![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() الأنساب ومملكة داود كانت الأنساب في غاية الأهمية، قبل السبي الأشوري لمملكة إسرائيل، وأيضًا البابلي لمملكة يهوذا، للحفاظ على التمييز بين الأسباط وحقوقهم. أما بعد السبي، فكانت لها أيضًا أهميتها لإعادة الاحتفاظ بالسبط الملوكي (يهوذا) والسبط الكهنوتي. تحتوي هذه الأصحاحات على أوسع وأشمل سلسلة أنساب مذكورة في الكتاب المقدس، تقتفي أثر شجرة عائلة داود. هذا وبداية السفر بسلسلة الأنساب يدل على أن تَتَبُّع سلسلة الأنساب كان مألوفًا حينذاك. نلاحظ في سلسلة الأنساب هنا، إذ انقسمت المملكة، لم تهتم بالمملكة الشمالية، وإنما اهتمت بالمملكة الجنوبية، خاصة سلسلة أنساب داود الملك. وهي تُظهِرُ عمل الله في اختيار شعبه، وحفظهم من بداية تاريخ الإنسان إلى فترة ما بعد سبي بابل. فتتحرَّك سلسلة الأنساب من خلقة الإنسان حتى البطاركة (إبراهيم إلى يعقوب)، ثم العصر القومي [يهوذا ولاوي وأسباط إسرائيل الأخرى (1 أخ 2: 3؛ 9: 44)]، وهي تُظْهِرُ بوضوح حفظ الله لوعده مع بيت داود على مدى الأجيال. ووجهة النظر الكهنوتية في سفر الأخبار واضحة من الاهتمام الخاص بسبط لاوي. من وجهة النظر المسيحية، واضح أن كاتب السفر كان مُلهَمًا بسرد تاريخ بيت داود كجزءٍ رئيسيٍ من التاريخ المقدس، مُبتدِئًا من آدم الأول منشئ جنسنا إلى آدم الثاني مُخَلِّصنا ربنا يسوع (1 كو 15: 45). وحيث أن سلسلة الأنساب قبل إبراهيم تشمل الأُسَر الثلاث للإنسان (أبناء نوح: حام وسام ويافث)، فإن الكاتب يؤكد أن الله الخالق "صنع من آدم واحد كل أُمَّة من الناس، يسكنون على كل وجه الأرض، وحتم بالأوقات المُعَيَّنة وبحدود مسكنهم" (أع 17: 26). في نظرةٍ سريعةٍ لهذه القوائم من الأنساب، تبدو أنها مُجَرَّد تجميع من كل قوائم الأنساب السابقة في أسفار الكتاب المقدس، مع السجلات المحفوظة لدى الأمة اليهودية. لكن من يفحصها بشيءٍ من التدقيق، يُدرِك أنها موضوعة بهدفٍ مُحَدَّدٍ وبتدبيرٍ مُعَيَّنٍ. هدفها وضْع أساس قوي لبزوغ مملكة داود وسليمان وانطلاق العبادة في الهيكل، هذه التي قام بترتيبها كل من الملكيْن، بغية الالتصاق بابن داود الملك والكاهن السماوي. نجد في هذه الأنساب بوضوح بزوغ داود في إسرائيل مُقابِل الخلفية الضخمة الخاصة بإسرائيل كأُمةٍ (1 أي 1)، والاثني عشر سبطًا حيث يبرز بينها سبط يهوذا الملوكي كسبطٍ قياديٍ له دوره البارز (1 أي 2-8). أما عن أهمية الهيكل ونظام العبادة فيه، فيحتل مركزًا رئيسيًا يهتم بأنساب اللاويين في شيءٍ من التفصيل (1 أي 1-9). جاءت سلسلة الأنساب تربط بين الماضي منذ خلقة الإنسان، والحاضر في ذلك الوقت، أي بين حال العبادة قبل السبي وبعد الرجوع من السبي |
![]() |
|