![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() "وتضرعت إلى الرب في ذلك الوقت قائلًا: يا سيِّد الرب أنت قد ابتدأت تُري عبدك عظمتك ويدك الشديدة، فإنه أي إله في السماء وعلى الأرض يعمل كأعمالك وكجبروتك؟! دعني أعبر وأرى الأرض الجيدة التي في عبر الأردن هذا الجبل الجيد ولبنان. لكن الرب غضب عليَّ بسببكم ولم يسمع لي، بل قال لي الرب: كفاك لا تعد تكلمني أيضًا في هذا الأمر. اصعد إلى رأس الفسجة، وارفع عينيك إلى الغرب والشمال والجنوب والشرق، وانظر بعينيك لكن لا تعبر هذا الأردن" [23-27]. حملت إجابة الله رحمةً وعدلًا. فقد غضب الله عليه بسبب الشعب ولم يسمع له [26]، لكنه غضب الأب على ابنه، يحمل حبًا أبويًا وحنانًا. هذا الحنو يظهر في أمورٍ كثيرةٍ، وكما سبق فقلنا أنه وهبه أن يتمتع بالنصرة على سيحون وعوج لكي يرث سبطان ونصف سبط شرقي الأردن. ثانيًا وهبه أن ينظر أرض الموعد غربي الأردن من قمة جبل نبو. وأخيرًا وهبه أن يقود تلميذه الذي هو بمثابة ابنه أن يدخل بالشعب ويقوم بتوزيع الميراث. وكأن ما يناله يشوع يحسبه موسى كأب قد ناله هو. هذا وإن كان الله قد قال له: "كفاك"، إنما لأن موسى النبي نال مجدًا بما فيه الكفاية. فكما سبق أن قلنا أنه كان رمزًا للناموس قائدنا للمسيح. أنه يقود المؤمنين إلى السيِّد المسيح، لكنه يعجز عن أن يحقق لهم ما يحققه الرب يسوع نفسه. كأن الله يقول له: كفاك، فقد حققت رسالتك، وستنال أمجادًا سماوية، فإن كنت لا تعبر بهم نهر الأردن لكنك ستعبر أنت إلى إكليل المجد الأبدي. كان يليق بموسى أن يُدرك أنه حتى للعظيم في الأنبياء رسالة معينة محددة لا يتجاوزها. أخيرًا إذ سأله أن يشجع يشوع ويشدده إنما ليؤكد له أن المتاعب التي ستواجه يشوع بن نون كثيرة، وقد نال موسى النبي نصيبه من الجهاد وتمتع بنصرات مع بعض الضعفات في حياته، الآن يأتي دور تلميذه ليشترك في حمل الآلام من أجل الرب. |
![]() |
|