|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
النجاح : انواعة ودرجاتة
لقداسة البابا شنودة كلمة النجاح كلمة مفرحة . والانسان الناجح يكون فرحا بنجاحه وسبب فرح لاسرته واحبائه وللمجتمع المحيط به، وهناك أنواع من النجاح تكون فرحة للوطن كله . كماان نجاح الانسان روحيا يكون سبب فرحة للملائكة وارواح القديسين . ونتكلم حاليا عن الفرح بمناسبة النتائج الدراسية وماتعلنه من نجاح كثير من التلا ميذ. والنجاح كما يضم هؤلاء الصفار يضم ايضا من حصلوا علي جائزة نوبل ،الاديب نجيب محفوظ، والعالم احمد زويل، وكل من قدموا بحوثا ناجحة، او أخترا عات تم الاعتراف بها . كل اولئك كانوا سبب فرح لبلدهم ووطنهم. فلايكفى اذن مجرد النجاح، انما ايضا التفوق والذكاء والنبوغ وآلعبقرية الذي يرفع رأس الجميع ويكون أيضا سببا للفخر وللاعجاب. ونحن لانقصد بالنجاح مجرد النجاح العلمي فقط ، وانما كل نجاح في كل الميادين : كنجاح المحامي اذا كسب قضية معينة، ونجاح الطبيب في علاج مريضا ، و نجاح العامل فى اتقان عمله، و نجاح الفنان فى اتقان دوره، ونجاح الوا لدين في تربية ابنائهما ، و نجاح فريق الكرة في كسب المباراة وقد رأينا كيف ان بعض رؤساء الدول يرقصون فرحا في نجاح فرقهم بالمونديال .. كذلك يكون الفرح بأي اقتراح ناجح ، او اية فكرة ناجحة . او اي مشروع يلاقي نجاحا . وكما يكون الفرح بالنجاح، يزداد الفرح اكثر بدرجة النجاح . فهناك فرق بين تلميذ ينجح نجاحا عاديا ، وبين أخر ينجح بتفوق وبامتياز واكثر منهما في سبب الفرح الاوائل حيث يكونون سبب فرح عميق لكل من يتصل بهم. وعكس ذلك كله الفشل والرسوب ومايسببه من حزن ومن انهيار احيانا . والنجاح هو صفة من صفات الانسان الروحي، الذي يكون ناجحا في كل شيء وكل مايعمله ينجح فيه . . فإن مقومات النجاح تكون في شخصيته لاتفارقه في كل مايمارسه من اعمال .. فيكون ناجحا في وظيفته وناجحا في كسب احترام وثقة من يتعإمل معهم . ويكون ناجحا في أخلاقياته، وناجحا في حياته العائلية، وناجحا في رسالته وفي مهمته . ناجحا ايضا في ملاقاة الصعاب وفي حل المشا كل التي يتعرض لها، وناجحا في النجاة من المكائد والمؤامرات . ولايؤثر عليه شئ ، بل يجتاز كل ذلك في نجاح. والتاريخ يعطينا يوسف الصديق كمثال، اذ كان ناجحا ومحبوبا في كل وضع: كان ناجحا كابن في اسرة نال محبة والديه، وناجحا كخادم في بيت ذلك المصري ، وناجحا كسجين يلتف حوله زملاؤه ومستشيرونه في مشاكلهم كما كان ناجحا كوزير ائتمنه فرعون علي ادارة البلاد ايام المجاعة. بلا شك ان هناك امثلة كثيرة للناجحين فى كل مراحل التاريخ : من القادة الناجحين في الحروب ألذين أنقذوا بلادهم ورفعوا شأنها . ومن الفلاسفة والكتاب الذين خلدت اسماؤهم وحفظ التاريخ تراثهم .