![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() ما الذي دفع بداود أن يقوم بمثل هذه الإعدادات؟ أخذ أمريْن في اعتباره: أ. إن سليمان كان صغيرًا وغضًا وليس من المُحتمَل أن يبدأ هذا العمل بنشاطٍ شديد، ولكن إن وجد المواد جاهزة، وأصعب جُزْء قد تمَّ، فهذا يُثِير فيه الهمة ويُشَجِّعه على هذا العمل في بداية مُلْكِه. يليق بكبار السن والمختبرين ألا يستخفوا بالصغار والضعفاء، بل يمدُّوا لهم كل ما في الإمكان لمساعدتهم، ولكي يُسَهِّلوا لهم عمل الله على قدر الاستطاعة. ب. يليق بالبيت أن يكون عظيمًا جدًا، جليًلا وفخمًا، قويًا وبهيًا، وكل ما فيه يكون أفضل ما يوجد من نوعه. وهذا لسببٍ وجيهٍ وهو أنه مُعَدُّ لشرف الله العظيم، رب الأرض كلها وهو مثل وإشارة للسيد المسيح الذي فيه كل الملء وكل الكنوز مخزونة. فالناس في ذاك الوقت كان يجب أن يتعلموا خلال طرق محسوسة، مثل عظمة البيت التي تُحِيط العابدين بالرهبة المقدسة والخشوع لله، ويدعون الغرباء لكي يروه كأعجوبة العالم ومن خلاله يتعرَّفون على الله الحقيقي. ولذلك فهو مُصَمَّم لكي يكون ذا صيتٍ ومجدٍ بين كل البلاد، وقد سبق داود أن أخبر بهذا التأثير الحسن من عظمته في المزمور "من هيكلك فوق أورشليم لك تقدم ملوك هدايا" (مز 68: 29). ج. قيل: "فهيأ داود كثيرًا قبل وفاته". هذا يدل على كبر سنه وعجزه المتزايد الذي أشار إلى قرب وفاته، فأثار فيه الحماس في أواخر أيامه ليجتهد كثيرًا في الإعداد للبناء. فكل ما تمتد إليه أيدينا من العمل لأجل الله ولأجل أنفسنا ولأجل جيلنا يجب أن نعمله بكل قوتنا قبل وفاتنا، لأنه بعد الوفاة ليس هناك وسيلة ولا فرصة للعمل، "لأنه ليس في الموت ذكرك. في الهاوية من يحمدك" (مز 6: 5). |
![]() |
|