![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() الِانسِلَاخُ عَنِ المَلَذَّاتِ يُحَذِّرُ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ قَائِلًا: "فَاحْذَرُوا أَنْ يُثْقِلَ قُلُوبَكُمُ السُّكْرُ وَالقُصُوفُ وَهُمُومُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا، فَيُبَاغِتَكُم ذٰلِكَ اليَومُ" (لُوقَا 21: 34). 1. خَطَرُ الِانْغِمَاسِ فِي المَلَذَّاتِ: إِنَّ السُّكْرَ يُعْتَبَرُ عَلامَةً عَلَى رُوحِ الخُمُولِ وَالتَّفَكُّكِ (أَشَعْيَا 19: 14)، أَيْ فُقْدَانَ القُدْرَةِ عَلَى التَّمْيِيزِ وَفُقْدَانَ اليَقَظَةِ الرُّوحِيَّةِ. والِانْغِمَاسُ فِي المَلَذَّاتِ وَالهُمُومِ الزَّمَنِيَّةِ يُطْفِئُ فِي القَلْبِ حَرَارَةَ الرَّجَاءِ وَيُبْعِدُهُ عَنِ الِاسْتِعْدَادِ لِمَجِيءِ الرَّبِّ. لِذٰلِكَ يُشِيرُ يَسُوعُ إِلَى أَنَّ الِانْشِغَالَ بِالمَلَذَّاتِ يَقُودُ إِلَى التَّخَلِّي عَنِ السَّهَرِ، الَّذِي هُوَ الضَّمَانَةُ الحَقِيقِيَّةُ لِلثَّبَاتِ فِي طَرِيقِ الخَلَاصِ (قَارِن مَتَّى 24: 45-51). 2. دَعْوَةٌ إِلَى اليَقَظَةِ الوَاعِيَةِ: يَدْعُو بُطْرُسُ الرَّسُولُ المُؤْمِنِينَ إِلَى السَّهَرِ وَالتَّعَقُّلِ: "كُونُوا قَنُوعِينَ سَاهِرِينَ، فَإِنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُم كَالأَسَدِ الزَّائِرِ يَرُودُ فِي طَلَبِ فَرِيسَةٍ لَهُ" (1 بُطْرُس 5: 8). فَالشَّيْطَانُ يَسْتَغِلُّ ضَعْفَ الإِنْسَانِ وَتَرَاخِيهِ أَمَامَ المَلَذَّاتِ لِيُوقِعَهُ فِي الفُتُورِ وَاللَّامُبَالَاةِ، وَمِنْ ثَمَّ يُفْقِدُهُ يَقَظَتَهُ الرُّوحِيَّةَ. 3. البُعْدُ الرَّعَوِيُّ: الِانسِلَاخُ عَنِ المَلَذَّاتِ لَا يَعْنِي رَفْضَ الفَرَحِ أَوْ إِنْكَارَ الخَيْرِ الَّذِي فِي الخَلِيقَةِ، بَلْ هُوَ تَحَرُّرٌ مِنَ الِاسْتِعْبَادِ لِلشَّهْوَةِ، بِحَيْثُ يَعِيشُ المُؤْمِنُ الحُرِّيَّةَ الحَقِيقِيَّةَ فِي المَسِيحِ. السَّهَرُ إِذًا يَتَطَلَّبُ قَلْبًا غَيْرَ مُثْقَلٍ، أَيْ قَلْبًا نَقِيًّا يُوَازِنُ بَيْنَ احْتِيَاجَاتِ الحَيَاةِ الأَرْضِيَّةِ وَبَيْنَ هَدَفِهِ الأَبَدِيِّ. والمُؤْمِنُ السَّاهِرُ هُوَ ذَاكَ الَّذِي يَسْتَخْدِمُ مَا فِي هٰذَا العَالَمِ دُونَ أَنْ يُسْتَعْبَدَ لَهُ، بَلْ يَجْعَلُ كُلَّ شَيْءٍ وَسِيلَةً تُقَرِّبُهُ مِنَ اللهِ. بِهٰذَا يَتَّضِحُ أَنَّ السَّهَرَ المَسِيحِيَّ يَقْتَضِي تَحَرُّرَ |
![]() |
|