![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() إلخاتمة الرّائعة لمثل الابن الشّاطر، الّذي لا نملّ إطلاقًا أن نتأمّل فيه: “هوذا الآب يتقدّم لملاقاتك؛ ويحني رأسه على كتفك، ويقبّلك، عربون حبّ وحنان؛ ثمّ يلبسك ثوبًا مجدّدًا، وخاتمًا وحذاء. ولم تزل تخاف التّقريع والعقاب وكلام العتاب: فها هوذا يعيد لك منـزلتك ، ويقبّلك ويهيّىء لأجلك وليمة”. إنّ حبّ الله لا يُسبر. فإذا كان يتصرّف هكذا تجاه من يهينه، فما الّذي لا يفعله ليكرّم والدته؟ العذراء الكلّيّة القداسة، الطّاهرة، والأمينة على الدّوام؟ إذا كان حبّ الله على هذا النّحو، فيما عمق القلب البشريّ هو دائم الخيانة، والحقارة، فكيف يكون تجاه قلب مريم الّتي لم تظهر أيّ اعتراض على مشيئة الله ؟ أنظروا كيف تلحّ ليتورجيّة هذا العيد على عدم إمكانيّة فهم رأفة الرّبّ غير المحدودة بواسطة التّحليلات البشريّة؛ فبدل من أن تشرح، هي تغنّي؛ إنّها تستهدف المخيّلة كيما يضع كلّ أمرئ حرارته بكاملها في المديح. إذ لن نصل أبدًا إلى هذا الحدّ: “ثمّ ظهرت آية عظيمة من السّماء: إمرأة ملتحفة بالشّمس، والقمر تحت قدميها، وعلى رأسها إكليل من إثني عشر كوكبًا”. فقد شغف الملك بجمالك. فعلى مثالـها تتألّق ابنة الملك بثوبـها المطرّز بالذّهب! وتُختتم اللّيتورجيّا على كلمات مريم، الّتي تجمع في الوقت نفسه إلى التّواضع العميق المجد الأكبر: “سوف تطوّبني بعد اليوم جميع الأجيال لأنّ القدير صنع بي العظائم”. |
![]() |
|