بمناسبة الصوم المجيد والإستعداد لميلاد الرب ، أود أن أحدثكم عن الصوم في المسيحيه بصفه عامه ...!!
** فالصوم وصية إلهية ، بل وعطية سماوية أعطاها الله لبنى البشر لكي بواسطته يصلون إلى أعلى الدرجات الروحانية والسمو العقلي فيشتركون مع الملائكة في رؤية المجد الأزلي وتسبيح الذات الأعلى .
وأول وصية أعطيت لآدم في الجنة من قبل الله تعالي هي أن لا يأكل من شجرة معرفة الخير والشر ، وكانت هذه الوصية في حد ذاتها أمراً بالصوم والامتناع من أكل ثمر إحدى الأشجار ليتدرب آدم على قوة الإرادة وصلابة العزم . فيصوم وقت الصوم ويأكل وقت الأكل .
والواقع أنه كما أن النار تحرق وتطهر من التلوث ، هكذا الصوم يقضي على كل نزوة طائشة ولذة فاسدة وحركة غير نقية تعمل في النفس لتميل بها إلى جانب الشر والدنس القاتل للنفس .
** يقول المرنم : " أذللت بالصوم نفسي " ( مز 35 : 13 )
فالصوم هو فضيلة عظيمة بها نقمع حركات الجسد ونذلله ، ونطفي حرارته لأن الجسد كلما شبع ثار وكلما ضيق عليه صاحبه في رغباته ، هدأ وسكن !!
** إن الذين لا يجعلون للصوم مركزه اللائق به، لفي جهل عظيم !!
لأن الصوم ركن أساسي من أركان العبادة ، فكما إننا بالصلاة نعبد الله بنفوسنا فنحن بالصوم نعبده بأجسادنا ... ولكي يبين السيد المسيح أن الصوم ضروري كما أن الصلاة والصدقة ضروريتان تكلم في عظته على الجبل قائلاً " فمتي صنعت صدقة .. ومتي صليت .. ومتي صمتم .. " ( مت 6 : 5 – 6 ) .