالروح القدس سلطان مغفرة الخطايا. أو أنه أعطاهم الروح الذي به يغفرون الخطايا, فتكون المغفرة من الله.
+ونفخة الروح هنا خاصة بهم, وليست لجميع المؤمنين.
إنما هي تخص من المؤمنين من يعملون عمل الكهنوت من تلاميذ الرسل ومن خلفائهم. أما حلول الروح القدس الذي نالوه يوم الخمسين فهو للكل. وكان الرسل يعطونه للناس بوضع اليد(أع8 :17). ثم بالمسحة المقدسة(1يو2: 20, 27). وهي التي نمارسها حاليا في سر المسحة بالميرون المقدس, لجميع المؤمنين.
+والرسل إذن أخذوا الكهنوت حينما نفخ الرب فيهم, ومارسوا هذا الكهنوت يوم الخمسين بتعميد الناس...
كان الرب يعلم أنهم يحتاجون إلى الكهنوت المقدس, ليعمدوا الأعضاء الجدد في الكنيسة, ويمارسوا الحل والربط وباقي الأسرار, لذلك منحهم الروح القدس الذي يعطيهم سلطان الكهنوت هنا, قبل منحه لهم السكنى الدائمة للروح فيهم, اللازمة
لخدمتهم وحياتهم أيضاَ...