ومن العلماء الذين انتفع العالم بعلمهم علي مر الاجيال وحتي الآن. ولاننسي ايضا المصلحين الاجتماعيين ومؤسسي الجامعات، واصحاب الآنشطة المتعددة في مجالات كثيرة. علي اننا في موضوع النجاح لاتهمنا كثيرا البداية. ان كانت فاشلة احيانا، انما تهمنا النهاية التي يحصل عليها الانسان الناجح . فالانسان الناجح كثيرا ماتقابله صعاب ومشاكل تعطله لهذا كله لاتتعب مطلقا ، ا ن لم تحصلوا علي النجاح في بداية الطريق، فالنجاح يحتاج الي صبر والي مثابرة،اما الانسان الذي يدركه الملل والضجر وآلضيق فهذا لايستطيع ان ينجح، اما الانسان الروحي فلا يقلق، وانما ينتظر ثمرة كفاحه حتى تنضج. النجاح هو صفة من صفات الانسان الروحي الذي يكون ناجحا في كل شيء وكل مايعملة ينجح فيه والانسان الروحي يكون ناجحا أيضا في داخل نفسه: يكون ذا نفسية قوية لاتتزعزع ولا تضطرب ولاتخاف، يكون ناجحا في قلبه وفي اعصابه وفي ارادته وقبل كل شئ يكون ناجحا في علاقته مع الرب خالقه . ويسير في حياته كسهم نحو هدف ، يصل الي غايته بدون انحراف . ومهما هاجت الامواج علي سفينته لايضعف ولايفشل من الداخل ولايلين ايمانه في امكانية النجاح علي الرغم من كل العراقيل التي تحاول ان تسد الطريق امامه، بل يجد لذة في الانتصار على تلك العقبات، بنعمة من الله، ونجاحه علي الرغم من الصعاب يكون له فرح اكبر، ويعطي خبرة روحية عميقة في عمل الله معه والنجاح ايضا يحتاج الى حكمة وذكاء فكثيرون يفشلون في حياتهم الروحية آو المادية او العائلية او في معاملتهم كل ذلك بسبب نقص في الحكمة وفي حسن التصرف، او بسبب عدم وضوح الطريق امامهم فأمثال هؤلاء يحتاجون الي ارشاد من مرشدين، لهم عقلية واعية حكيمة، ومحتاجون الي صلاة لكي يرشدهم الله في طرقهم. والنجاح يحتاج الي عمل دؤوب لان الذي يزرعه الانسان اياه يحصد . ويحتاج النجاح ايضا الي صمود حتي النهاية ،الانسان الناجح ان فاتته فرصة يلتمس غيرها ، وهو لاييأس ابدا، بل علي العكس ان فشل في الخطوات الاولي، يعود فيقوم، وهو باستمرار يضع امامة قصص الناجحين لكي يكونوا مثلا عليا يقتدي بهم، ويعرف وسائل نجاحهم في الحياة، وهو يحتاج في نجاحه ايضا الي بركة من الله وبركة من والديه . وفي موضوعنا هذا لابد ان نفرق بين النجاح الحقيقي والنجآح الزائف، فنجاح فتاة في اغراء احد الشبان نجاح زائف ومثله نجاح شاب في اسقاط فتاة ، ومن امثلة النجاح الزائف ايضا نجاح شخص ماكر خبيث يخدع انسانا بسيطا ، يفرح قائلا : قد نجحت اللعبة وهنا تقف امامنا مشكلة منذ القديم وهي: لماذا تنجح احيانا طرق الاشرار ؟ وقداطمأن الغادرون غدرا؟! هنا ونذكر مثالا ذكره القديس اغسطينوس اذ قال : ان نجاح الاشرار كالدخان الذي يرتفع الي فوق وتتسع رقعه وفى كل ذلك يتبدد، اما النار فتبقي تحت لاتعلو مثل الدخان،ولكنها تظل في قوتها و حرارتها وفاعليتها ، لاتتبدد مثله في الارتفاع لذلك فنجاح الاشرار هو نجاح زائف ومؤقت ،و بطرق شريرة . المهم اذن هو النجاح الحقيقي الذي يباركه الله ويفرح به الناس |
|