|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما معنى حركات اليد في الأيقونات؟ تقليد يوناني روماني تقليدي لا يزال سارياً في مجال علم الأيقونات المسيحية. هل تساءلتم يوماً و أنتم تتأملون الأيقونات الدينية ما معنى حركات اليدَين البارزة عند المسيح أو القديسين ؟ لكل حركة معنى خاص إلا أن لا عجب أننا لا نفهمها دائماً إذ أنها مكتوبة باللغة الإغريقية. فقد طوّر اليونانيون و الرومان رموزاً لحركات اليد، إستخدمه كل من الخطباء و البلغاء عندما كانوا يتلون خطباً في الأغورا أو مجلس الشيوخ و في المجالس الخاصة. و كانت حينها الحركات المرافقة لفن البلاغة علماً بحد ذاته و كان الجميع يفهمها إلى حدٍ ما لكن لا نحن. فعلى سبيل المثال في أيقونات البشارة، يظهر رئيس الملائكة جبرائيل يرفع يده كما كان الخطباء الرومان يرفعون أيديهم عند الإشارة إلى أنهم سيدلون بجملة بالغة الأهمية. أما معنى حركة اليد هذه كما يُبيّن فن البلاغة الكلاسيكي، فهو الأساس الذي يفسر لما يرفع المسيح يده كما يرفعها المتحدث الأغريقي أو الروماني. فالأكيد أن لديه هو أكثر من غيره أمر مهم جداً يقوله. إلا أن لهذه الحركة معانٍ أخرى من الواجب أخذها في عين الإعتبار ففي حال صورة المسيح، تكون الرموز المرتبطة بالحركات أكثر تعقيداً بعد. ففي كل أيقونة للمسيح سواء كاثوليكية أم بيزنطية، تبدو يد يسوع مرفوعة و كأنها تبارك. و يستخدم الكاهن الحركة نفسها ليبارك الآخرين خلال القداس، و لذلك يُصور القديسون الذين كانوا في حياتهم كهنة و هم يرفعون يدهم بالطريقة نفسها. أما حركة اليد المباركة تظهر على شكل IC XC و هو إختصار لكلمة يسوع المسيح باللغة الإغريقية IHCOYC XPICTOC المتضمنة الحرف الأول و الأخير من كل كلمة. فتجسد اليد المباركة من خلال الحركة إسم يسوع المسيح. بالإضافة إلى أخذ شكل الحروف، تنقل حركة البركة التي يجسدها المسيح حقائق عقائدية. فتجسد الأصابع الثلاث المستخدمة لتجسيد حرفي الـ I والـX الثالوث و وحدة اللّه في الأقنوم الآب و الإبن و الروح القدس أما إقتراب الإبهام و البنصر لا يهدف فقط إلى تجسيد الحرف C إنما يمثل أيضاً التجسد و وحدة الطبيعتَين السماوية و الإلهية في شخص المسيح. |
|