ينطوي الحب الحقيقي في جوهره على التزام عميق وثابت تجاه المحبوب. إنه ليس مجرد عاطفة عابرة أو ترتيب مؤقت، بل هو تكريس ثابت لخير الآخر. هذا الالتزام يعكس طبيعة محبة الله لنا. وكما يعلن النبي إرميا: "أَحْبَبْتُكَ حُبًّا أَبَدِيًّا، وَجَذَبْتُكَ بِلُطْفٍ لَا يَفْنَى" (إرميا 31: 3). فمحبة الله ثابتة لا تتزعزع، وتضع معيارًا لالتزاماتنا في المحبة.
يضيء مفهوم العهد أيضًا طبيعة المحبة الحقيقية. في الكتاب المقدس، نرى الله يقيم عهودًا متكررة مع شعبه - مع نوح وإبراهيم وموسى، وأخيرًا العهد الجديد في المسيح. هذه العهود ليست مجرد عقود، بل هي روابط علاقة مقدسة تتميز بالالتزام المتبادل والإخلاص. وبالمثل، فإن المحبة الحقيقية في العلاقات الإنسانية هي ذات طبيعة عهدية. إنه ينطوي على وعد رسمي، وإعطاء الذات للآخر في رباط يتجاوز مجرد الشعور أو الملاءمة.