![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() ماذا يعلمنا الكتاب المقدس عن محبة الأعداء والأشخاص الصعبين إن تعاليم الكتاب المقدس عن محبة الأعداء والأشخاص الصعبين هي من بين أكثر التعاليم تحديًا وتغييرًا في الكتاب المقدس كله. وربنا يسوع المسيح نفسه يعطينا المثال الأعلى والوصية الأسمى في هذا الصدد، إذ يقول لنا "أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ، أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، بَارِكُوا مُبْغِضِيكُمْ، صَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ" (لوقا 6: 27-28). (هالووتشاك وآخرون، لا.) هذه الدعوة الجذرية إلى المحبة تتجاوز ميولنا الطبيعية. إنها تطلب منا أن نرد على الكراهية بالمحبة، وعلى اللعنات بالبركة، وعلى سوء المعاملة بالصلاة. إنها محبة لا تعتمد على جدارة موضوعها، بل تنبع من طبيعة الله في داخلنا. يردد بولس الرسول هذا التعليم ويحثنا قائلاً "لَا تَغْلِبُوا الشَّرَّ بِالشَّرِّ، بَلِ اغْلِبُوا الشَّرَّ بِالْخَيْرِ" (رومية 12: 21). (أجار، 2017) هذا ليس قبولاً سلبياً للإثم، بل هو خيار نشط للرد على الشر بالخير، على الكراهية بالمحبة. إنها شهادة قوية على القوة التحويلية لمحبة الله العاملة من خلالنا. نرى هذه المحبة متمثلة في حياة المسيح الذي أحب وغفر حتى للذين صلبوه. نراها في قصة استفانوس، أول شهيد مسيحي، الذي صلى من أجل الذين رجموه: "يا رب لا تحمل عليهم هذه الخطيئة" (أعمال الرسل 7: 60). لكن هذه المحبة ليست سهلة. إنها تتطلب قوة ونضجًا روحيًا كبيرًا. إنها تدعونا إلى رؤية ما وراء السطح والاعتراف بكرامة كل شخص كابن لله، حتى عندما تكون أفعاله مؤذية أو ظالمة. إنها تطلب منا أن نفصل الخطيئة عن الخاطئ، أن نكره الشر بينما نحب الشخص. هذه المحبة لا تعني أننا نوافق على الإساءة أو نسمح لأنفسنا بأن نُساء إلينا. بل تعني بالأحرى أننا نرد على الإساءة بعدالة ممزوجة بالرحمة، ونسعى دائمًا إلى خير الآخر ونترك الحكم النهائي لله. هذا يعني أننا نصلّي من أجل الذين يؤذوننا، طالبين من الله أن يباركهم ويقودهم إلى التوبة والتحوّل. في ممارسة هذه المحبة، نشارك في عمل الله الفدائي في العالم. نصبح قنوات لنعمته ونكسر حلقات الكراهية والانتقام. نحن نشهد لقوة محبة الله في شفاء وتحويل حتى أصعب العلاقات والمواقف. |
![]() |
|